عن عمرِو بنِ العاصِ، أنه سَمِعَ رسولَ الله ﷺ يقول: «إذا حكَم الحاكمُ فاجتهدَ، ثم أصاب، فله أجرانِ، وإذا حكم فاجتَهدَ، ثم أخطأ، فله أجرٌ» متفق عليه.

هدايات الحديث

1. عليك بعُلُوِّ الهِمَّة في طلب العلم وتَحصيله، مع الإخلاص لله تعالى في طلبه.

2. الذي جانَبَه الصوابُ بعد الاجتهاد والتحرِّي، وطَرَق أبواب المعرفة، مأجورٌ مرفوعٌ عنه الإثم والحَرَج، بخلاف الجاهل إذا اجتهد؛ فإنه ليس متمكِّنًا من آلات الاجتهاد، وفرضُه التعلُّم، وسؤال أهل العلم.

3. لولا ما ذكَر الله من أمرِ داود وسليمان – عليهما السلام - لرأينا أن القضاة قد هلكوا؛ فإنه أثنى على هذا بعمله، وعذَر هذا باجتهاده؛ يعني قوله:

{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ 78 فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} »[1].

[الأنبياء: 78، 79]


4.

قال تعالى:

{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}

[الزمر: ٩]


5.

قال تعالى:

{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}

[فاطر: ٢٨]

أي: إنما يخشاه حقَّ خشيته العلماءُ العارفون به؛ لأنه كلَّما كانت المعرفةُ بالله العظيم أتمَّ، والعلمُ به أكملَ، كانت الخشية له أعظمَ وأكثر[2].

6. يَظُنُّ الْغُمْرُ أَنَّ الْكُتْبَ تَهْدِي = أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ الْعُلُومِ

وَمَا يَدْرِي الْجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا = غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيمِ

7. تَعَلَّمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ زَيْنٌ لِأَهْلِهِ = وَفَضْلٌ وَعُنْوَانٌ لِكُلِّ الْمَحَامِدِ

تَفَقَّهْ فَإِنَّ الْفِقْهَ أَفْضَلُ قَائِدٍ = إِلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَأَعْدَلُ قَاصِدِ

8. الْعِلْمُ قَالَ اللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ = قَالَ الصَّحَابَةُ لَيْسَ بِالتَّمْوِيهِ

مَا الْعِلْمُ نَصْبَكَ لِلْخِلافِ سَفَاهَةً = بَيْنَ الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فَقِيهِ

9. مَا الْفَخْرُ إلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ = عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ

وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ = وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًّا بِهِ أَبَدًا = فَالنَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

المراجع

  1. "جامع العلوم والحكم" ابن رجب الحنبلي (2/ 366).
  2. تفسير ابن كثير (6/482).


مشاريع الأحاديث الكلية