10- المبادرةُ: المسارعةُ بإدراك الشيء قبل فَوَاته، أو بدَفْعِه قبل وقوعه[1]

11- قولُه: «يُصبح الرجل» استئنافُ بيانٍ لحال المشبَّه. وهو قوله: «فتنًا». وقوله: «يبيع دينه بعرَض من الدنيا» بيانٌ للبَيَان [2]

12- عَرَضُ الدنيا: هو طَمَعُها وما يَعْرِضُ منها، ويدخل فيه جميعُ المال، فأمَّا العَرْضُ، فهو خلافُ الطُّول، ويُقالُ على أمور كثيرة، والعِرْضُ: هو نسَبُ الرجلِ وحَسَبُهُ وذاتُهُ[3]

المراجع

  1.  "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبيِّ (11/ 3406).
  2.  "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبيِّ (11/ 3406).
  3.  "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" للقرطبيِّ (2/89).

15. أطلق ﷺ لفظ الطريق، وأتى به عامًّا ليشمل جميع الطُّرق الحسية والمعنوية الموصِّلة للعلم، وكذلك أطلق لفظ العلم، وأتى به منكَّرًا؛ ليشمل جميع فروع عِلم الدين ومسائله، وليندرجَ فيه القليل والكثير منه[1].

المراجع

  1. انظر: "فتح الباري" ابن حجر (1/ 160)


20. «لَا تُحِدُّ» بضم الدال رفعًا على أن (لا) نافيةٌ، فتكون بصيغة النفي ومعناها النَّهْيُ، ويجوز جَزْمُها على أن (لا) ناهية. «لَا تُحِدَّ»، وفُتحت الدال مع أنها مجزومة بالسكون بسبب تشديدها، فتُعرَب بسكون مقدَّر، ويجوز في اللغة فكُّ الإدغام عند الجزم، فتصير (لا تُحْدِدْ).

21. يجوز «لَا تُحِدُّ»، من الفعل الرباعيِّ، فالمرأة (أَحَدَّتْ)؛ أي: امتنعت عن الزينة والْخِضَاب بعد وفاة زَوجها، فهي (مُحِدٌّ)، ويجوز «لَا تَحُدُّ» من الثلاثيِّ، (حَدَّتْ) تَحُدُّ وتَحِدُّ، بضمِّ الحاء وكسرها [1].  

22. «وَلَا تَلْبَسُ»: بالرفع على أن (لا) نافية، فتكون بصيغة النفي ومعناها النَّهْيُ، ويجوز جَزْمُها بالسكون على أن (لا) ناهية [2].

23. «ثَوْب عَصْبٍ»: بُرُودٌ يَمَنِيَّة يُعصَب غَزْلُها؛ أي: يُجمَع ويُشَدُّ ثم يُصْبَغ ويُنشَر فيبقى مُوَشًّى لبقاء ما عُصِب منه أبيضَ لم يَأْخُذْه الصَّبْغُ [3].

24. «نُبْذة»: النُّبذة: الشيء اليسير، وأُدخِل فيه الهاء لأنه بمعنى القطعة.

25. «قُسط»: هو نوع من الطِّيب، وقيل: هو العود الهنديُّ، والقُسْطُ عقَّار معروف في الأدوية طيِّب الريح، تبخَّر به النساء والأطفال.

26. «أو أظفار»: جنس من الطِّيب، وقيل: هو شيءٌ من العطر أسودُ، والقطعة منه شبيهة بالظُّفر.


المراجع

    1.  "مختار الصحاح" للرازيِّ (ص: 68).

    2. "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للملا علي القاري (5/ 2183).

    3. "سبل السلام" للصنعانيِّ (2/ 291).



    33. المراد بـ (أَوْلى رجل): أقربُ رجل، مأخوذٌ من الْوَلْيِ بإسكان اللام، على وزن الرَّمْيِ، وهو القُرب، وليس المراد بـ(أَوْلى) هنا أحقَّ، بخلاف قولهم: الرجلُ أَوْلى بماله؛ لأنه لو حُمِل هنا على (أحقّ) لَخَلا عن الفائدة؛ لأنا لا ندري من هو الأحقُّ [1].


    المراجع

    1. "شرح النوويِّ على مسلم" (11/ 53).


    21. قوله ﷺ: «سبعةٌ»: هنا التنوين عِوَضٌ عن كلمة؛ فالتنوين عوض عن المضاف إليه المحذوف؛ أي: سبعُ خصال.

    22. قوله ﷺ: «سبعة»: العدد هنا ليس لحصر الأصناف التي يظلهم الله في ظله في الموقف يوم القيامة؛ بل الحديث نصَّ على سبعة منها.

    15. الطائفةُ: الجماعةُ من الناس، والتنكيرُ للتقليل، أو التعظيم؛ لعِظَم قَدْرهم، ووُفور فَضْلهم، ويَحتمِل التكثير أيضًا؛ فإنهم وإن قلُّوا فهمُ الكثيرون؛ فإن الواحد لا يُساويه الألف؛ بل هم الناسُ كلُّهم[1]

    16. قوله ﷺ: «ظَاهِرِينَ»، المراد بالظُّهور هنا الغَلَبة؛ أَي: غَالِبين على سَائِر النَّاس بالبرهان، أو به أو بِالسِّنَانِ[2] أو أنهم غيرُ مُستَتِرين؛ بل مشهورون مَعْروفون[3].

    المراجع

    1. "حاشية السنديِّ على سنن ابن ماجه" (1/ 7).
    2. "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعينيِّ (25/ 141)
    3. انظر: "فتح الباري شرح صحيح البخاري" لابن حجر العسقلانيِّ (13/ 294).

    23. «أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ»: «مَا تَصَّدَّقُونَ» الرواية فيه بتشديد الصاد والدال جميعًا؛ أي: تَتَصَدَّقُونَ بإدغام التاء الثانية في الصاد، وَيَجُوزُ فِي اللُّغَةِ تَخْفِيفُ الصَّادِ (تَصَدَّقُونَ)؛ أي: تَتَصَدَّقُونَ بحذف إحدى التاءين.

    24. قوله: «وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ»: يُطلَق البُضْعُ على الْجِمَاعِ، وَيُطْلَقُ على الْفَرْجِ نفسِه، وكلاهما تَصِحُّ إِرَادَتُه هنا [1].

    المراجع

    1. "شرح النوويِّ على مسلم" (7/ 92).



    30. (الرؤيا) مقصورةً: من رؤية النَّوْمِ، (رَأَى) في مَنَامِه (رُؤْيَا) على فُعْلَى بلا تنوين. وَجَمْعُ الرُّؤْيَا: (رُؤًى) بالتنوين. و(الرُّؤْيَةُ) بالعين تَتعدَّى إلى مفعول واحد، وبمعنى الْعِلْم تَتَعَدَّى إلى مفعولين. (رَأَى) يَرَى (رَأْيًا) و(رُؤْيَةً) و(رَاءَةً).
    31. قوله: (رؤيا الصالحةِ): بإضافة الموصوف إلى صفته

    8. قوله: (فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ): قال جمهور أهل اللُّغة: (سَكَتَ وَأَسْكَتَ) لُغتان بمعنى صَمَتَ، وقال الأصمعيُّ: سَكَتَ: صَمَتَ، وَأَسْكَتَ: أَطْرَقَ، وإنّما سَكَت القوم لأنّهم لم يكونوا يَحفَظون هذا النَّوع من الفتنة؛ وإنّما حَفِظوا النّوع الأوَّل[1].
    9. أصلُ الفتنة الامتحانُ والاختبارُ، ثم صارت في العُرف عبارةً عن كلِّ أمر كشَفه الاختبارُ عن سوء[2]
    10. فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتُونًا إذا وقع في الْفِتْنَةِ وتَحَوَّل من حال حَسَنَةٍ إلى سَيِّئَةٍ، وفِتنةُ الرَّجُل في أهله وماله ووَلَده ضُرُوبٌ مِن فَرْطِ مَحَبَّته لهم، وشُحِّه عليهم، وشُغْلِه بهم عن كثير من الخير؛ كما

    قال تعالى:

    إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞﱠ

    [التغابن: ١٥]،

    أو لتفريطه بما يَلزَم من القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم؛ فإنّه راعٍ لهم ومسؤول عن رعيَّته، وكذلك فتنةُ الرّجل في جارِه من هذا [3]
    11.(كالحصير)؛ أي: كما يُنسَج الحصير عُودًا عودًا، وعلى هذا يترجَّح رواية ضمِّ العَين؛ وذلك أنّ ناسج الحصير عند العرب كلَّما صنع عُودًا أخذ آخَرَ ونَسَجه، فشبَّه عَرْضَ الفِتن على القلوب واحدةً بعد أخرى بعرض قُضبان الحصير على صانعها واحدًا بعد واحد[4]
    12. «أسودُ مُرْبادًّا كالكوز مُجخِّيًا»؛ أي: أسود اللون، يختلط سَوَادُه بكُدرة، وهو مع ذلك مقلوب منكوس كالكوز المائل الذي لا يثبُت الماء فيه[5].
    13. قوله: (مُرْبَادًّا): هو منصوب على الحال، وهناك خلافٌ في ضبطه على ثلاثة أقوال، فمنهم من رواه (مُرْبَئِدٌّ) بهمزة مكسورة بعد الباء، وأصلُه أن لا يُهمَز، ويكون (مُرْبَدٌّ) مثلَ (مُسْوَدٌّ ومُحْمَرٌّ)؛ لأنّه من (ارْبَدَّ) إلّا على لغة من قال: (احْمَأَرَّ) بهمزة بعد الميم لالتقاء السّاكنين، فيُقال: (ارْبَأَدَّ ومُرْبَئِدٌّ) والدّال مشدَّدة على القولين[6].
    14. ليس قوله: «كالكوز مجخِّيًا» تشبيهًا لما تقدَّم من سَوَاده؛ بل هو وصفٌ آخَرُ من أوصافه بأنّه قُلِب ونُكِّس حتّى لا يَعلَق به خير ولا حِكْمة، ومثَّله بالكوز المجخِّي، وبيَّنه بقوله: «لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكَرًا» [7]. فشَبَّهَ الْقَلْبَ الذي لا يَعِي خيرًا بِالكوزِ المنحرِف الذي لا يثبت الماء فيه[8]
    15. في قوله: (ولكن أيُّكم سمعَ النبي ﷺ يذكُر التي تموج موجَ البحر؟) تشبيه للفتنة الكُبرى العامَّة بالبحر المضطرب؛ فهي كالموج في شدَّة عِظَمها، وكثرة شيوعها[9].
    16. (لله أبوكَ): هي كلمة مدح تَعتاد العرب الثناء بها؛ فإن الإضافةَ إلى العظيم تشريف، كما يقال: "بيتُ الله، وناقة الله"، فإذا وُجِد من الولد ما يُحمَد، قيل له: لله أبوكَ حيث أتى بمثلِكَ[10]
    17. «عُودًا عُودًا»: اختُلف في ضبطه على ثلاثة أوجه، أظهرُها وأشهرها: عُودًا عُودًا، بضمّ العين وبالدّال المهمَلة، والثّاني: بفتح العين وبالدّال المهملة (عَودًا عَودًا)؛ أي: تعاد وتُكرَّر شيئًا بعد شيء، والثّالث: بفتح العين وبالذّال المعجَمة (عَوْذًا عَوْذًا)؛ ومعناه سؤال الاستعاذة منها كما يُقال: غَفرًا غَفرًا، وغُفرانك؛ أي: نسألك أن تُعيذنا من ذلك، وأن تغفر لنا[11]
    18.مَعْنَى (نُكِتَ نُكْتَةٌ): نُقِطَ نُقْطَةٌ، فكُلُّ نُقْطة في شيء بخلاف لَوْنه فهو نَكْتٌ[12].
    19.قَوْلُهُ ﷺ: «عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا»: ليس تشبيهُه بالصَّفا بيانًا لبياضه؛ لكن لشدّته على عَقد الإيمان وسلامته من الخَلل، وأنّ الفتن لم تَلصَق به ولم تؤثِّر فيه كالصَّفا، وهو الحجر الأملس الّذي لا يَعلَق به شيء[13].
    20. «لا أبا لكَ»: كلمة تَذكُرها العرب للحثِّ على الشيء، ومعناها: أن الإنسان إذا كان له أبٌ وحَزَبه أمرٌ ووقع في شدَّة، عاوَنَه أبوه، فلا يَحتاجُ من الجِدِّ والاهتمام إلى ما يحتاج إليه حالةَ الانفراد وَعَدَمِ الأب المعاون، فإذا قيل: "لا أبا لكَ"، فمعناه: جِدَّ في هذا الأمر، وشَمِّرْ، وتأهَّبْ تأهُّبَ مَن ليس له معاوِنٌ[14]
    21.«حديثًا ليس بالأغاليط» هي جمع أُغلوطة، وهي التي يُغالَط بها، فمعناه: حدَّثتُه حديثًا صِدقًا محقَّقًا ليس هو من صُحُف الكتابيِّين، ولا من اجتهاد ذَوي الرأي؛ بل من حديث النبيِّ ﷺ الذي لا يَنطِق عن الهوى[15].

    المراجع

    1. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 171).
    2. "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبيِّ (1/357)
    3. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 170، 171).
    4. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 172).
    5.  انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (2/173).
    6. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 172، 173).
    7. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/  173).
    8. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/  173).
    9. شرح السيوطيِّ على مسلم" (1/164).
    10. "شرح السيوطيِّ على مسلم" (2/171).
    11. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 171، 172)
    12. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 172)
    13. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 172)
    14. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 174)
    15. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 175)

    27. البِتْعُ: نَبِيذ العَسَل؛ أي: العسل المخلوط بالماء، وهو خمر أهل اليَمَن، وقد تُحرَّك التّاء كقِمْع وقِمَع" [1].

    28. الْمِزْر: نَبيذ الشَّعير؛ أي: الماء الذي نُقع فيه الشَّعير، وهو نبيذ يُتَّخَذ من الذُّرة أو من الشَّعير أو الحِنطة [2].

    29. النّبيذ: هو ما يُعمَل من الأشربة من التَّمْر، والزَّبيب، والعَسَل، والحِنطة، والشَّعير، وغيرِ ذلك. يُقال: نبذتُ التَّمر والعِنَب، إذا تركتُ عليه الماء ليصير نبيذًا، فصُرِف من مفعول إلى فَعيل. وانتبذتُه: اتَّخذتُه نَبيذًا. وسواءٌ كان مسكِرًا أو غيرَ مسكر، فإنّه يُقال له: نَبيذ. ويُقال للخمر المعتصَر من العِنَب: نبيذ، كما يُقال للنَّبيذ: خمر" [3].

    المراجع

    1. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (1/ 94).

    2. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (4/ 324).

    3. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (5/ 7).


    20. الباء زائدة في قوله ﷺ: «بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ»، وإعراب الجملة: (بحسب) الباء: حرف جرٍّ زائدٌ، مبنيٌّ على الكسر، لا محلَّ له من الإعراب. حسب: اسمٌ مجرورٌ لفظًا بالباء، مرفوعٌ محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف، وابن: مضافٌ إليه مجرورٌ بالكسرة، وهو مضاف، آدَمَ: مضافٌ إليه مجرورٌ بالفتحة لأنه ممنوعٌ من الصرف. أُكُلات: خبرٌ مرفوع بالضمَّة الظاهرة.

    21. الفرق بين الحرف الأصليِّ، والحرفِ الزائد، والحرف الشَّبِيهِ بالزائد كالتالي: حرف الجرِّ الأصليُّ: لا يُمكِن إسقاطه من الكلام وإلا اختلَّ المعنى والسياق، وله متعلَّق كالفعل أو الشبيه به من المشتقَّات، ويفيد معنى مع الاسم المجرور بعده؛ مثل: محمدٌ في البيت، مررتُ بأحمدَ.

    22. حرف الجرِّ الزائد: هو حرف يمكِن إسقاطه دون اختلال السياق، وهو حرفٌ لا يفيد معنى خاصًّا مع مجروره، وليس له متعلَّق، ويُذكَر في السياق لتأكيد المعنى وتقويته، ويسبقه غالبًا نفيٌ أو نهيٌ أو استفهام؛ مثل (بحسب ابن آدم)؛ أي: حسبُ ابنِ آدم، و(أليس الله بكاف عبده)؛ أي: أليس الله كافيًا عبده، و(كفى بالله شهيدًا)؛ أي: كفى اللهُ شهيدًا.

    23. حرف الجرِّ الشبيه بالزائد: هو حرفٌ له معنًى، ولو أُسقط من السياق يظلُّ المعنى والعمل كما هو، وليس له متعلَّق؛ مثل: "رُبَّ" للتقليل، و"لعلَّ" للترجِّي عند عَقِيلٍ، حيث يستعملونها حرفَ جرٍّ، مخالفين بقية العرب في استعمالها ضمن أخوات (إنَّ)؛ مثل: (ربَّ أشعثَ أغبرَ..)، ربَّ رجلٍ كريم في البيت. فأشعث: مجرور لفظًا بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، ورجل: مجرور لفظًا بالكسرة مرفوع محلًّا، ومثل: (وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله): الواو: واو ربَّ، وليل: مجرور بـ(ربَّ) المحذوفة لفظًا في محل رفع مبتدأ.

    24. الْبَطْنُ: مُذَكَّرٌ، وعن أبي عُبَيْدَةَ أن تأنيثَه لُغَة [1].

    المراجع

      1.  "مختار الصحاح" للرازيِّ (ص: 36).

      12. الغَيْثُ هو المطر، وأمَّا العُشْبُ والكَلأ والحشيش فكلُّها أسماء للنّبات؛ لكنَّ الحشيش مختصٌّ باليابس، والعُشْبُ، والكَلَا مقصورًا، مختصَّان بالرَّطْب، والكَلأُ بالهمز يقع على اليابس والرَّطْب، وأمّا الأجادبُ، فهي الأرض التي لا تُنبت كلأً، أو هي الأرض الّتي تُمسك الماء، فلا يُسرع فيه النُّضُوب[1].

      13. (أجادب) جمع جَدْب على غير قِيَاس، كما قالوا في (حَسَن) جمعُه (محاسن)، والقياسُ أنّ (محاسن) جمع مُحْسِن، وكذا قالوا: (مُشَابِه) جمع (شَبَه)، وقياسُه أن يكون جمع (مُشبَّه)، وأمّا القيعانُ، فجمع (القاع)، وهو الأرض الْمُستوِيَة، وقيل: الْمَلْساء، وقيل: الّتي لا نبات فيها، وهذا هو المراد في هذا الحديث كما صرَّح به ﷺ، ويُجمَع أيضًا على أَقْوُعٍ وأَقْوَاع، والقِيعَة بكسر القاف بمعنى القَاعل[2].

      14. قَوْلُهُ ﷺ: «سَقَوْا» قال أهلُ اللُّغَة: سَقَى وَأَسْقَى بِمَعْنًى، لُغتانِ، وقيل: سَقَاهُ: نَاوَلَهُ لِيَشْرَبَ، وَأَسْقَاهُ: جَعَلَ له سَقْيًا[3].

      15. الفقه في اللغة هو الفَهم. يُقَالُ مِنْهُ: فَقِهَ بِكَسْرِ الْقَافِ يَفْقَهُ فقَهًا بفتحها؛ كَفَرِحَ يَفْرَحُ فَرَحًا، وقيل: الْمَصْدَرُ (فِقْهًا) بإسكان القاف، وأمَّا الْفِقْهُ الشَّرْعِيُّ فيُقال منه: فَقُهَ بضمِّ القاف. وقال ابن دُرَيْدٍ: بكسرها كالأَوَّل، والْمُرادُ بقوله ﷺ: «فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ» هذا الثَّانِي، وقد رُوِيَ بالوجهينِ، والمشهورُ الضَّمُّ[4].

      16. في الحديث تشبيه تمثيليٌّ، وجهُ الشَّبَه فيه بين الهدى والعلم الذي جاء به النبيُّ ﷺ، وبينَ الغَيث النازل من السماء: أن الغيثَ به حياةُ البلد الميت، وكذا العلمُ به حياةُ القلب الميِّت[5].

      المراجع

      1. "شرح النوويِّ على مسلم" (15/ 46، 47).
      2. "شرح النوويِّ على مسلم" (15/ 46، 47).
      3. "شرح النوويِّ على مسلم" (15/ 47).
      4. "شرح النوويِّ على مسلم" (15/ 47).
      5. انظر: "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للطِّيبيِّ (2/ 616).


      25- الرياء: مشتَقٌّ من الرؤية، والمراد أن يُظهر الإنسانُ العبادةَ ليراها الناس فيحمَدوه عليها، فإذا صلَّى الإنسان، أو تصدَّق، أو قام الليل، أو جاهد في سبيل الله، يُريد أن يرى الناس فِعله، كان مُرائيًا[1]. والسُّمعة مشتقَّة من السَّمَاع.

      المراجع

      1.  انظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (3/ 410)، "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبي (6/ 615).

      24-    «آية المنافق ثلاث» هي على تقدير "من"؛ أي: من آيات المنافق الكثيرة ثلاث، والمقصود من هذه الخصال المذكورة التنبيهُ على ما عداها من خصال النفاق[1]

      المراجع

      1.  "فتح المنعم بشرح صحيح مسلم" لموسى شاهين لاشين (1/ 221).

      26. (لو) في الحديث للتقليل؛ فلا يقول الإنسان: أنا لا أبلِّغ إلا إذا كنتُ عالِمًا كبيرًا؛ بل يبلِّغ ولو آيةً، بشرط أن يكون قد عَلِمها، وأنها من كلام الرسول ﷺ.

      27. «وَلَوْ آيَةً»: آيةً: خبرُ (كان) المحذوفة مع اسمها، والمعنى: ولو كان المبلَّغُ آيةً، وحذفُ (كان) بعد (لو) مطَّرِد في مثل هذا السياق.

      28. الآيةُ في اللُّغة تُطلَق على ثلاثةِ مَعانٍ: العلامة الفاصلة، والأُعجوبة الحاصلة، والبليَّة النَّازلة؛ فمن الأوَّل: قوله تعالى:

      {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}

      [مريم: ١٠]

      ومن الثّاني: (إن في ذلك لآيةً)، ومن الثّالث: جَعَل الأميرُ فلانًا اليومَ آيةً، ويَجمَع بين هذه المعاني الثّلاثة أنّه قيل لها: آيةٌ؛ لدلالتها وفصلها وإبانتها[1].

      29. «فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»: اللام للأمر، والفعل مجزوم بعد اللام، والمراد بالأمر هنا الخَبَر؛ بمعنى: فقد تبوَّأ مقعده من النار؛ أي: فقد استحقَّ أن يكون من ساكني النار.

      المراجع

      1. "فتح الباري" لابن حجر (6/ 498).


      18. قوله ﷺ: «نضَّر اللهُ امرأً» دعاء بصيغة الماضي، يُشعرُ بتأكيد وقوع الطلب وتحقُّقه، كما لو كان قد حصل المطلوب فِعلًا عند الدعاء، وذلك أدْعى لدقَّة التبليغ، والحرص عليه[1]. 

      19. «نضَّر الله» معناه: الدعاء له بالنضارة، وهي النعمة والبهجة. يقال بتخفيف الضاد وتثقيلها، وأجودُهما التخفيف، ويُقَالُ: نَضَرَ وَنَضُرَ، وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ.

      20. قيل: قوله ﷺ: «نضَّر اللهُ امرأً» هو إخبارٌ وليس دعاءً، يعني: أن الله قد جعله ذا نَضْرةٍ[2].

      21. جاء قوله ﷺ: «امرأً» بصيغة النَّكِرة؛ ليُفيدَ العموم، والمعنى: كساه الله الحُسنَ والجمالَ والبهاءَ ورِفعةَ القَدْر، وخصَّ بها كلَّ إنسان، سواءٌ أكان من الصحابة، أو مَن بعدَهم عبر الزمان، وسواءٌ أكان من الرجال أو النساء، يَسمعُ منه ﷺ  أو ممَّن يَرْوي عن النبيِّ ﷺ حديثًا ويحفظُه ويُبلِّغه كما سَمِعه.

      22. (رُبَّ) حرف جرٍّ شبيه بالزائد؛ بمعنى أنها ليس له متعلَّق، ولها معنى التقليل أو التكثير، وتدخل على النكرة، وتعمل بالجرِّ في لفظ المجرور دون محلِّه، حتى لو حُذفت (ربَّ)؛ مثل: (وليلٍ كمَوْجِ البحر أرخى سُدوله...).

      المراجع

      1. "كنوز رياض الصالحين"، مجموعة باحثين برئاسة: حمد بن ناصر العمار (16/ 496).
      2. انظر: "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للملا علي القاري (1/ 306).


      17- قوله ﷺ: «فهو ردٌّ» قال أهل العربيّة: الرّدّ هنا بمعنى المردود، فهو مصدر بمعنى اسم المفعول، ومعناه: فهو باطل غير مُعتدٍّ به.

      18-   "أَمْرُنا" في الحديث المقصود به: دِينُنا وشَرْعُنا[1]

      19- المراد بالبدعة: ما أُحْدِث في الدين مما لا أصلَ له في الشريعة يدُلُّ عليه، فأما ما كان له أصلٌ من الشرع يدُلُّ عليه، فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعةً لغةً، وما كان محدَثًا في أمور الدنيا فلا عَلاقة له بالبدعة هنا[2]

      المراجع

      1.  "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 177).
      2.  "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 127).

      35.  الْهَرْج: الفتنة في آخر الزمان، وقيل: القتال والاختلاط فيه، وأصلُ الهَرْج الكثرة في الشيء، وجَمَع بعض العلماء تسعةَ معانٍ للهَرْج، وهي: شدَّةُ القتل، وكثرةُ القتل، والاختلاط، والفتنة في آخر الزمان، وكثرة النِّكاح، وكثرة الكَذِب، وكثرة النَّوْمِ، وما يُرى في النوم غيرَ مُنْضبِط، وعدم الإتقان للشيء [1].

      36.  الْهِجْرَة: الاسم من الْهَجْر، ضدُّ الوصل، ثم غَلَب على الخروج من أرض إلى أرض، وترك الأولى للثانية [2]

      المراجع

        1. نظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد (1/ 469)، "تهذيب اللغة" للهرويِّ (6/ 31)، "الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية" لأبي نصر الفارابيِّ (1/ 350)، "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (4/ 159)
        2.   "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (5/ 244).


        20. (ال) التعريف في المسلم والمهاجر هي للجِنس؛ قال ابن جنِّي: مِن عادتهم أن يُوقِعوا على الشيء الذي يخصُّونه بالمدح اسم الجنس، ألا ترى كيف سمَّوُا الكعبة بالبيت؟ وكتاب سيبويه بالكتاب؟ [1].

        21. "كلُّ اسم نوع فإنه يُستعمَل على وجهين؛ أحدهما: دلالة على المسمَّى، وفصلًا بينه وبين غيره. والثاني: لوجود المعنى المختصِّ به، وذلك هو الذي يُمدَح به؛ وذلك أن كلَّ ما أَوْجَده الله في هذا العالم جعله صالحًا لفعل خاصٍّ، ولا يَصلُح لذلك العملِ سِواه؛ كالفَرَسِ للعَدْوِ الشديد، والبَعِيرِ تَقطَع الفَلاة البعيدة؛ والإنسانِ ليَعلَم ويَعمَل بحسَبه، وكلُّ شيء لم يوجد كاملًا لِما خُلِق له لم يستحِقَّ اسمَه مُطلَقًا؛ بل قد ينتفي عنه؛ كقولهم: فلانٌ ليس بإنسان؛ أي: لا يوجد فيه المعنى الذي خُلِق لأجله من العِلم والعَمَل؛ فعلى هذا إذا وجدتَ مسلمًا يؤذي المسلمين بلسانه ويده، فقلتَ له: لستَ بمسلِمٍ، عَنَيْتَ أنك لستَ بكامل فيما تحلَّيْتَ به من حِلْيَة الإسلام، وهذا معنى قول محيي السنَّة: إن الإسلام يُنفَى عمَّن ليس بصفته [2].

        22. الهجرةُ عند الإطلاق في السنَّة إنما تَنصرِف إلى هِجران بلد الشِّرك إلى دار الإسلام؛ رغبةً في تعلُّم الإسلام، والعمل به، وإذا كان كذلك، فأصل الهجرة: أن يَهجُر ما نهاه الله عنه من المعاصي، فيَدخُل في ذلك هِجرانُ بلد الشِّرك رغبةً في دار الإسلام، وإلا فمجرَّدُ هجرة بلد الشِّرك مع الإصرار على المعاصي ليس بهجرة تامَّةٍ كاملة؛ بل الهجرة التامَّة الكاملة: هِجرانُ ما نهى الله عنه، ومن جملة ذلك: هجران بلد الشرك مع القدرة عليه" [3].

        المراجع

          1. "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبيِّ (2/ 441).

          2. "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبيِّ (2/ 441، 442).

          3.  "فتح الباري" لابن رجب (1/ 39).



          9. التَّنَعُّلُ: لُبْسُ النَّعْلِ. وَالتَّرَجُّلُ: تَسْرِيحُ الشَّعْرِ. شَعْرٌ مُرَجَّلٌ؛ أي: مُسَرَّحٌ. وشَعْرٌ رَجْلٌ ورَجِلٌ، وقد رَجَّلَه صاحبُه: إذا سَرَّحَه ودَهَنَه.

          10. معنى التَّيَمُّنِ في التَّنَعُّل: الْبُدَاءَة بالرِّجْل اليُمنى. ومعناه في التَّرَجُّل: الْبُدَاءَةُ بِالشِّقِّ الْأَيْمَن من الرأس في تسريحه ودَهْنِه.

          11. معنى التَّيَمُّنِ في الطُّهُورِ: الْبُدَاءَةُ بِالْيَد الْيُمنى وَالرِّجْل الْيُمْنى في الْوُضوء، وبِالشِّقِّ الأيمن في الْغُسْلِ.