عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ» 

هدايات الحديث

1. عن عبدِ الله بنِ عمرِو بنِ العاصِ - رضي الله عنهما -

أن رسول الله ﷺ قال:

«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ»

[1]

2. عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ،

عن النبيِّ ﷺ قال:

«مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»

[2]

3. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله ﷺ:

«مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟» قَالَ: قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ثُمَّ قَالَ: «اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلا تُكْثِرِ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»

[3]

4. إنَّ من قَنَع بما قُسِم له، ولم يَطمَع فيما في أيدي الناس، استغنى عنهم.

5. القناعة أن يرضى الإنسان بما قُسِم له، ويَترُك السؤال.

6. قال عبد الله بن عبَّاس: "القناعةُ مالٌ لا نفادَ له"[4]

7. قال عليُّ بنُ أبي طالبٍ - رضي الله عنه -: "الرزق رزقان: فرزقٌ تَطلُبه، ورزقٌ يَطلُبك، فإن لم تأتِه، أتاك"[5]

8. قال بكرُ بنُ عبد الله الْمُزنيُّ: "يَكْفِيكَ من الدنيا ما قَنعتَ به، ولو كَفَّ تمرٍ، وشربةَ ماءٍ، وظِلَّ خِباءٍ، وكلَّما انفتح عليك من الدنيا شيءٌ، ازدادت نفسُك به تَعَبًا"[6]

9. قال أبو سليمانَ الدارانيُّ: "إن قومًا طلبوا الغنى، فحسبوا أنَّه في جمع المال؛ ألا وإنما الغنى في القناعة، وطَلَبوا الراحة في الكثرة؛ وإنما الراحة في القِلَّة، وطلبوا الكرامة من الخَلق؛ ألا وهي في التقوى، وطلبوا النعمة في اللباس الرقيق واللَّيِّن وفي طعامٍ طيِّبٍ؛ والنعمةُ في الإسلام السِّتر والعافية"[7]

10. قال مالكُ بنُ دينارٍ: "أزهدُ الناس من لا تتجاوز رَغْبتُه من الدنيا بُلْغتَه"[8]

11. قال بعضهم: جالستُ الأغنياءَ، فاحتقرتُ لباسي إلى لباسهم، ودابَّتي إلى دوابِّهم، وجالستُ الفقراء فاسترحتُ[9]

12. عَلَيْكَ بتَقْوَى اللهِ واقْنَعْ برزقِهِ = فخَيْرُ عبادِ الله مَن هو قانِعُ

وَلا تُلْهِكَ الدنيا ولا تَطْمَعَنْ بها = فقد يُهْلِكُ الْمَغْرُورَ فيها الْمَطَامِعُ

13. إِذَا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ اللِّئَامِ = كَفَتْكَ الْقَنَاعَةُ شِبْعًا ورِيَّا

فَكُنْ رَجُلًا رِجْلُهُ في الثَّرَى = وَهَامَةُ هِمَّتِهِ في الثُّرَيَّا

أَبِيًّا لنَائِلِ ذِي ثَرْوَةٍ = تَرَاهُ بِمَا فِي يَدَيْهِ أَبِيَّا

فَإِنَّ إِرَاقَةَ مَاءِ الحَيَا = ةِ دُونَ إراقةِ ماءِ الْمُحَيَّا

14. وَجَدْتُ القَنَاعَةَ ثَوْبَ الغِنَى = فصِرْتُ بأَذْيَالِهَا أَمْتَسِكْ

فَأَلْبَسَنِي جَاهُهَا حُلَّةً = يَمُرُّ الزَّمَانُ ولم تُنْتَهَكْ

فصِرْتُ غَنِيًّا بلا دِرْهَمٍ = أَمُرُّ عَزِيزًا كَأَنِّي مَلِكْ

15. تَقَنَّعْ بِالْكَفَافِ تَعِشْ رَخِيًّا = ولا تَبْغِ الفُضُولَ مِنَ الْكَفَافِ

فَفِي خُبْزِ القِفَارِ بِغَيْرِ أُدْمٍ = وفي مَاءِ القَرَاحِ غِنًى وَكَافِ

وفي الثَّوْبِ الْمُرَقَّعِ مَا يُغطَّى = به من كُلِّ عُرْيٍ وَانْكِشَافِ

وَكُلُّ تَزَيُّنٍ بالْمَرْءِ زَيْنٌ = وَأَزْيَنُهُ التَّزَيُّنُ بالعَفَافِ

16. غِنَى النَّفْسِ يُغْنِيها إذا كُنتَ قانِعًا = وليس بمُغْنِيكَ الكثيرُ مع الحِرْصِ

وَإنَّ اعتقادَ الهَمِّ للخيرِ جامعٌ = وقِلَّةُ هَمِّ الْمَرْءِ يَدْعُو إلى النَّقْصِ

17. أفادتْنا القناعةُ أيَّ عِزٍّ = وَلا عِزٌّ أَعَزَّ مِنَ الْقَنَاعَةْ

فَخُذْ منها لنَفْسِكَ رَأْسَ مَالٍ = وَصَيِّرْ بَعْدَهَا التَّقْوَى بِضَاعَةْ

تَحُزْ حَالَيْنِ: تَغْنى عَنْ بَخِيلٍ = وَتَسْعَدُ فِي الِجنَانِ بِصَبْرِ سَاعَةْ

18. هِيَ القَنَـاعةُ لا تـرضَى بهــا بَدَلًا = فيهــا النعيـمُ وفيهــا راحـةُ البَـدَنِ

انْظُـرْ لِمَـنْ مَلَكَ الدُّنيـا بأجمـعِـها = هـل رَاحَ منها بغَيـر القُطْـِن والكَفَـنِ

19. إذا الْمَرْءُ لم يَقْنَعْ بعَيْشٍ فَإنَّهُ = وإن كان ذا مالٍ من الفَقْرِ مُوقِرُ

إذا كان فضلُ الناسِ يُغْنِيكَ بَيْنَهُمْ = فأنت بفضل الله أغنى وأَيْسَرُ

20. رَضِيتُ مِنَ الدُّنْيَا بقُوتٍ يُقِيمُني = فَلا أَبْتَغِي مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا فَضْلا

ولَسْتُ أَرُومُ القُوتَ إلَّا لأنَّه = يُعِينُ على عِلْمٍ أَرُدُّ به جَهْلا

فما هذه الدُّنيا بطِيبِ نَعِيمِها = لأَيْسَرِ ما في العِلْمِ من نُكْتَةٍ عَدْلا

21. خَبَرْتُ بَني الدُّنْيَا فَلَمْ أَرَ مِنْهُمُ = سِوَى خَادِعٍ والخُبْثُ حَشْوُ إِهَابِهِ

فَجَرَّدْتُ عَنْ غِمْدِ القَنَاعَةِ صَارِمًا = قَطَعْتُ رَجَائي مِنْهُمُ بذُبَابِهِ

فَلا ذا يَرَانِي وَاقِفًا بطَرِيقِهِ = وَلا ذا يَرَانِي قَاعِدًا عِنْدَ بَابِهِ

غَنِيٌّ بِلا مَالٍ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ = وَلَيْسَ الغِنَى إلَّا عَنِ الشَّيْءِ لا بِهِ

المراجع

  1.  رواه مسلم (1054). 
  2. رواه البخاريُّ في "الأدب المفرد" (300)،والترمذيُّ (2346)، وابن ماجه (4141)، وحسَّنه الألبانيُّ في "صحيح الأدب المفرد" (ص: 127).
  3. رواه أحمد (8081)، والترمذيُّ (2305)، وابن ماجه (3417)، وحسَّنه ابن حجر في "تخريج مشكاة المصابيح" (5/8)، والألبانيُّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (2349).
  4. "العقد الفريد" لابن عبد ربه (3/169).

  5. "العقد الفريد" لابن عبد ربه (3/169).
  6. "القناعة والتعفف" لابن أبي الدنيا (ص: 62).
  7. "الزهد الكبير" للبيهقيِّ (ص80). 
  8. "أدب الدنيا والدين" للماورديِّ (ص227).
  9. "طرح التثريب في شرح التقريب" للعراقيِّ (8/ 145، 146).



  

مشاريع الأحاديث الكلية