عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا؛ مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»، زَادَ في رواية: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ». متفق عليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا؛ مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»، زَادَ في رواية: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ». متفق عليه
في الحديث أن الله تعالى «يُحبُّ الوِتْر»؛ أَيْ: يُثيب عليه، ويقبله من عامله، وفيه تفضيلُ الوتر في الأعمال وكثيرٍ من الطاعات؛ فجعَلَ – مثلاً - الصلوات خمسًا، والطهارةَ أثلاثًا، والطوافَ سبعًا، والسعيَ سبعًا، وجعَلَ كثيرًا من عظيمِ مخلوقاته وترًا؛ كالسموات والأَرضين وأيَّام الأسبوع وغير ذلك.
الهَدَف من خلق البَشَر وتَسخيرِ كلِّ المخلوقات لهم، هو أن يَعرِفوه ويعبدوه، فاشتغال الإنسان بإحصاء أسماء الله الحسنى والعلم بها اشتغالٌ بما خُلِق له.
إذا عُرفت أسماؤه الحسنى سبحانه وصفاته العُليا تبيَّن مَوطنُ الحكمة في تشريعاته وتحليله وتحريمه، وأن ذلك لا يكون إلَّا وَفْقَ أسمائه وصفاته.
معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العليا تَجعَل الإنسان صابرًا على قضاء الله وقَدَره، وما ساقه للعبد؛ لعلمه بصفات الله تعالى، التي منها العدلُ والرحمة والحِكمة.
السَّيرُ إلى الله تعالى من طريق الأسماء والصفات شأنُه عَجَبٌ، وفتحه عجبٌ! صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مُستلقٍ على فِراشه غيرُ تَعِبٍ ولا مكدودٍ، ولا مشتَّتٍ عن وطنه، ولا مشرَّدٍ عن سكنه[1]
كما في قوله تعالى:
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا
[الأعراف: 180]
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ
[الإسراء: 110]
18. لم يَرِد في تعيين التسعة والتسعين اسمًا حديثٌ صحيح، وما ورد في تعيينها هو من جمع بعض السلف، "وأشهرُ ما عند الناس فيها حديثُ الترمذيِّ، الذي رواه الوليدُ بنُ مُسلمٍ، عن شُعَيْبٍ، عن أبي حَمزةَ، وحُفَّاظُ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليدُ بنُ مسلم عن شيوخه من أهل الحديث، وفيها حديثٌ ثانٍ أضعفُ من هذا، رواه ابنُ ماجهْ، وقد رُوي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف"[1].
19. روى عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أكثرُ من ثمانمائةٍ، ما بين صحابيٍّ وتابعيٍّ، وله خمسةُ آلافِ حديث وثلاثُمِائةٍ وأربعةٌ وسبعونَ حديثًا، اتَّفَق البخاريُّ ومسلم منها على ثَلاثمِائة، وانفرد البخاريُّ بثلاثةٍ وسبعين [2].
20. قوله ﷺ: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا»: لا يدلُّ على حصر الأسماء بهذا العدد، فلو كان الْمُرادُ الحصرَ، لكانت العبارة: "إن أسماءَ الله تسعةٌ وتسعون اسمًا".
21. قولهﷺ: «ومن أحصاها دخل الجنة»: جملة شرطية، صفة لـ"تسعةً وتسعين" في محلِّ نصب، وَيجوز أَن تكون مُستأنَفة لا محلَّ لها من الإعراب، والمعنى لا يختلف، سواءٌ بالوصف أو الاستئناف، والمعنى: له أسماء متعدِّدة، من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينفي أن يكون له أسماءٌ غيرُها، وهذا كما تقول: "لفلانٍ مِائةُ دينار أَعَدَّها للصدقة"، فلا ينفي هذا أن يكون له أموالٌ أخرى غيرُها مُعَدَّةٌ لغير الصَّدَقة.
22. قوله: «مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا»: هو تأكيد للجملة الأولى: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا»، وقد ذكر في الحديث عدَّة تأكيدات؛ ليرفع به وهم من يتوهَّم في النُّطق أو الكتابة.
23. مِائَةً: منصوب بدلًا من "تسعة وتسعين".