عن طارقِ بنِ شهابٍ قال: جاء رجُلٌ من اليهودِ إلى عمرَ رضى الله عنه، فقال: يا أميرَ المؤمنِينَ، آيةٌ في كتابِكم تَقرؤونها، لو علينا نزلت معشرَ اليهود، لاتَّخَذْنا ذلك اليومَ عيدًا. قال: وأيُّ آيةٍ؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].فقال عمر رضى الله عنه: إني لأعلمُ اليومَ الذي نزلتْ فيه، والمكانَ الذي نزلتْ فيه: نزلتْ على رسول الله بعرفاتٍ في يوم جُمعة.

هدايات الحديث

  1. مرَّ قوم براهب في دير فقالوا له: متى عيدُ أهل هذا الدير؟ قال: يوم يُغفَر لأهله[1].

  2. قال الحسن البصريُّ: كلُّ يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد، كلُّ يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه، وذِكره، وشكره، فهو له عيدٌ[2].

  3. على المسلم أن يعتزَّ بدينه، ويتعلَّم العلم الشرعيَّ، ويَربَأ بنفسه أن يُظهره أحد من الكفَّار في مظهر من لا يعرف دينه، أو أنه جاهل بدينه.

  4. إن دين الإسلام كامل باشتماله على المبادئ العادلة، والأخلاق الفاضلة، والقيم الكاملة، وعقيدته الصحيحة.

  5. إن دين الإسلام كامل بشمولية أحكامه؛ فهو يهتمُّ بالفرد والجماعة، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والحاكم والمحكوم، والمسلم والكافر.

  6. إن دين الإسلام كامل بشمولية تشريعاته التي تنظِّم علاقة الفرد بكل ما حوله في الكون؛ من حيوان وطير، وبحار وأنهار، وأرض وسماء.

  7. إن دين الإسلام كامل باستيعابه جميع الشعوب والأعراق، وقد ظلَّ الإسلام طوال تاريخه ثابتًا لم يُعانِ من أزمةٍ داخليةٍ بسبب نظرة عنصرية لجنس بشريِّ دون جنس؛ فميزان التفضيل والتكريم ليس بالعرق أو اللون أو الجنس؛ بل بالتقوى فقط

    قال تعالى: 

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 

    [الحجرات: 13].


  8. إن دين الإسلام كامل بنظرته المتوازِنة بين الدنيا والآخرة؛ فلا رَهْبَنةَ في الإسلام، كما أنه لا انصراف عن الآخرة إلى الدنيا؛ فلكلٍّ منهما شأن.

  9. وَتَنَزَّلَ الْقُرْآنُ يَبْنِي أُمَّةً = حَتَّى أُتِمَّ الدِّينُ وَالْإِنْعَامُيَا سَيِّدَ الْأَحْرَارِ يَا رَأْسَ الْإِبَا = يَا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ تُدَامُأَدَّيْتَ أَمْرَ اللهِ وَحْدَكَ حَامِلًا = أَمْرًا تَنُوءُ بِحِمْلِهِ الْأَعْلَامُ

10.  جـاءَ النَّبِيُّـون بالآيـاتِ فـانصرمت = وجئتَنــا بحــكيمٍ غــيرِ مُنصَـرمِ

آيَاتُــه كلَّمَــا طَـالَ المـدَى جُـدُدٌ = يَــزِينُهنَّ جَــلالُ العِتــق والقِـدمِ

يَكَــادُ فــي لفظــةٍ منـه مشـرَّفةٍ = يـوصِيك بـالحقِّ والتقـوى وبالرَّحِمِ

11.   إسلاَمُنَا كَالضِّيَاءِ الحُرِّ حِينَ رنَا = بِمُقْلَةِ الحَقِّ فَرَّتْ مِنْهُ أَوْهَامُ

مَا عَاشَ في ظِلِّهِ عَبْدٌ لِنزوَتِهِ = وَمَا لِبَاغٍ طَغَى عِزٌ وَأَحْكَامُ

دينُ العَدَالَةِ، والفَارُوقُ أَطْلَقَهَا: = مَا عَادَ في الحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَقْسَامُ

سَاوَى الإلَهُ رُؤُوسَ الخَلْقِ غَيرَ تُقًى = بهِ تَفَاضَلَ مَخْدُومٌ وخُدَّامُ

المراجع

  1. "لطائف المعارف" لابن رجب (ص: 277).
  2. "لطائف المعارف" لابن رجب (ص: 278).


مشاريع الأحاديث الكلية