الفوائد العلمية
ي الحديث بيان أن الهدى والضلال بيده سبحانه، وليس للعبد إلا أن يسألَ اللهَ الهدى، ويسير في طريق رِضاه سبحانه حتى يُوفَّق للهدى.
في الحديث إشارة بندائه تعالى: «يَا عِبَادِي» إلى أن جميع الخَلْق عبادُ الله، إما شرعًا وإما قهْرًا، فالمؤمنون عِباد الله الذين استجابوا لأمره، والنداءُ لهم فيه نوعٌ من اللُّطف والإيناس، وأما الكفار فهم مخاطَبون أيضًا بهذا الحديث؛ لدخولهم تحت العبودية لله قهْرًا
﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا﴾
الظلم نوعانِ؛ أحدهما: ظُلم النفْس، وأَعظَمُه الشِّرك، ثم يَليه المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائرَ وصغائر. والثاني: ظُلم العبد لغيره[1].
في الحديث بيان أنَّ الـعِباد لو تُركوا مع الـعادات، وما تقْتَضيه الطِّباع من الْمَيل إلى الراحات، وإهمال النَّظر الــمؤدِّي إلى الــمعرفة، لغلَبَت عليهم الـعاداتُ والطِّباعُ، فضلُّوا عن الـحقِّ؛ فهذا هو الضلال الــمقصود في الـحديث[2].
في الحديث الأمر بسؤال الـهدى، وهو أن مَن أراد الله تعالى توفيقَه، ألْهمَه إعمالَ الـفِكر الــمؤدِّي إلى معرفة الله تعالى، ومعرفة الرسول ﷺ، وأعانه على الـوصول إلى ذلك، وعلى الـعمل بمقتضاه[3].
في الحديث قيل: إن الــمقصود بالضلال الـحالُ التي كان الناسُ عليها قبلَ إرسال الرُّسل، من الشِّرك، والـكفر، والـجهالات، وغير ذلك، فأرسل اللهُ إليهم الرُّسلَ ليُزيلوا عنهم ما كانوا عليه من الضَّلال، ويبيِّن لهم مرادَ الـحقِّ منهم في حالهم، ومآل أمرهم؛ فمَن نبَّهه الـحقُّ وبصَّره وأعانه، فهو الــمهتدي، ومَن لم يفعل اللهُ به ذلك، بَقِيَ على ذلك الضَّلال[4].
الهدايةُ نوعانِ: هدايةٌ مُجمَلةٌ، وهي الهداية للإسلام والإيمان، وهي حاصلةٌ للمؤمن. وهدايةٌ مفصَّلةٌ، وهي هدايةٌ إلى معرفة تفاصيل أجزاء الإيمان والإسلام، وإعانته على فعل ذلك، وهذا يحتاج إليه كلُّ مؤمن ليْلًا ونهارًا؛ ولهذا أمر الله عباده أن يقرؤوا في كلِّ ركعة من صلاتهم قولَه:
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
الهداية نوعان: هداية التوفيق، وهذه لا تُطلَب إلا من الله؛ إذ لا يستطيع أحد أن يهديَك هداية التوفيق إلا الله عزَّ وجلَّ. وهداية الدلالة، وهذه تصحُّ أن تطلبها من غير الله، ممن عنده علم بأن تقول: يا فلانُ، أفتني في كذا؛ أي: اهدني إلى الحقِّ فيه، وقوله: «فَاستَهدُونِي» يشمل الهدايتين: التوفيق والدلالة، فهداية الدلالة تكون باتِّباع الوسائل التي جعلها الله عزّ وجل سببًا للعلم[6].
في الحديث تنبيهٌ على فَقْرنا وعَجْزنا عن جَلْب منافعنا، ودَفْع مَضارِّنا بأنفُسنا إلَّا أن ييسِّرَ الله ذلك لنا، بأن يخلُقَ ذلك لنا، ويُعينَنا عليه، ويصرِف عنَّا ما يضرُّنا[7].
في الحديث إشارة إلى أنه على المسلم أن يُبادر بالتوبة والاستغفار والمسارعة في الصالحات؛ فاللهُ واسعُ الــمغفرة، قال سبحانه: «وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا؛ فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ»، فذكَر الذنوبَ بالألف واللام التي للتعريف، وأكَّدها بقوله: «جميعًا»، وإنما قال ذلك قبل أمرِه بالاستغفار في قوله:
«فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ»
لئلا يَقنطَ أحدٌ من رحمة الله لعِظَم ذنْب ارتكبه[8].
إنَّ توفيةَ جزاء الأعمال يكون في الدنيا والآخرة؛ فالمؤمنُ قد يُؤخَّر له الثوابُ في الآخرة، وقد يُجازى به في الدنيا وفي الآخرة، أو في الآخرة فقطْ. وقد يكونُ الجزاء في الدنيا فقطْ؛ فإن الكافر يُجازى على عملِه الحَسَن في الدنيا لا في الآخرة
﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾
في قوله: «إنكم تخطئون بالليل والنهار» من التوبيخِ ما يَسْتحي منه كلُّ مؤمن؛ وذلك أن اللهَ خلَقَ الليل ليُطاع فيه، ويُعبَد بالإخلاص، حيث تسلَمُ الأعمال فيه غالبًا من الرِّياء والنفاق، أفلا يَستحي المؤمن ألَّا يُنفِق الليل والنهار في الطاعة؟! فإنه جُعِل مشهودًا من الناس، فيَنْبغي من كلِّ فطِن أن يُطيع الله فيه أيضًا، ولا يتظاهر بين الناس بالمخالَفة[10].
في الحديث تنبيهُ الخلق على أن يعظِّموا المسألة في الدعاء، ويوسِّعوا الطلب؛ فإن ما عند الله لا يَنقُص، وخزائنه لا تَنفَد، فلا يظنَّ ظانٌّ أن ما عند الله يَغِيضه الإنفاق؛ كما قال ﷺ في الحديث الآخر: «يَدُ الله ملأى لا يَغِيضُها نفقةٌ، سحَّاءُ الليلَ والنهارَ؛ أرأيتُم ما أنفق منذ خلق السمواتِ والأرضَ؛ فإنه لم يَغِضْ ما في يمينه»[11].
في قوله: «إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفِّيكم إيَّاها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله» تنبيهٌ على المؤمن ألا يَسنِد طاعته وعبادته من عمله لنفسه؛ بل يَسنِدها إلى التوفيق، ويَحمَد الله على ذلك.
إن لله عزّ وجل أن يحرِّم على نفسه ما شاء؛ لأن الحُكم إليه، فنحن لا نستطيع أن نحرِّم على الله؛ لكن الله يحرِّم على نفسه ما شاء، كما أنه يوجب على نفسه ما شاء؛ كما
:قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلْ لِلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ
إن الله تعالى حرّم الظلم بيننا فقال: «وَجَعَلتُهُ بَينَكُمْ مُحَرَّمًا»، وهذا يشمل ظلم الإنسان نفسَه، وظلم غيره؛ لكن هو في المعنى الثاني أظهر؛ لقوله: «فَلا تَظَالَمُوا»؛ أي: فلا يظلم بعضكم بعضًا، وإلا فمن المعلوم أن الظلم يكون للنفس، ويكون للغير؛
وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
مَدَارُ الظُّلم على النقص
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا
ويدور على أمرين: إما منع واجب للغير؛ كأن تمنع شخصًا من دَين عليك فلا توفِّيه، أو تماطل به، وإما تحميله ما لا يجب عليه؛ كأن تدَّعي عليه دَينًا وتأتي بشهادة زور فيُحكم لك به، فهذا ظلم[14].
في الحديث الحثُّ على طلب العلم؛ لقوله: «كُلُّكُم ضَالٌّ»، ولا شكَّ أن طلب العلم من أفضل الأعمال؛ بل قد قال الإمام أحمدُ - رحمه الله -: العلم لا يَعدِله شيءٌ لمن صحَّت نيَّته، لا سيَّما في هذا الزمن الذي كَثُر فيه الجهل، وكثُر فيه الظنُّ، وأفتى من لا يستحقُّ أن يُفتيَ، فطلبُ العلم في هذا الزمان متأكَّد[15].
قوله: «اسْتَطْعِمُونِي» يشمل سؤال الله عزَّ وجلَّ الطعام، ويشمل السعيَ في الرزق، وابتغاء فضل الله عزَّ وجل؛ كما قال تعالى في سورة الجمعة:
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
وإلا فمن المعلوم أن السماء لا تُمطر ذَهبًا ولا درهمًا ولا خبزًا؛ بل لابدَّ من السعيِ[16].
الأصل في الإنسان العُرْيُ الحسي ُّحتى يَكسوَه الله عزَّ وجلَّ، وقد يُراد به المعنويُّ أيضًا؛ وذلك لأن الإنسان خرج من بطن أمِّه عاريًا، ولا يكسوه إلا الله عزَّ وجلَّ بما قدَّره من الأسباب[17].
من كَرَم الله عزَّ وجلَّ، أنه يَعرِض على عباده بيان حالهم وافتقارهم إليه، ثم يدعوهم إلى دعائه تبارك وتعالى حتى يُزيل عنهم ما فيهم من الفقر والحاجة[18].
الاستغفار يكون على وجهين؛ الأول: طلب المغفرة باللفظ بأن يقول: اللهم اغفر لي، أو أستغفر الله. والثاني: طلب المغفرة بالأعمال الصالحة التي تكون سببًا لذلك؛ كقوله ﷺ: «مَنْ قَالَ: سُبحَانَ اَلله وَبِحَمْدِهِ في اليَوم مائَةَ مَرةٍ، غُفِرَت خَطَايَاه وَإِنْ كَانَت مِثْلَ زَبَدِ البَحْر»[19].
إن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا، وهذا لمن استغفر؛ لقوله عزَّ وجلَّ: «فَاسْتَغْفِرُونِي»، أما من لم يستغفر، فإن الصغائر تكون مكفِّرةً بالأعمال الصالحة؛ لقول النبيِّ ﷺ: «الصلَواتُ الخَمسُ، وَالجُمُعَة إِلى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَينَهُنَّ مَا اجتَنَبَ الكَبَائِرَ»[20]، وأما الكبائر، فلابدَّ لها من توبة خاصة، فلا تكفِّرها الأعمال الصالحة، أما الكفر، فلابدَّ له من توبة بالإجماع[21].
الذنوب على ثلاثة أقسام: قسم لابدَّ فيه من توبة بالإجماع، وهو الكفر، والثاني: ما تكفِّره الأعمال الصالحة، وهو الصغائر، والثالث: ما لابدَّ له من توبة، على خلاف في ذلك؛ لكن الجمهور يقولون: إن الكبائر لابدَّ لها من توبة[22].
محلُّ التقوى والفجور القلب؛ لقوله: «عَلَى أَتقَى قَلبِ رَجُلٍ وَاحدٍ مِنكُمْ»، «عَلَى أَفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ وَاحدٍ مِنكُمْ»، ويشهد لهذا قول النبيِّ ﷺ: «أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَة، إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَد كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ»[23]، ويتفرَّع على هذا: أنه يجب علينا أن نعتنيَ بالقلب، وننظر أين ذهب، وأين حلَّ؛ حتى نُطَهِّرهُ ونُصفِّيَه[24].
يَظهَر أن اجتماع الناس في مكان واحد أقربُ إلى الإجابة من تفرُّقهم؛ ولهذا أُمِروا أن يجتمعوا في مسجد واحد في الجمعة، وأن يجتمعوا في مصلَّى العيد، وفي الاستسقاء، وأن يجتمعوا في عرفات في مكان واحد؛ لأن ذلك أقربُ إلى الإجابة[25].
وجوب الحمد لله عزَّ وجلَّ على من وجد خيرًا، وذلك من وجهين؛ الأول: أن الله تعالى يسَّره حتى عَمِله. الثاني: أن الله تعالى أثابه[26].
من تخلَّف عن العمل الصالح ولم يجد الخير، فاللَّوْمُ على نفسه. فإن قال قائل: كيف يكون اللوم على نفسي وأنا لم يقدَّر لي هذا؟ فالجواب: أنك حين فعلتَ المعصية أو تركتَ الواجب، لم تكن تعلم أنه قُدِّر لك هذا، فالعاصي يُقدِم على المعصية وهو لا يعلم أنها كُتبت عليه، إلا إذا عَمِلها، وكذلك تارك الواجب، لا يعلم أنه كُتب عليه ترك الواجب إلا إذا تركه، وإلا فلا يعلم، فاللَّوْمُ عليك، فالرسل بلَّغت، والقرآن حجَّة، ومع ذلك تركتَ هذا كلَّه، فاللَّوْمُ عليك أنت[27].
المراجع
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبليِّ (2/ 36).
- "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" لأبي العباس القرطبيِّ (6/ 552- 553).
- "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" لأبي العباس القرطبيِّ (6/ 552- 553).
- "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" لأبي العباس القرطبيِّ (6/ 552- 553).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبليِّ (2/ 40).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 247).
- "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" لأبي العباس القرطبيِّ (6/ 554).
- "شرح الأربعين النووية" لابن دقيق العيد (ص: 89).
- "شرح الأربعين النووية" لابن عثيمين (ص: 242).
- "شرح الأربعين النووية" لابنِ دقيقِ العيد (ص: 89).
- رواه البخاريُّ (7419)، ومسلم (993).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 244).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 245).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 245).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 246).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 247).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 248).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 248).
- رواه مسلم (2691).
- رواه مسلم (233).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 248).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 249).
- رواه البخاريُّ (52)، ومسلم (1599).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 249).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 249).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 250).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 250).
الفوائد العقدية
29. الخلاف بين الأشاعرة وأهل السنَّة هو في أصل كلام الله تعالى؛ فأهل السنَّة يقولون: كلام الله تعالى كلام حقيقيٌّ مسموع يتكلَّم سبحانه بصوت وحرف، والأشاعرة لا يُثبتون ذلك؛ وإنما يقولون: كلام الله تعالى هو المعنى القائم بنفسه، وليس بحرف وصوت؛ ولكن الله تعالى يَخلُق صوتًا يعبِّر به عن المعنى القائم بنفسه، ولا شكَّ في بطلان قولهم، وهو في الحقيقة قول المعتزلة؛ لأن المعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، وهو كلام الله، وهؤلاء يقولون: القرآن مخلوق، وهو عبارة عن كلام الله، فقد اتَّفَق الجميع على أن ما بين دفَّتي المصحف مخلوق[1].
30. التّحريم لغةً: المنع عن الشّيء، وشرعًا: ما يستحقُّ فاعله العقاب، وهذا غير صحيح إرادته في حقّه تعالى؛ بل المراد به أنّه تعالى منزَّه متقدِّس عن الظُّلم، وأطلق عليه لفظ التّحريم لمشابهته الممنوع بجامع عدم الشّيء، والظُّلم مستحيل في حقِّه تعالى؛ لأنّ الظُّلم في عُرف اللّغة التّصرُّف في غير الْمُلك أو مجاوزة الحدِّ، وكلاهما مُحَال في حقِّه تعالى؛ لأنّه الملك للعالم كلِّه المتصرِّف بسُلطانه في دقِّه وجِلِّه[2]؛ فاللهُ تعالى وحْدَه هو الـعدلُ، وبالـعدل أمَر عباده
﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾
31. في الحديث إشارة إلى أن مُلْكه سبحانه لا يَزيدُ بطاعة العباد، ولو كانوا كلُّهم بَرَرةً أتقياءَ، ولا يَنقُص مُلْكُه سبحانه بمعصية العاصين، ولو كان الجنُّ والإنس كلُّهم عُصاةً فَجَرةً؛ فإنه سبحانه الغنيُّ بذاته عمَّن سواه، وله الكمالُ المطلَق في ذاته وصفاته وأفعاله، فمُلْكُه مُلكٌ كاملٌ، لا نقْصَ فيه بوجه من الوجوه[3].
32. إن العباد لا يقدِرون أن يوصلوا إلى الله نفعًا ولا ضرًّا؛ فإن اللهَ تعالى في نفْسه غنيٌّ حميدٌ، لا حاجةَ له بطاعات العباد، ولا يعود نفْعُها إليه؛ وإنما هم ينتفعون بها، ولا يتضرَّرُ بمعاصيهم؛ وإنما هم يتضرَّرون بها
﴿وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا﴾
فاللهُ وحْدَه هو مَن يملك النَّفعَ والضرَّ.
33. في الحديث كمال سلطان الله عزَّ وجلَّ وغناه عن خلقه؛ لقوله عزّ وجل: «إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوْا ضَرِّي... وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِي»؛ وذلك لكمال سلطانه عزَّ وجلَّ وكمال غناه، فكأنه تعالى قال: إنما طلبتُ منكم الاستغفار من الذنوب لا لحاجتي لذلك، ولا لتضرُّري بمعاصيكم؛ ولكن المصلحة لكم[5].
34. قَوْلُهُ تَعَالَى: «كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ» ظَاهِرُ هذا أنهم خُلقوا على الضلال إِلَّا مَن هداه اللَّهُ تعالى، وفي الحديث المشهور: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» فقد يكون المراد بالأوَّل وصفَهم بما كانوا عليه قبل مبعث النّبيِّ ﷺ، وأنّهم لو تُركوا وما في طباعهم من إيثار الشّهوات والرّاحة وإهمال النّظر لضلُّوا، وفي هذا دليل لمذهب سائر أهل السّنَّة أنّ المهتديَ هو من هداه اللّه، وبهدى اللّه اهتدى، وبإرادة اللّه تعالى ذلك، وأنّه سبحانه وتعالى إنّما أراد هداية بعض عباده وهم المهتدون، ولم يُرد هداية الآخرين، ولو أرادها لاهتدَوا، خلافًا للمعتزلة في قولهم الفاسد أنّه سبحانه وتعالى أراد هداية الجميع جلَّ الله أن يريد ما لا يقع، أو يقع ما لا يريد[6].
35. إن الله تعالى قادر على الظلم؛ لكنه حرَّمه على نفسه؛ لكمال عدله، ووجُه ذلك: أنه لو كان غيرَ قادر عليه، لم يُثْنِ على نفسه بتحريم الظلم لأنه غيرُ قادر[7].
36. من صفات الله ما هو منفيٌّ؛ مثل الظلم؛ ولكن اعلم أنه لا يوجد في صفات الله عزّ وجل نفيٌ إلا لثبوت ضدِّه، فنفيُ الظلم يعني ثبوت العدل الكامل الذي لا نقصَ فيه[8].
37. في الحديث الردُّ على القدرية في قولهم باستقلال العبد في إيمانه، وكفره، وهداه، وضلاله[9].
38. في الحديثِ الردُّ على الجبرية، وإثبات فعل العبد[10].
39. الـخيرُ والشرُّ كلُّه من الله خلْقًا، ومن الـعبْدِ كَسبًا[11].
40. التَّشبيهُ في الـحديث لتقريب الــمعنى إلى أفهام الـعباد؛ وإلا فمِن الــمعلوم يقينًا أنَّ عطاء الله عبادَه مهما بلَغ لا يَنقُص شيئًا قطُّ من خزائنه [12].
المراجع
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 238).
- "سبل السلام" للصنعانيِّ (2/ 669).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبليِّ (2/ 46- 47).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبليِّ (2/ 43).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 249).
- "شرح النوويِّ على مسلم" (16/ 132، 133).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 243).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 243).
- انظر: "الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية وتتمتها الرجبية"، عبد الرحمن بن ناصر البراق (ص: 54).
- انظر: "الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية وتتمتها الرجبية"، عبد الرحمن بن ناصر البراق (ص: 57).
- انظر: "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للمُلَّا علي القاري (4/ 1614).
- انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (16/ 133).
الفوائد التربوية
41. ضرْبُ الأمثال من الأساليب الفاعلة في الدعوة إلى الله ، وتعليم العلم، ومن ثَمَّ ينبغي للمعلِّم والمربِّي أن يقرِّب المعانيَ المعقولةَ لأذهان الناس بضرب الأمثال المحسوسة القريبة إلى أفهامهم[1].
42. الاقتداءُ بالمربِّي والمعلِّم خيرُ وسيلة؛ فإذا أراد الْمُرَبِّي أن يغرِسَ في نفوس أبنائه فضيلةً ما، فإنه يجب أن يتحلَّى بها أولًا، ولهذا قال الله: «إني حرمتُ الظلمَ على نفْسي».
43. على كل مسلم - لا سيَّما الداعية والمربِّي - أن يهتمَّ بما يُصلح القلوبَ؛ فإن "الأصل في التقوى والفجور هو القلبُ، فإذا بَرَّ القلبُ واتَّقى، برَّت الجوارحُ، وإذا فجَر القلبُ، فجَرَت الجوارح"[2].
44. عدمُ الفخر والامتنان بما منحه الله للإنسان من رزق، أو هداية، أو علم؛ فكلُّ ذلك منه وحدَه.
المراجع
- انظر: "شرح رياض الصالحين" لابن عُثيمين (2/ 433).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 47).
الفوائد الحديثية
45. لا تعارُضَ بين هذا الحديث وبين ما رواه أبو هريرةَ ﷺعن رسول الله ﷺ: «ما مِن مولودٍ إلا يُولَد على الفِطرة...»[1]؛ إذ الضلالُ المشارُ إليه في هذا الحديث هو الضلالُ الطارئُ على الفِطرة، المغيِّر لها[2].
46. قد يُضاف القول إلى قائله معنًى لا لفظًا؛ كما في القرآن الكريم؛ فإن الله تعالى يُضيف أقوالًا إلى قائليها، ونحن نعلم أنها أُضيفت معنًى لا لفظًا، كما في قصص الأنبياء وغيرهم، وكلام الهُدْهُد والنَّمْلَة؛ فإنه بغير هذا اللفظ قطعًا[3].
47. الحديث القُدسيُّ: كلُّ ما رواه النبيُّ ﷺ عن ربِّه عزَّ وجلَّ. لأنه منسوب إلى النبيِّ ﷺ تبليغًا، وليس من القرآن بالإجماع، وإن كان كلُّ واحد منهما قد بلَّغه النبيُّ ﷺ أمَّته عن الله عزَّ وجلَّ[4].
48. اختلف العلماء - رحمهم الله - في لفظ الحديث القدسيِّ: هل هو كلام الله تعالى، أو أن الله تعالى أوحى إلى رسوله ﷺ معناه، واللفظُ لفظ رسول الله ﷺ؟ على قولين؛ الأول: أن الحديث القدسيَّ من عند الله لفظه ومعناه؛ لأن النبيَّ ﷺ أضافه إلى الله تعالى، ومن المعلوم أن الأصل في القول المضاف أن يكون بلفظ قائله لا ناقلِه، لا سيَّما أن النبيَّ ﷺ أقوى الناس أمانةً، وأوثقُهم روايةً. والثاني: أن الحديث القدسيَّ معناه من عند الله، ولفظه لفظ النبيِّ ﷺ[5].
49. لو كان الحديث القدسيُّ من عند الله لفظًا ومعنًى، لكان أعلى سندًا من القرآن؛ لأن النبيَّ ﷺ يرويه عن ربه تعالى بدون واسطة، كما هو ظاهر السياق، أما القرآن، فنزل على النبيِّ ﷺ بواسطة جبريل عليه السلام؛ كما
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ
وقال:
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
50. لو كان لفظ الحديث القدسيِّ من عند الله، لم يكن بينه وبين القرآن فرقٌ؛ لأن كِلَيهما على هذا التقدير كلام الله تعالى، والحكمةُ تقتضي تساويهما في الحكم حين اتَّفَقا في الأصل، ومن المعلوم أن بين القرآن والحديث القدسيِّ فروقًا كثيرة[7].
51. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن الحديث القدسيَّ لا يُتعَّبد بتلاوته؛ بمعنى: أن الإنسان لا يتعبَّد اللهَ تعالى بمجرَّد قراءته؛ فلا يثاب على كلِّ حرف منه عشْرَ حسنات، والقرآن يُتعبَّد بتلاوته بكلِّ حرف منه عشْرُ حسنات[8].
52. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن الله عزَّ وجلَّ تحدَّى أن يأتيَ الناس بمثل القرآن أو سورة منه، ولم يَرِد مثلُ ذلك في الأحاديث القدسيَّة[9].
53. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن القرآن محفوظ من عند الله عزَّ وجلَّ
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
والأحاديث القدسية بخلاف ذلك؛ ففيها الصحيح والحسن؛ بل أُضيف إليها ما كان ضعيفًا أو موضوعًا، وهذا وإن لم يكن منها؛ لكن نُسِب إليها، وفيها التقديم والتأخير، والزيادةُ والنقص[10].
54. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين، أما الأحاديث القدسية، فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبويِّ بالمعنى، والأكثرون على جوازه[11].
55. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن القرآن تُشرَع قراءته في الصلاة، ومنه ما لا تصحُّ الصلاة بدون قراءته، بخلاف الأحاديث القدسية[12].
56. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن القرآن لا يمسُّه إلا طاهر على الأصحِّ، بخلاف الأحاديث القدسية[13].
57. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن القرآن لا يقرؤه الجُنُب حتى يغتسل على القول الراجح، بخلاف الأحاديث القدسية[14].
58. من الفروق بين القرآن والحديث القدسيِّ: أن القرآن ثبت بالتواتُر القطعيِّ المفيد للعلم اليقينيِّ، فلو أَنكَر أحدٌ منه حرفًا أجمع القرَّاء عليه، لكان كافرًا، بخلاف الأحاديث القدسية؛ فإنه لو أَنكَر شيئًا منها مدَّعيًا أنه لم يثبت، لم يكفر، أما لو أنكره مع علمه أن النبيَّ ﷺ قاله، لكان كافرًا؛ لتكذيبه النبيَّ ﷺ[15].
59. إن أحسن ما يقال في الحديث القدسيِّ: إنه ما رواه النبيُّ ﷺ عن ربِّه عزّ وجل، ونقتصر على هذا ولا نبحث هل هو من قول الله لفظًا ومعنى، أو من قول الله معنى ومن لفظ النبيِّ ﷺ؛ لأن هذا فيه نوع من التكلُّف، وقد نُهينا عن التكلُّف، ونُهينا عن التنطُّع وعن التعمُّق[16].
المراجع
- رواه البخاري ُّ(1358)، ومسلم (2658).
- انظر: "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" لأبي العباس القرطبيِّ (6/ 553).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 236).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 236).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 236).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 236).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 236,237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 237).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 243).
الفوائد اللغوية
60. صلُ التحريم في اللغة: المنْعُ، فسمَّى سبحانه تقدُّسَه وتعاليَه عن الظلم تحريمًا؛ لمشابهتِه للممنوع في أصل عدم الشيء[1].
61. قوله: «تظالموا»؛ أي: تتظالموا؛ فهناك قاعدة في اللغة أنه إذا ابتدأ الفعل بتاءين يجوز الاقتصار على تاء واحدة، وهو كثير جدًّا في اللغة، ومنه في القرآن الكريم
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
أي: تتنزَّل
يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
أي: تتكلَّم
وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ
أي: تتمنَّون.
62. السين والتاء في الأفعال (فَاسْتَهْدُونِي، فَاسْتَطْعِمُونِي، فَاسْتَكْسُونِي، فَاسْتَغْفِرُونِي) بمعنى الطلب؛ أي: اطلبوا هدايتي، وطعامي، وكسائي، ومغفرتي، وهو الأصل في صيغة (استفعل)، وربما أتت بمعانٍ أخرى حسب السياق؛ كالتحوُّل والصيرورة؛ مثل: اسْتَنْوَق الجَمَل؛ أي: صار كالناقة في ذُلِّها، وتأتي بمعنى (أفعَلَ)؛ كأجاب واستجاب، وغير ذلك من المعاني الكثيرة.
63. قوله تعالى: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» الرواية المشهورة (تُخْطِئُونَ) بِضَمِّ التاء من الرباعيِّ (أخطأ يُخطئ)، وَرُوِيَ بفتحها، وَفَتْحِ الطاء، من الثلاثيِّ. يقال: خَطِئَ يَخْطَأُ إذا فَعَلَ ما يَأَثَمُ به، فهو خاطئ[2].
64. إطلاق النفس على الذات؛ لقوله: «عَلَى نَفْسِي»، والمراد بنفسه ذاتُه عزَّ وجلَّ
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
وليس النَّفْسُ صفةً كسائر الصفات؛ كالسمع والعلم والقدرة، فالنفسُ يعني الذات؛ فقوله:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
يعني ذاته، وقوله هنا: «عَلَى نَفْسِي» يعني على ذاتي، وكلمة (نفس) أَصْوَبُ من كلمة (ذات)؛ لكن شاع بين الناس إطلاق الذات دون إطلاق النفس؛ ولكنَّ الأصل العربيَّ: (النفس) [3].
65. جواز تحدُّث الإنسان عن نفسه بصيغة الغائب؛ لقوله: «فَمَن وَجَدَ خَيرًا فَليَحمد الله» دون أن يقال: فمن وجد خيرًا فليحمدني، والعدول عن ضمير المتكلِّم إلى أن تكون الصيغة للغائب، من باب التعظيم؛ كما يقول الملك مثلًا وهو يأمر: يقول لكم الملك: افعلوا كذا وكذا. فهو أبلغُ مما لو قال: أقول لكم: افعلوا كذا وكذا[4].
66. من بلاغة الكلام التصريحُ بالمحبوب الممدوح، والإبهام في المكروه؛ لقوله: «فمن وجد خيرًا»، وقوله: «ومَن وجد غير ذلك»[5].
إن الله عزَّ وجلَّ يُحصي أعمال العباد؛ أي: يَضبِطها بالعدد، فلا يَنقُص أحدًا شيئًا
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)
وهذا على سبيل المبالغة، فلو عَمِلَ أدنى من مثقال الذرة لرآه؛ لكن ضربها مثلاً؛ لأن الذرَّة من أصغر المخلوقات ممَّا تَضرِب به العربُ الْمَثَل في الصِّغَر[6].
المراجع
- انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (16/ 132).
- "شرح النوويِّ على مسلم" (16/ 133، 134).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 244).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 250).
- انظر: "الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية وتتمتها الرجبية"، عبد الرحمن بن ناصر البراق (ص: 57).
- "شرح الأربعين النووية" للعثيمين (ص: 250).