عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا؛ مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»، زَادَ في رواية: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ». متفق عليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا؛ مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»، زَادَ في رواية: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ». متفق عليه
إن الله يدعو عبادَه للاجتهاد في الطاعة، والتقرُّب إليه ودعائه، والتوسُّل إليه بأسمائه الحسنى في كل ما يحتاجون إليه. لذا؛ أبهمَ اللهُ تعالى الأسماءَ التسعةَ والتسعين؛ ليجتهِدَ المرء في معرفتها، كما أخْفى ليلةَ القَدْر، وساعةَ الإجابة يومَ الجُمعة.
على المؤمن أن يلجأ إلى الله تعالى في كلِّ ما يصيبه وما يحتاجه، ويختارَ من أسماء الله الحسنى ما يُناسب دعاءَه؛ فيطلُب الرحمةَ باسم الرحمن والرحيم، والمغفرةَ باسم الغفور والغفّار، والرزقَ باسم الرزّاق... وهكذا.
لله سبحانه الأسماءُ الحُسنى والصفات العُلى، من أتى عليها حصرًا وتَعدادًا وعلمًا وفَهمًا وإيمانًا، وعَمِل بمقتضياتها وأحكامها، ودعا اللهَ بها دعاءَ ثَنَاء وعبادة، ودعاءَ طَلَب ومسألة، وذكره وسبَّحه وأثنى بها عليه - استحقَّ بذلك أن يدخل الجنة.
يُلِمُّ بالمؤمن أيُّ أمر، فيَفِرُّ إلى الله يدعوه بأسمائه الحسنى، إن كان ضِيقًا في الرزق، يَدْعُ ويتضرَّع يُحصي أسماء الله تعالى: يا رزَّاقُ ارزقني، يا واسعُ وسِّع عليَّ، يا باسطُ ابسُطْ رزقي... فلا يجد إلا كريمًا رؤوفًا رحيمًا.
يُذنب المرء فيَفزَع إلى ربِّه، يُهرَع إليه، يرجو رحمته ويخشى عذابه، يدعوه ويتضرَّع إليه ويستغفره، ويُحصي أسماءه الحسنى: يا غفورُ اغفر لي، يا توَّاب تُبْ عليَّ، يا رحيمُ ارحمني... فلا يجد إلا غفورًا رحيمًا رؤوفًا.
يَشعُر المؤمن بالوحشة وقسوة القلب، فيَفِرُّ إلى ربِّه مشتاقًا للخَلْوة بربِّه، والسجود له يدعوه ويتضرَّع إليه: يا قريبُ قرِّبني إليك، يا عفوُّ اعفُ عني، يا رحيمُ ارحمني... فلا يجد إلا ربًّا كريمًا رحيمًا.
أَدْعُوكَ بِالْحُسْنَى مِنَ الأَسْمَا اسْتَجِبْ = أَحْصَيْتُهَا أَأَنَالُ مِنْ نَعْمَاهُ
تِسْعُونَ زَادَتْ تِسْعَةً نُقِشَتْ عَلَى = قَلْبِي وَلَفْظُ اللهِ رُوحِي فِدَاهُ
وَبِهَا أُدَنْدِنُ شَادِيًا مُتَلَهِّفًا = كَالطَّيْرِ يَرْجُو الْقَطْرَ بُلَّ صَدَاهُ
أَيَردُّ جُودُكَ رَاجِيًا مُتَوَسِّلًا = أَحْيَا الدُّجَى يَرْجُوكَ يَا أللهُ
8. لَكَ الحَمدُ والنَّعْمَاءُ والْمُلكُ رَبَّنا = ولا شَيءَ أعلَى مِنكَ مَجدًا وأمجَدُ
مَلِيكٌ على عَرشِ السَّماءِ مُهيمِنٌ = لِعِزَّتِهِ تَعنُو الوُجُوهُ وَتَسجُدُ
فَسُبحانَ مَنْ لا يَقدُرُ الخلْقُ قَدرَهُ = وَمَنْ هُوَ فَوقِ العَرشِ فَردٌ مُوحَّدُ
ومَنْ لَم تُنَازِعْهُ الخَلائِقُ مُلكَهُ = وَإِن لَم تُفَرِّدهُ العِبَادُ فَمُفرَدُ
مَليكُ السَّمَاوَاتِ الشِّدَادِ وأرضِها = وَلَيسَ بِشَيءٍ عَنْ قَضَاهُ تَأوُّدُ
هُوَ اللهُ بَاري الخلقِ، وَالخَلقُ كُلُّهُم = إِماءٌ لهُ طَوعًا جَمِيعًا وأَعبُدُ
وأنَّى يَكُونُ الخَلقُ كَالخَالِقِ الذِي = يُميتُ ويُحيي دَائبًا لَيسَ يَهمَدُ
9. يا من له وَجَبَ الكمالُ بذاتِه = فالكُلُّ غايةُ فوزِهم لُقياهُ
أنت الذي لَمَّا تَعَالى جَدُّهُ = قصُرَتْ خُطا الألبابِ دونَ حِماهُ
أنت الذي امتلأَ الوجودُ بحمدِهِ = لَمَّا غدا مَلْآنَ من نُعماهُ
أنت الذي خلقَ الوجودَ بأسرِهِ = من بينِ أَعْلَاهُ إلى أَدْنَاهُ
أنت الذي خَصَّصْتَنا بوجودِنا = أنَتَ الذِي عَرَّفْتَنَا معنَاهُ
سُبْحَانَ مَن ملأَ الوجودَ أدلَّةً = ليلُوحَ ما أخفَى بما أَبْدَاهُ
سُبحانَ مَنْ أحْيَا قلوبَ عبادِهِ = بلوائحٍ من فَيْضِ نورِ هُداهُ
هَلْ بعدَ معرفةِ الإِلَهِ زيادةٌ = إلَّا استدامةُ ما يُديمُ رِضَاهُ