عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قُلْتُ: اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﱠ. فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ».

هدايات الحديث

1. يَشعُر المؤمن بالوحشة وموت القلب، فيَفِرُّ إلى الحيِّ القيِّوم؛ ليُحيي قلبه ويُقيمه على الهدى، فتتفجَّر ينابيع الحياة في قلبه، ويعود مُزهِرًا مشبَعًا بالحياة والطاعة.

2. قال بعض السلف: يا ربِّ، عجبتُ لمَن يَعرِفك كيف يرجو غيرَكَ؟! وعجبتُ لمَن يَعرِفك كيف يَستعين بغيركَ؟![1]

3. للرفق أثر كبير في نفوس المدعوِّين، وهو أدعى للاستجابة، حتى إن الله تعالى أمر موسى وهارون – عليهما السلام – باللين في مخاطبتهما فرعون المستكبر

قال تعالى:

{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ}

[طه: ٤٤]

4. ينبغي الرفقُ بالمتعلِّم والجاهل ومُلاطفتُه، وإيضاحُ المسائل، والاقتصارُ في حقِّه على المهمِّ دونَ المكمِّلات التي لا يَحتمِل حالُه حفظَها[2].

5. نَوِّرْ جَبِينَكَ فـي هُـدى الْقُـرآنِ = وَاقطِفْ حصادَك بعد طول نِضالِ

واسْلُكْ دُرُوبَ العارفيـنَ بهِمَّةٍ = والْـَزمْ كتـابَ الله غيـرَ مبـالِ

فهُوَ الْمُعِينُ عَلَى الشَّدَائـدِ وَطْـأةً = وهُوَ الْمُهَيْمِنُ فَوْقَ كلِّ مَجَـالِ

وَهُوَ الشَّفِيعُ عَلَى الخلائقِ شاهـدٌ = في مَوْقِفٍ يُنْجِي مِنَ الأَهوالِ

6. ضَلَّ الأُلى جَحَدوه واتَّخُذوا له = شركاءَ من أربابهم وخصومَا

ما هذه الأربابُ ما لِعبادها = جَهِلوه ربًّا واحدًا قيُّومَا

المراجع

  1. انظر: "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 482).
  2. "شرح النوويِّ على مسلم" (4/ 108).


مشاريع الأحاديث الكلية