148 - حِفظُ التَّوبة للحسناتِ السابقة

عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ، وَصِلَةِ رَحِمٍ، فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟  فَقَالَ النَّبِيُّ : «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ»

فقه

  1. سأل حكيمُ بنُ حزامٍ رضي الله عنه النبيَّ عن مصير الأعمال الصالحة التي كان يفعلها قبل إسلامه ويتعبَّد بها، من الصدقات وتحرير الرِّقاب وصلة الأرحام ونحو ذلك؛ فقد كان حكيمٌ رضي الله عنه سخيًّا كريمًا، فقد أعتق في الجاهلية مائةَ عبدٍ من العبيد، ووهب مائةَ بعير، ولمَّا أسلم فعل مثل ذلك وقال: "فوالله، لا أَدَعُ شيئًا صنعتُه في الجاهليّة، إلّا فعلتُ في الإسلام مِثْلَه"[1].

  2. فأجابه النبيُّ أنَّه قد أسلم على ما قدَّم من الخير؛ أي: إن اللهَ تعالى سيُثيبك على ما فعلتَ من الخيرِ قبل إسلامك، ولن يُعاقبك على ما أسأتَ في جاهليتك.

اتباع

  1. (1) لم يستحِ حكيمٌ رضي الله عنه أن يسألَ النبيَّ عمَّا أسلف قبلَ إسلامِه. فلا يمنعك عن السؤال حياءٌ أو استكبار.

  2. (1) حرص حكيمٌ رضي الله عنه على أن يكون كلُّ عملٍ فعله في ميزانِ حسناته، حتى تُضاعف له الأجور وترتفع به الدرجات. فاحرص على ألَّا تشوبَ عملُك شائبةٌ تُحبط العملَ وتضيع ثوابه.

  3. (2) لا تمنع كافرًا أو فاسقًا عن عملٍ صالحٍ يعمله، فربَّما يُسلم ويُثيبه اللهُ سبحانه على ذلك.

  4. (2) انظر عظيمَ رحمةِ اللهِ تعالى ومحبته لعباده؛ كيف يُجازيهم على ما فعلوه قبل التوبة والإنابة إليه، ولا يُعاقبهم على جرائرهم التي اقترفوها قبل ذلك!

المراجع

  1. رواه مسلم (123).

مشاريع الأحاديث الكلية