46. شرائع: جمع شريعة، والشريعة: مَوْرِدُ الإبل على الماء الجاري، والمراد: ما شَرَع الله وأَظهَره لعباده من الفرائض والسنن[1].

المراجع

  1. "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (5/ 1739).


14-   "الطَّهور اسم للماء الذي يُتطهَّر به، ولا يجوز إلا أن يكون طاهرًا في نفسه، مطهِّرًا لغيره؛ لأن عُدولهم عن صيغة (فاعل) إلى (فَعول) أو (فعيل)؛ لزيادة معنى؛ لأن اختلاف الأبنية لاختلاف المعاني، فكما لا يجوز التسوية بين صابر وصَبور، وشاكر وشَكور، كذلك في طاهر وطَهور، والشَّيء إذا كان طاهرًا في نفسه، لا يجوز أن يكون من جنسه ما هو أطهرُ منه، حتى يَصِفه بطَهور لزيادة، وإذا نقلنا الطاهر إلى طَهور، لم يكن إلا لزيادة معنى، وذلك المعنى ليس إلَّا التطهير[1]"

15- إن قيل: بناء الطَّهور من (طَهُر يَطهُر طهارةً)، وهو لازم، فكيف يجوز تَعْدِيَتُه بتطهير غيره؟ قلنا: النظر في هذه اللفظة أدَّى إلى أن فيه معنى التطهير؛ لأنه لا يجوز إطلاقه على الماء الذي ليس بمطهِّر؛ لأن العرب لا تسمِّي الشيء الذي لا يقع به التطهير طَهورًا، فمن هذا الوجه يَجِبُ أن يُعلَم، لا من التَّعَدِّي واللُّزوم[2]

16- تعريف الطَّهور باللّام الجنسيَّة المفيدة للحصر لا ينفي طُهوريَّة غيره من المياه؛ لوقوع ذلك جوابًا لسؤال من شَكَّ في طُهوريَّة ماء البحر من غير قصد للحصر، وعلى تسليم أنَّه لا تخصيصَ بالسَّبب، ولا يُقصَر الخطاب العامُّ عليه، فمفهوم الحصر المفيد لنفي الطُّهوريَّة عن غير مَائه عمومٌ مخصَّص بالمنطوقات الصّحيحة الصَّريحة القاضية باتِّصاف غيره بها[3]

17- «ماؤه»: هو فاعل المصدر، وضميرُ (ماؤه) يقتضي أنّه أُريد بالضَّمير في قوله: «هو الطَّهور». البحر؛ يعني: مكانه؛ إذ لو أُريد به الماء لَمَا احتِيج إلى قوله: «ماؤه»؛ إذ يَصير في معنى طَهُور ماؤه في الماء[4]

18- «الحلُّ» هو مصدر حَلَّ الشَّيءُ ضِدُّ حَرُم[5]

المراجع

  1.  "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (3/ 830).
  2.  "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (3/ 830).
  3.  "نيل الأوطار" للشوكانيّ (1/ 29، 30).
  4.  "سبل السلام" للصنعانيِّ (1/ 19).
  5.  "سبل السلام" للصنعانيِّ (1/ 19).

22. "قولُه: «ولم يكن شيء قبله» حال، وفي المذهب الكوفيِّ: خبر، والمعنى يساعده؛ إذ التّقدير: كان اللّه منفرِدًا، وقد جوَّز الأخفش دخول الواو في خبر كان وأخواتها؛ نحوُ (كان زيد وأبوه قائم) على جعل الجملة خبرًا مع الواو؛ تشبيهًا للخبر بالحال، ومال التّوربشتيُّ إلى أنّهما جملتان مستقلَّتان[1].

23. "لفظة (كان) في الموضعين بحسب حال مدخولها، فالمراد بالأوّل الأزليَّة والقِدَم، وبالثّاني الحدوث بعد العَدَم، فالحاصل أنّ عطف قوله: (وكان عرشه على الماء)، على قوله: (كان اللّه) من باب الإخبار عن حصول الجُملتين في الوجود، وتفويض التّرتيب إلى الذِّهن[2].

24. قوله: «وكان عرشه على الماء» معطوف على قوله: «كان اللّه»، ولا يلزم منه المعيَّة؛ إذ اللّازم من الواو العاطفة الاجتماع في أصل الثُّبوت، وإن كان هناك تقديم وتأخير، ومن ثمَّ جاء قوله: «ولم يكن شيء غيره» لنفي توهُّم المعيَّة[3].

25. (كان) عبارة عمَّا مضى من الزّمان؛ لكنّها في كثير من وصف اللّه تعالى تُنبئ عن معنى الأزليَّة

كقوله تعالى:

 وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 

 وما استُعمِل منه في وصف شيء متعلِّقًا بوصف له هو موجود فيه فللتَّنبيه على أنّ ذلك الوصف لازم له، أو قليل الانفكاك عنه

كقوله تعالى:

وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا

[الإسراء: ٢٧]

 وقوله: 

وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا 

ﱠ [الإسراء: ٦٧]

 وإذا استُعمِل في الزَّمن الماضي، جاز أن يكون الْمُستعمَل على حاله، وجاز أن يكون قد تغيَّر؛ نحوُ: كان فلان كذا ثمَّ صار كذا[4].

المراجع

  1. "فتح الباري" لابن حجر (13/ 410).
  2. "فتح الباري" لابن حجر (13/ 410).
  3. "فتح الباري" لابن حجر (13/ 410).
  4. "فتح الباري" لابن حجر (13/ 410).

.

19- 1.   (الوَضُوء) بفتح الواو: اسم للماء، و(الوُضوء) بضمِّ الواو: اسم لفعل التوضُّؤ[1]

20- قوله: (ويديه إلى المرفقين). المرفق فيه وجهان؛ أحدُهما: بفتح الميم وكسر الفاء (الْمَرْفِق)، والثّاني: عكسُه (الْمِرْفَق)، لغتان[2]

21- قوله: (إلى المرفقين)، ليس فيه إفصاح بكونه أدخلهما في الغسل، أو انتهى إليهما، والفقهاء اختلفوا في وجوب إدخالهما في الغسل، فمذهب مالك والشّافعيِّ: الوجوب، وخالف زفر وغيره، ومنشأ الاختلاف فيه: أنّ كلمة (إلى) المشهور فيها: أنّها لانتهاء الغاية، وقد تَرِد بمعنى (مع)، فمن النّاس من حملها على مشهورها، فلم يُوجب إدخال المرفقين في الغسل، ومنهم من حملها على معنى (مع)، فأوجب إدخالها.

22- (ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ): اسم (اليد) ينطلق على العضو إلى الْمَنْكِب، فلو لم تَرِد هذه الغاية (إلى المرفق)، لوجب غسل اليد إلى المنكِب، فلمّا دخلت، أَخرَجت عن الغسل ما زاد على المرفق، فانتهى الإخراج إلى المرفق، فدخل في الغسل[3]

المراجع

  1.  "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق العيد (1/ 80).
  2.  "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق العيد (1/ 82).
  3. "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق العيد (1/ 82، 83).

60. صلُ التحريم في اللغة: المنْعُ، فسمَّى سبحانه تقدُّسَه وتعاليَه عن الظلم تحريمًا؛ لمشابهتِه للممنوع في أصل عدم الشيء[1].

61. قوله: «تظالموا»؛ أي: تتظالموا؛ فهناك قاعدة في اللغة أنه إذا ابتدأ الفعل بتاءين يجوز الاقتصار على تاء واحدة، وهو كثير جدًّا في اللغة، ومنه في القرآن الكريم

قوله تعالى:

 تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا

[القدر: ٤]

 أي: تتنزَّل

وقوله تعالى:

يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ

[هود: ١٠٥]

أي: تتكلَّم

وقوله تعالى: 

وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ

[آل عمران: ١٤٣]

 أي: تتمنَّون.

62. السين والتاء في الأفعال (فَاسْتَهْدُونِي، فَاسْتَطْعِمُونِي، فَاسْتَكْسُونِي، فَاسْتَغْفِرُونِي) بمعنى الطلب؛ أي: اطلبوا هدايتي، وطعامي، وكسائي، ومغفرتي، وهو الأصل في صيغة (استفعل)، وربما أتت بمعانٍ أخرى حسب السياق؛ كالتحوُّل والصيرورة؛ مثل: اسْتَنْوَق الجَمَل؛ أي: صار كالناقة في ذُلِّها، وتأتي بمعنى (أفعَلَ)؛ كأجاب واستجاب، وغير ذلك من المعاني الكثيرة.

63. قوله تعالى: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» الرواية المشهورة (تُخْطِئُونَ) بِضَمِّ التاء من الرباعيِّ (أخطأ يُخطئ)، وَرُوِيَ بفتحها، وَفَتْحِ الطاء، من الثلاثيِّ. يقال: خَطِئَ يَخْطَأُ إذا فَعَلَ ما يَأَثَمُ به، فهو خاطئ[2].

64. إطلاق النفس على الذات؛ لقوله: «عَلَى نَفْسِي»، والمراد بنفسه ذاتُه عزَّ وجلَّ

كما قال تعالى: 

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ

[آل عمران: 28]

 وليس النَّفْسُ صفةً كسائر الصفات؛ كالسمع والعلم والقدرة، فالنفسُ يعني الذات؛ فقوله:

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ

يعني ذاته، وقوله هنا: «عَلَى نَفْسِي» يعني على ذاتي، وكلمة (نفس) أَصْوَبُ من كلمة (ذات)؛ لكن شاع بين الناس إطلاق الذات دون إطلاق النفس؛ ولكنَّ الأصل العربيَّ: (النفس) [3].

65. جواز تحدُّث الإنسان عن نفسه بصيغة الغائب؛ لقوله: «فَمَن وَجَدَ خَيرًا فَليَحمد الله» دون أن يقال: فمن وجد خيرًا فليحمدني، والعدول عن ضمير المتكلِّم إلى أن تكون الصيغة للغائب، من باب التعظيم؛ كما يقول الملك مثلًا وهو يأمر: يقول لكم الملك: افعلوا كذا وكذا. فهو أبلغُ مما لو قال: أقول لكم: افعلوا كذا وكذا[4].

66. من بلاغة الكلام التصريحُ بالمحبوب الممدوح، والإبهام في المكروه؛ لقوله: «فمن وجد خيرًا»، وقوله: «ومَن وجد غير ذلك»[5].

إن الله عزَّ وجلَّ يُحصي أعمال العباد؛ أي: يَضبِطها بالعدد، فلا يَنقُص أحدًا شيئًا

قال الله تعالى:

 فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)

[الزلزلة: 7، 8]

 وهذا على سبيل المبالغة، فلو عَمِلَ أدنى من مثقال الذرة لرآه؛ لكن ضربها مثلاً؛ لأن الذرَّة من أصغر المخلوقات ممَّا تَضرِب به العربُ الْمَثَل في الصِّغَر[6].

المراجع

  1. انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (16/ 132).
  2. "شرح النوويِّ على مسلم" (16/ 133، 134).
  3. "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 244).
  4. "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 250).
  5. انظر: "الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية وتتمتها الرجبية"، عبد الرحمن بن ناصر البراق (ص: 57).
  6. "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 250).


20. قوله ﷺ: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا»: لا يدلُّ على حصر الأسماء بهذا العدد، فلو كان الْمُرادُ الحصرَ، لكانت العبارة: "إن أسماءَ الله تسعةٌ وتسعون اسمًا".

21. قولهﷺ: «ومن أحصاها دخل الجنة»: جملة شرطية، صفة لـ"تسعةً وتسعين" في محلِّ نصب، وَيجوز أَن تكون مُستأنَفة لا محلَّ لها من الإعراب، والمعنى لا يختلف، سواءٌ بالوصف أو الاستئناف، والمعنى: له أسماء متعدِّدة، من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينفي أن يكون له أسماءٌ غيرُها، وهذا كما تقول: "لفلانٍ مِائةُ دينار أَعَدَّها للصدقة"، فلا ينفي هذا أن يكون له أموالٌ أخرى غيرُها مُعَدَّةٌ لغير الصَّدَقة.

22. قوله: «مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا»: هو تأكيد للجملة الأولى: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا»، وقد ذكر في الحديث عدَّة تأكيدات؛ ليرفع به وهم من يتوهَّم في النُّطق أو الكتابة.

23. مِائَةً: منصوب بدلًا من "تسعة وتسعين".

18. «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ»: السيِّد هنا مستعارٌ من الرئيس المقدَّم، الذي يُصمَد إليه في الحوائج، ويُرجَع إليه في الأمور، كهذا الدعاء، الذي هو جامعٌ لمعاني التوبة كلِّها؛ فالتوبةُ غاية الاعتذار[1].

المراجع

  1. "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبيِّ (6/ 1844).


23. قَوْله: «وَأنزل فِي الأَرْض»، كان القياس أن يُقال: إلى الأرض؛ ولكن حروف الْجَرِّ يَنُوب بعضها عن بعض، وفيه تضمينٌ، وَالْغَرَض منه الْمُبالغة؛ يعنِي: أنزلها منتشرةً فِي جميع الأَرْض[1]

24. قَوْله: «يتراحم الْخلق» من الفعل (تَرَاحَم) الدالِّ على التفاعل، الذي يشترك فيه الجماعة.

المراجع

  1. "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعينيِّ (22/ 101، 102)


22- التّيمُّمُ في اللّغة وفي كلام العرب: القَصْدُ، يُقال: تَيَمَّمْتُ فُلَانًا وَتَأَمَّمْتُهُ وَيَمَّمْتُهُ وَأَمَمْتُهُ؛ أَيْ: قَصَدْتُهُ[1]

23- قوله ﷺ: «إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ بِيَدَيْكَ هَكَذَا»؛ أي: تَفعَل، والقولُ يُطلَق على الفعل؛ كقولهم: قال بيدِه هكذا.

 

المراجع

  1. "نيل الأوطار" للشوكانيِّ (1/ 319).

21. في قوله: «هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه» دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم، وأن الواوَ ليست بالعاطفة التي تَفصِل بين الشيئين؛ وإنما هي التي تجيء بمعنى التفصيل

كقوله:

فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ[1].

[الرحمن: ٦٨]

22. يُحتمَل أن يكون قوله: «والقرآن العظيم» محذوفَ الخبر، وتقديرُه (ما بعد الفاتحة) مثلاً، فيكون وصف الفاتحة انتهى بقوله: «هي السبع المثاني»، ويكون التقدير: والقرآن العظيم هو الذي أوتيتُه زيادةً على الفاتحة[2].

المراجع

  1. "فتح الباري مع هدي الساري" لابن حجر (8/ 159).
  2. "فتح الباري مع هدي الساري" لابن حجر (8/ 159).


71. معنى (غفرتُ لك): سترتُ عليك ذنوبكَ، فلا أُعاقبُكَ بها، والعفوُ مِثْلُ الغفران، تقول: عَفَوْتُ عن الرجل، إذا تركتُ ذنبه ولم تُعاقبه.

72. قُراب الأرض خطايا: مِلْؤُها، فخطايا: تمييز من الإضافة، نحو قولِكَ: مِلء الإناءِ عسلاً.

11. السُّبُحَاتُ جَمْعُ (سُبْحَةٍ)، ومعنى (سُبُحَاتُ وَجْهِهِ): نُورُه وجلَالُه وبَهَاؤه، وقيل: أضواء وجهه، وقيل: سُبحات الوجه: محاسنه؛ لأنك إذا رأيت الحَسَن الوجه، قلتَ: سبحان الله، وقيل: معناه: تنزيهٌ له؛ أي: سبحان وجهه[1].

12. الحجابُ أصلُه في اللّغة المنع والسَّتْر، وحقيقةُ الحجاب إنّما تكون للأجسام المحدودة، والله تعالى منزَّه عن ذلك، والمراد هنا المانع من رؤيته، وسُمِّي ذلك المانع نورًا أو نارًا لأنّهما يمنعان من الإدراك في العادة لشعاعهما[2].

13. المراد بما انتهى إليه بَصَرُه من خلقه: جميع المخلوقات؛ لأنّ بصره سبحانه وتعالى محيط بجميع الكائنات، ولفظة (من) لبيان الجنس، لا للتّبعيض[3]. وعليه؛ فلو كشف هذا الحجاب - حجاب النور عن وجهه - لاحترق كل شيء.

14. «حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ: النَّارُ»: إنَّ تَرَدُّد الراوي في لفظ "النور"، و"النار" لا يَقصِد به اختلافًا في المعنى؛ لأن هذه النار التي كلَّم الله تعالى بها موسى؛ يقال لها: نار ونور، كما سمَّى الله تعالى نار المصباح نورًا، بخلاف النار المظلِمة؛ كنار جهنَّم، فتلك لا تُسمَّى نورًا، فالأقسام ثلاثة: إشراقٌ بلا إحراق، وهو النور الْمَحْضُ؛ كالقمر، وإحراق بلا إشراق، وهي النار الْمُظلِمة، وما هو نار ونور؛ كالشمس، ونارِ المصابيح التي في الدنيا توصَف بالأمرين[4].

15. قوله : «ولا ينبغي له أن ينام» تأكيدٌ للجُملة قبلَها، والجملة الأولى دالَّةٌ على عدم صدور النَّوم، والثانية للدلالة على استحالته عليه تعالى، ولا يَلزَم من عدم الصدور استحالتُه؛ فلذلك ذُكِرت الكلمة الثانية بعد الأولى[5].

المراجع

  1. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (2/ 332).
  2. "شرح النوويِّ على مسلم" (3/ 14).
  3. "شرح النوويِّ على مسلم" (3/ 14).
  4. "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (6/ 387).
  5. " كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه" للسنديِّ (1/ 85).

16. الدعوة: هي الحثُّ على الشيء[1].

17. «ولا يَنقُص ذلك من آثامهم شيئًا» ضمير الجمع في أجورهم وآثامهم يعود لـ(مَن) باعتبار المعنى.

18. ذكَر ﷺ كلمة «هُدًى» نكرةً لتَشمل جميع ما يُهتدى به من الأعمال الصالحة، وهو بحسَب التنكير مطلَقٌ شائعٌ في جنسِ ما يقال له: هُدًى، يُطلَق على القليل والكثير، والعظيم والحقير، فأعظمُه هدًى مَن دعا إلى الله وعمِل صالحًا، وقال: إنني من المسلمين، وأدناه هُدًى: مَن دعا إلى إماطة الأذى عن طريق المؤمنين، ومِن ثَمَّ عظُم شأن الفقيه الداعي المنذِر؛ لأن نفْعَه يعُمُّ الأشخاص والأعصار إلى يوم الدِّين [2].

المراجع

  1. انظر: "المعجم الوسيط" (1/ 286).
  2. "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (2/ 625- 626).

35. الحديث قائم على بلاغة التشبيه التمثيليِّ، وهو تشبيه صورة مركَّبة بصورة مركَّبة، ووجه الشَّبَه فيه صورة مركَّبة مُنتزَعة من أشياءَ متعدِّدة. فيمثِّلُ ﷺ صورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجماعة من الناس ركِبوا سفينةً فاتَّخذ كلُّ واحدٍ منهم نصيبًا من السَّفينة بالـقُرْعة، فنزَل بعضُهم في أعلى السفينة، وبعضُهم في أسفلها، فإذا أرادت الطائفةُ بالأسفل الـماءَ لأمور المعيشة، مرُّوا على مَن فوقهم مِن سُكان السفينة بالصُّعود إليهم، فرأَوْا في ذلك مَشقَّةً على أنفُسهم، وضررًا وأذًى يَلـحَق مَن فوقَهم، وقد همُّوا بخرْق السفينة لاعتقادهم أن في ذلك راحة لهم ولمن في أعلى السَّفينة. فإنْ يترُكهم الذين في أعْلى السفينة يَفعلون ما يشاؤون من الخَرْقِ، هلَكوا جميعًا، وإنْ منَعوهم مِن الخَرْق نجَوْا جميعًا.

36. «فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا»: إن شرطية، ويتركوهم فعل الشرط، وَالْوَاو بِمَعْنى (مَعَ)، و(مَا) مَصْدَرِيَّة؛ أي: مع إرادتهم، أو موصولة؛ أي: مع الذي أرادوه. «هَلَكُوا»: جَوَاب الشَّرْط، جميعًا: حال.

18. في قولها: (من الوحي) قولان؛ أحدهما: أنها لبيان الجنس؛ أي: من جنس الوحي، وليس من الوحي، والثاني: للتبعيض؛ أي: جزء من أجزاء الوحي، وقد جاء في الحديث أنها جزء من أجزاء النبوَّة.

19. الغارُ هو الكَهْفُ والنَّقْبُ في الجبل، وجَمْعُه: غِيرَانٌ، وَالْمَغَارُ وَالْمَغَارَةُ بمعنى الغار، وتصغير الغارِ: غُوَيْرٌ[1].

20. حِرَاءٌ: فيه لغتان: التّذكيرُ والتّأنيث، والتّذكير أكثرُ، فمن ذكَّره صَرَفه، ومن أنَّثه لم يَصرِفْه، أراد البُقعة أو الجهة الّتي فيها الجَبَلُ. وحراءٌ جبل بينه وبين مكَّةَ نحوُ ثلاثةِ أميال عن يسار الذَّاهب من مكَّةَ إلى منًى[2].

21. فُسِّر التَّحنُّث في الحديث بالتَّعبُّد، وهو تفسير صحيح. وأصل الحِنْث: الإثمُ، فمعنى يتحنَّث يتجنَّب الحِنث، فكأنّه بعبادته يَمنَع نفسه من الحِنث، ومِثْلُ يتحنَّث: يتحرَّج ويتأثَّم؛ أي: يتجنَّب الحَرَج والإثم[3].

22. قولُها: (الليالي أولات العدد)، متعلِّق بـ(يتحنَّث)، لا بـ(التّعبُّد)، ومعناه: يتحنَّث اللّياليَ، ولو جُعِل متعلِّقًا بالتّعبُّد، فَسَد المعنى؛ فإنّ التّحنُّث لا يُشترط فيه اللَّيالي؛ بل يُطلَق على القليل والكثير، وهذا التّفسير اعتَرَض بين كلام عائشةَ - رضي اللّه عنها - وأمّا كلامُها، فيتحنَّث فيه اللّياليَ أولاتِ العدد[4].

23. قولُها: (فَجِئه الحقُّ)؛ أي: جاءه الوحيُ بغتةً؛ فإنّه ﷺ لم يكن متوقِّعًا للوحيِ، ويُقال: فَجِئه بكسر الجيم وبعدها همزةٌ مفتوحة، ويُقال: فَجَأه بفتح الجيم والهمزة، لغتان مشهورتان، حكاهما الجَوهريُّ وغيره[5].

24. قوله ﷺ: «ما أنا بقارئ»؛ معناه: لا أُحسِن القراءة؛ فـ(ما) نافية، هذا هو الصَّوابُ، ومنهم من جعلها استفهاميَّةً، وضعَّفوه بإدخال الباء في الخبر، ولو كان استفهامًا، لقال: ما أنا قارئ، وإنما تدخل الباء على "ما" النافية، فتكون الباءُ تأكيدًا للنفي[6].

25. قوله ﷺ: «فغطّني» معناه: عَصَرني وضمَّني. يُقال: غَطَّه وغَتَّه وضَغَطَه وعَصَرَه وخَنَقه وغَمَزه، كلُّه بمعنًى واحدٍ[7].

26. «حتى بلغ مني الجهد» الجهد فيه لغتان: فتح الجيم وضمُّها، وهو الغاية والمشقَّة، ويجوز نصب الدَّال ورفعها، فعلى النَّصْبِ: بَلَغ جبريلُ منّي الجهدَ، وعلى الرّفع: بَلَغ الجهدُ منّي مَبْلَغَه وغايتَه[8].

27. قولُها: (كلّا) هي هنا كلمة نفيٍ وإبعاد، وهذا أحدُ معانيها، وقد تأتي (كلّا) بمعنى (حقًّا)، وبمعنى (ألا) الّتي للتّنبيه، يُستفتَح بها الكلام، وقد جاءت في القرآن العزيز على أقسام، وقد جمع الإمام أبو بكر بنُ الأنباريِّ أقسامها ومواضعها في باب من كتابه "الوقف والابتداء"[9].

28. قولها: (لا يُخْزِيك) بضمِّ الياء، وبالخاء المعجمة، وقال مَعمَر في روايته: (يُحْزِنك) بالحاء المهملة والنُّون، ويجوز فتح الياء في أوَّله وضمِّها (يَحْزُنك)، وكلاهما صحيحٌ، والخِزْيُ: الفضيحةُ والهَوان[10].

29. قولها: (وتَكسِب المعدوم)، فهو بفتح التَّاء، هذا هو الصّحيح المشهور، ورواه بعضهم بضمِّها (تُكسِب). يُقال: كَسَبتُ الرَّجُلَ مالًا، وأَكسَبْتُه مالًا، لُغتان، أَفصَحُهما باتِّفاقهم: كَسَبْتُه بحذف الألف، وأمّا معنى (تكسب المعدوم) فمن رواه بالضّمِّ، فمعناه: تُكسب غيرَك المالَ المعدومَ؛ أي: تُعطيه إيَّاه تبرُّعًا، فحَذَف أحد المفعولين، وقيل: معناه: تُعطي الناسَ ما لا يجدونه عند غيرك من نفائس الفوائد، ومكارم الأخلاق، وأمّا رواية الفتح، فقيل معناها كمعنى الضّمِّ، وقيل: معناها: تَكسِب المالَ المعدومَ، وتُصيب منه ما يَعجِز غيرُك عن تحصيله، وكانت العرب تتمادَحُ بكسب المال المعدوم، لا سيَّما قُريشٌ[11]. 

30. قولها: (وتَقرِي الضّيف) فهو بفتح التّاء، قال أهل اللّغة: يُقال: قَرَيْتُ الضَّيف أَقْرِيه قِرًى بكسر القاف مقصور، وقِراءً بفتح القاف والمدِّ، ويُقال للطّعام الّذي يضيِّفه به: قِرًى بكسر القاف مقصور، ويُقال لفاعله: قَارٍ؛ مثل قضى فهو قاضٍ[12].

31. النّوائب جمع (نائبة)، وهي الحادثة، وإنما قالت: (نوائب الحقِّ)؛ لأنّ النّائبة قد تكون في الخير والحقِّ، وقد تكون في الباطل والشّرِّ.

32. قوله: (هذا النّاموس الّذي أُنزل على موسى ﷺ) النَّاموس بالنُّون والسِّين المهمَلة، وهو جبريلُ ﷺ. قال أهل اللّغة وغريبِ الحديث: النّاموس في اللّغة: صاحب سرِّ الخَير، والجاسوس صاحب سرِّ الشَّرِّ، ويُقال: نَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُهُ نَمْسًا؛ أَيْ: كَتَمْتُهُ، وَنَمَسْتُ الرَّجُلَ، وَنَامَسْتُهُ: سَارَرْتُهُ، واتَّفَقوا على أنّ جبريل - عليه السّلام - يُسمَّى النّاموس، واتَّفقوا على أنّه المراد هنا؛ سُمِّيَ بذلك لأنّ اللّه تعالى خَصَّه بالغَيب والوحيِ[13].

33. قوله: (نصرًا مؤزرًا)؛ أي: قويًّا، مأخوذ من الأَزْر، وهو القوَّة. وقيل: أزري: ظهري، خُصَّ الظَّهر؛ لأن القوَّة فيه.

34. قولُه: (ثم لم يَنشَب ورقة أن توفِّي وفتر الوحيُ)؛ أي: لم يَنشَب في شيء من الأمور، وكأن هذه اللفظة عند العرب عبارةٌ عن السُّرعة والعجَلة[14].

35. قوله: (يا لَيتني فيها جَذَعًا): الضّمير في "فيها" يعود إلى أيَّام النُّبوَّة ومُدَّتها، وقوله: (جَذَعًا) يعني شابًّا قويًّا حتّى أبالغ في نُصرتك، والأصل في الجَذَع للدّوابِّ، وهو هنا استعارةٌ[15].

36. قوله: (جَذَعًا) هكذا هو الرّواية المشهورة في الصّحيحين وغيرهما بالنَّصب، ووقَع في روايةٍ (جَذَعٌ) بالرّفع، خبر ليت مرفوع، وأمّا النّصبُ، فاختلف العلماء في وجهِه، أنه نُصِب على أنّه خبرُ كان المحذوفة، تقديرُه: ليتني أكون فيها جَذَعًا، أو أنّه منصوب على الحال، وخبر ليت قولُه: (فيها)، وهذا الّذي اختاره أهل التّحقيق والمعرفة ممَّن يُعتمَد عليه[16].

37.قوله: ﷺ: «أوَمخرجيَّ هم؟» هو بفتح الواو، وتشديد الياء، وهو جمعُ (مُخرِج)، أصلها: (مخرجون) أُضيفت للياء، حُذفت النون للإضافة، ثم قُلبت الواو ياءً، أُدغمت في الياء ضمير المتكلِّم، فشُدِّدت الياء وفُتحت للتّخفيف.

المراجع

  1. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 198).
  2. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 198).
  3. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 198).
  4. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 198).
  5. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 199).
  6. "إكمال المعلم بفوائد مسلم" للقاضي عياض (1/ 482).
  7. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 199).
  8. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 199).
  9. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 201).
  10. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 201).
  11. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 201).
  12. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 202).
  13. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 203).
  14. "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبيِّ (12/ 3715).
  15. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 203، 204).
  16. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 203، 204).

18. «أتدري أيُّ آية» (أيّ) هنا اسم استفهام لازم الإضافة، وهي مبتدأ مرفوع بالضمة؛ لأن الاستفهام يعلِّق عمل (درى) وأخواتها من أفعال القلوب، فلا تعمل في لفظها؛ بل تعمل في محلِّها فقط، فلو عطفتَ على (أيٍّ) اسمًا تَنصِبه، ويجوز إلحاق تاء التأنيث بها في إضافتها إلى المؤنَّث (أيَّةُ آية).

19. «لِيَهْنِكَ»؛ أصلها: لِيَهْنِئْكَ العلمُ، وخفِّفت الهمزةُ الساكنة، فصارت ياءً (يَهْنِيكَ) فاعتلَّ الفعل، والإعراب: اللامُ لام الأمر، و(يَهْنِ) فعل مضارع مجزوم بحذف الياء المتحوِّلة تخفيفًا عن الهمزة، والكاف ضمير مبنيٌّ على الفتح في محلِّ نصب مفعول به، والعلم: فاعل مرفوع بالضمة. إذن؛ أصل (لِيَهْنِئْكَ): يُقال: هَنَأَنِي الطعامُ يَهْنَؤُني، وهَنِئتُ الطعامَ؛ أي: تهنَّأتُ به، وهو كلُّ أمرٍ يأتيك من غير تَعَب، والمعني: ليكن العلمُ هنيئًا لك، فـ(العلم) فاعل، فظاهرُه أمرٌ للعِلم بأن يكون هنيئًا له، ومعناه الدعاءُ له بتيسير العلم له، وحقيقتُه إخبارٌ على سبيل الكناية بأنه راسخ في العلم.

20. قوله: «معك» وقع موقع البيان لِمَا كان يَحفَظه من كتاب الله؛ لأن «مع» كلمة تدلُّ على المصاحَبة.

14. قَوْله: «أَيعْجزُ؟» الْهمزَة فِيهِ للاستفهام على سَبِيل الاستخبار. 

15. قَوْله: «الْوَاحِد الصَّمد» كِنَايَة عَن

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}ﱠ [1].

[الإخلاص: 1]

16. في (الصمد) أربعة أقوال؛ أحدها: أنه السيِّد الذي يُصْمَدُ إليه في الحوائج، الذي كَمُل في سُؤْدَدَه، وهو السيد الذي ليس فوقه أحد، والعرب تسمِّي أشرافها: الصَّمد. والثاني: أنه الذي لا جوف له، والثالث: أنه الدائم، والرابع: الباقي بعد فناء الخلق، وأصحُّ الوجوه الأول؛ لأن الاشتقاق يَشهَد له؛ فإن أصل الصمد: القصد؛ يقال: اصْمُد صَمْدَ فلان؛ أي: اقصِدْ قصده[2].

17. لا خلاف بين أهل اللغة أن الصمد: السيد الذي ليس فوقه أحد تَصمُد إليه الناس في أمورهم وحوائجهم[3].

المراجع

  1. "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعينيِّ (20/ 34).
  2. "زاد المسير في علم التفسير" (4/ 506).
  3. "زاد المسير في علم التفسير" (4/ 506).


33. قوله: «ألا» هي مؤلَّفةٌ من حَرفي الاستفهام والنفي؛ لإعطاء التنبيه على تحقُّق ما بعدها؛ وذلك لأن الهمزة فيه للإنكار، فإذا دخلت على نفيٍ، أفادت تحقُّق الثبوت، ولكونها بهذه الْمَثابة؛ لا يَكاد يقَع ما بعدَها إلا ما كانت مُصَدَّرةً بما يُصَدَّرُ به جوابُ القَسَم[1].

34. في تكرير كلمة التنبيه «ألا» توبيخٌ وتقريعٌ نشأ من غضب عظيم على مَن ترك السُّنة والعمل بالحديث استغناءً بالكتاب[2]؛ فاستخدام حروف التنبيه والتَّكرار وغيرها من الأساليب التقريعية التوبيخية؛ لبيان العاقبة الشنيعة؛ لكي ينتهي العصاةُ عن معصيتهم.

المراجع

  1. انظر: "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة" للبيضاوي (1/ 135)، "شرح المشكاة الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (2/ 631).
  2. انظر: "شرح المشكاة الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (2/ 631)، "تحفة الأحوذي" للمباركفوري (7/ 356).

16. قولُه: «من هذه الأمة»: (من) إما للبيان، أو للتبعيض، وشِبْهُ الجملة على التقديرَين متعلِّق بمحذوف مرفوع صفة «أحد».

17. «يهوديٌّ» عطف بيانٍ، أو بَدَلٌ من «أحد».

18. الأمَّة جمعٌ لهم جامع من دين أو زمان أو مكان أو غير ذلك، فإنه مُجمَل يُطلَق تارةً ويُراد بها كلُّ من كان هو مبعوثًا إليهم، آمن به أو لم يؤمن، ويُسمَّوْنَ أمَّة الدعوة، وتُطلَق أخرى، ويراد بها المؤمنون به المذعِنون له، وهم أمَّة الإجابة، وهي في الحديث بمعنى الأول؛ بدليل قوله: «ولم يؤمن بي»[1].

19. اللام في كلمة (الأمة) في الحديث للاستغراق أو الجنس أو العهد، والمراد بها أهل الكتاب، ويُعضِّد الأخير تَوَصُّفُ الأحد باليهوديِّ والنصرانيِّ[2].

المراجع

  1. "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (2/ 449).
  2. "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (2/ 449).

27.  (فَلَقِيَنَا رَجُلٌ عِنْدَ سُدَّةِ الْمَسْجِدِ) السُّدَّة: هي الظلال والسقائف التي حول المسجد.