عَن مُعاذِ بنِ جبلٍ ‏‏رضى الله عنه قال:كنتُ رَدِيفَ النبيِّ ﷺ على حمارٍ، فقال: «يا معاذُ!، أتدري ما حقُّ اللهِ على العبادِ؟ وما حقُّ العبادِ على اللهِ؟» قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: «فإنَّ حقَّ الله على العبادِ أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا.وحقَّ العباد على الله أن لا يُعذِّب مَن لا يُشرك به شيئًا».قلتُ: يا رسول الله، أفلا أُبشِّر الناس؟ قال: «لا تُبَشِّرْهم فيتَّكلوا» متفق عليه.

هدايات الحديث


  1. النفسُ إن لم تَشغَلها بالطاعة، شغلتك بالمعصية.
  2. إن أعظم وأكرم وصف يمكِن أن يوصَف به الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو وصف العبودية لله تعالى، فاخلع أيها الإنسان على نفسك ما شئتَ من الأوصاف الدنيوية الزائلة، وليخلع عليك الناس ما شاؤوا من الألقاب المصطَنعة البائدة، فلا قَدْرَ لذلك كلِّه، ولا شَرَفَ لك بذلك كلِّه، ما لم تكن قرينةً لوصف العبودية لله.
  3. طاعة الـعباد لا تَزيد في مُلْك الله شيئًا، ومعصيتهم لا تَنقُص مُلْكَه سبحانه شيئًا؛ فالله غنيٌّ عن العالمين.
  4. كل إنسان مأخوذٌ بما يعمَل، فلْيحرِص على ما يُنْجيه في الدنيا والآخرة.
  5. إذا أُشرب القلبُ العبوديةَ والإخلاص، صار عند الله من المقرَّبين، وشَمِله استثناء:

     إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ

    [الحجر: 40 ]

  6. لا تُقبَل الأعمال إلا بالإخلاص، وموافقتِها للكتاب والسنَّة.
  7. إن الإيمان يَشتمِل على كلِّ الأعمال الصالحة؛ فمهما عَمِلْتَ من عمل صالح، فهو زيادةٌ في إيمانك.
  8. مَا لِلْعِبَادِ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ = كَلَّا وَلا سَعْيٌ لَدَيْهِ ضَائِعُ
  9. استثمِرِ الخَيْرَ في دُنياكَ واجتهِدِ = ولا تُبَالِ بداعي الشرِّ والحسَدِ

إِنْ عُذِّبُوا فَبعَدْلِهِ أَوْ نُعِّمُوا = فَبِفَضْلِهِ وَهُوَ الْكَرِيْمُ الوَاسِعُ 

واعْمَلْ ليومٍ جميعُ الناس تَرقُبُه = فيه القضاءُ قضاءُ الواحدِ الأحدِ 

أفعالُكَ اليومَ تحكي أيَّ منزلةٍ = رَوْضُ الجنانِ أمِ النيرانُ في اللَّحَدِ

المراجع

  1. "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" لابن القيم (1/ 6).

مشاريع الأحاديث الكلية