أرسل النبيُّ ﷺ معاذًا إلى اليمن، فأخبره بما يدعو إليه الناس، فأوَّلُ ذلك التوحيد، فإن أطاعوا وأسلموا، أخبرهم بفرضية الصلاة، ثم أعلمهم بوجوب الزكاة. ثم أرشد معاذًا إلى أن يجتنب كرائم أموالهم وخياره فلا يأخذها في الصدقة، وإنما يأخذ أوسط المال؛ لا الأفضل ولا الأردأ. كما حذَّره من الظلم؛ فإنَّ دعوة المظلوم لا تُرَدُّ.
يُخبر النبيُّ ﷺ أنَّ لله حقًّا على عباده، وهو أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، كما أنَّه سبحانه تعهد بألَّا يعذب مَن لا يشرك به.
بيَّن النبيُّ ﷺ أنَّ جميع أمته يدخلون الجنة بفضل الله تعالى ورحمته، إلا من أبى دخولها وامتنع عنها، وهم الذين عَصَوْا أمره وخالفوا سُنَّته.
هذا الحديث عليه مدار الدين كله، بيَّن فيه ﷺ أهمَّ مراتب الدين، وهي الإسلام والإيمان والإحسان، كما ذكر بعضًا من علامات يوم القيامة.
يؤكد النبيُّ ﷺ على أن الدين يدور على النصيحة، ببذل ما يقدر عليه الإنسان من إتمام الحق، تجاه الله، وكتابه، ورسوله، وأئمة المسلمين، وعامتهم.
أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن للإيمان ثمرةً حلوةَ الطعم، لا يتذوقها إلا من تشَرَّب بالإيمان وامتلأ قلبه به؛ فرضي بالله ربًّا، وانقاد للإسلام راضيًا بها دينًا ومعتقدًا، وأذعن لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واعترف برسالته ووجوب تصديقه
يغبط اليهودُ المسلمين على آية: "اليوم أكملت لكم دينكم" ويتمنون لو أن مثلها كان نزل عليهم، فأخبرهم عمر أنَّه يعلم الزمان والمكان الذي نزلت فيه، وأنَّ المسلمين يُعَظِّمون مكان نزولها وزمانه.
ذكر النبيُّ ﷺ في الحديث أن الإيمانَ ذو أجزاء متفاوتة في الفضل، فأعلاها التوحيد، وأدناها تنحية الأذى عن طريق الناس، وبين هذا وذاك شُعَبٌ كثيرة، يدخل فيها الحياء وغيره.
يخبر النبيُّ ﷺ عن بعض الأمور الغيبية من صفات الله تعالى وأفعاله، فيذكر أنه كان في الأزل قديمًا قبل كل شيء، وكان عرشُه على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض، ثم ذكر أنَّه كتب في اللوح المحفوظ مقادير العباد وما يجري لهم، وبعد ذلك خلق السموات والأرض.
يخبر ربنا سبحانه عن نفسه أنَّه حرَّم الظُّلم، ونهى عنه النَّاس، ثمَّ تودَّد إلى خلقه بأنه الهادي الرازق الغفور الرحيم، وبيَّن أنَّه لا يقدر أحدٌ من خلقه على إضراره أو نفعه، وأخبر عن سعة خزائنه التي لا تنفد أبدًا، وأنَّ ما يلقاه العبدُ إنما هو نتاج عمله، فليحسن امرؤٌ ما يدَّخِره لآخرته.
يخبر النبيُّ ﷺ أنَّ لله تعالى تسعةً وتسعين اسمًا من الأسماء الحسنى، من أحصاها بالقيام بما تتطلبه؛ من تعلم لمعناها، وعمل بمقتضاها: دخل الجنة.
يخبر النبيُّ ﷺ أصحابَه بعضًا من صفات الله عزَّ وجل، فمنها أنَّه لا ينام، ويمتنع النوم في حقه عزَّ وجل لأن النوم صفة نقص، والله منزه عن كل نقص، يقبل الأعمال الصالحة فيرفعها إليه ويرد غيرها، وترفع الملائكةُ إليه عملَ الليل قبل الشروع في عمل النهار، وعملَ النهارِ قبل الليل، وأنَّ حجابه دون خلقه من النور -أو من النار-، لو أسقط ذلك الحجاب لأحرقت أنوار وجهه جميع الخلق.
ذكر النبيُّ ﷺ أصلَ خلقِ بعضِ الكائنات، فأخبر أنَّ الملائكة خُلقت من نور، وأن الجنَّ خُلقت من نار، وأن آدم ﷺ خُلق من التراب على نحو ما فصَّل الله في القرآن.
خبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن ابتداء نزول الوحي على النبيِّ ﷺ بدءًا من الرؤى الصالحة التي تتحقَّق، ثم نزول جبريل عليه السلام عليه ﷺ في غار حراء حينما كان يتعبَّدُ لله تعالَى، ونزول الوحي عليه، وطمأنة خديجة رضي الله عنها له، وما قاله له ورقةُ بن نوفل.
يخبر النبيُّ ﷺ أنَّه أولى الناس بنبيِّ الله عيسى ﷺ، فليس بينه وبينه نبيٌّ، كما أنَّ جميع الأنبياء إخوةٌ جَمَعَهُم الدينُ الواحدُ.
أخبر ابن عباس رضي الله عنهما عن بعض مراحل حياة النبي ﷺ؛ فأخبر أنه بُعث وهو ابن أربعين سنة، وهاجر من مكة إلى يثرب بعد ثلاث عشرة سنة، فأقام في المدينة عشر سنين، ثم انتقل ﷺ إلى جوار ربه جلَّ وعلا وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة.
ينهى النبيُّ ﷺ أن يُنكر بعضُ النَّاس الاحتجاجَ بالسُّنَّة زاعمين أنَّ ما في القرآن كافٍ؛ فإنَّ السُّنَّةَ وحيٌ مثل القرآن.
يُقسِم النبيُّ ﷺ أنَّه لا يُقبل من أحدٍ أدركه أو عاش بعده فسمِع به ولم يؤمن به، وأن مصيرَ كلِّ من كفر به النارُ، وإن كان يهوديًّا أو نصرانيًّا.
سألَ أحدُ الصحابةِ النبيَّ ﷺ عن موعد الساعة، فَنَبَّهه إلى ما هو أهمُّ من علم وقتها الذي لا يعلمه إلا الله، وهو الاستعداد لها، فذكر الرجلُ أنه لم يستعدَّ بكثير عملٍ، غير أنه يحب الله ورسوله. فأخبره النبيُّ ﷺ أنَّ ذلك سببٌ لدخول الجنة وصحبته ﷺ فيها، إن كان صادقًا في محبته.
ينهى النبيُّ ﷺ أُمَّتَه عن سبِّ أصحابه؛ فإنَّهم -لعظيم ما قدَّموه للإسلام- أعظمُ النَّاسِ أجرًا.