المعنى الإجماليُّ للحديث
(لَقِيَ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ عُمَرَ رضي لله عنه بِعُسْفَانَ)، وهي مدينة تَبعُد عن مكَّةَ بثمانين كيلو متر. (وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ)؛ أي: جعله أميرًا عليها. فقال له عمرُ: (مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟)؛ أي: سأله: مَن استخلفتَ على أهل مكَّةَ؟ فأجابه نافعٌ: (ابْنَ أَبْزَى)؛ أي: استعملتُ ابنَ أَبْزَى، وهو: عبدُ الرحمن بنُ أَبْزَى، مولى نافعِ بنِ عبد الحارث رضي الله عنه. (مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا)؛ أي: كان عبدًا لنا وأعتقناه.
قَالَ عمرُ منكِرًا ذلك: (فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟!): استفهام إنكاريٌّ من عمر أن يستخلف مولى على مكَّةَ، والإمارةُ تتطلَّب رجلاً مُهابًا، له عظمةٌ وشرفٌ في قلوب العامَّة حتى يحترموه، ولا يستخِفُّوا به. قال نافع: (إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ): بيَّن نافعٌ رضي الله عنه سببَ توليته عليهم بأنه عالمٌ بالقرآن، وعاملٌ به، وأضاف إلى ذلك سببًا آخر فقال: (وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ)؛ أي: بقسمة المواريث على كتاب اللَّه. قال عمرُ: (إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا)؛ أي: يُعِزُّ ويرفع ويشرِّف، ويكرِّم في الدنيا والآخرة أقوامًا لحفظهم لكتاب الله، والعمل به، وتعليمه للناس. (وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)؛ أي: يُحقِّرهم، ويُصغِّر قدرهم في الدنيا والآخرة؛ بسبب إعراضهم عنه، وعدم عنايتهم به، وتضييعهم حدودَه، وجهلهم بما فيه، وهم الذين لم يؤمنوا به، أو آمنوا ولم يعملوا به.
الشرح المفصَّل للحديث
(عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ) رضي الله عنه وهو صحابيٌّ جليل، (أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ) رضي الله عنه وهو صحابيٌّ آخَرُ، وكان عاملًا لعمرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنه على مكَّةَ (لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ) وهي مدينة تَبعُد عن مكَّةَ بثمانين كيلو متر،
(وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ)؛ أي: جعله أميرًا عليها، (فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟)؛ أي: سأله: مَن استخلفتَ على أهل مكَّةَ؟
فأجاب بقوله: (ابْنَ أَبْزَى)؛ أي: استعملتُ ابنَ أَبْزَى، وهو: عبدُ الرحمن بنُ أَبْزَى، مولى نافعِ بنِ عبد الحارثرضي الله عنه، فاستفسر عمرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه عن الرجل،
فقال: (وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟) فأجاب نافعُ عمرَ بنَ الخطَّاب بقوله: (مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا) والموالي: جمع مولًى، يُطلق على الْمُعْتِق والمعتَق،
(قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟!) والاستفهام للإنكار، وليس إنكارُ عمرَ رضي الله عنه تَوْلِيَتَه عليهم؛ استخفافًا به، واحتقارًا له؛ وإنما أَنكَر فَوَاتَ غَرَضِ التَّوْلِية،
وذلك أن المقصود من التولية ضبطُ أمور الناس، وسياستُهم، وهذا يَحتاج أن يكون الْمُوَلَّى عليهم رجلًا مُهابًا،
له عظمةٌ وشرفٌ في قلوب العامَّة، وذلك أن يكون حرًّا نسيبًا ذا وَجاهة، وإلا استخفُّوا به، ولم يُطيعوه، فيَفُوت بذلك غرضُ الولاية،
وبيَّن نافع رضي الله عنه سببَ توليته عليهم فقال: (إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ)؛ أي: عالمٌ بالقرآن، وعاملٌ به، وأضاف إلى ذلك سببًا آخر
فقال: (وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ)؛ أي: بقسمة المواريث على كتاب اللَّه، زاد في رواية النسائيِّ: "قاضٍ"؛ أي: عالمٌ بالقضاء بين الناس بالعدل،
والمعنى: أن هذا الأميرَ رفعه اللَّه تعالى عليهم بهذه الأمور، وهم يَعرِفون منه ذلك، فيَحترمونه، ويُعظِّمونه، ويُطيعون أمره، فتستقيم أمورهم، وتستقرُّ أحوالهم [1]
"وفيه من الفقه: جوازُ أن يولَّى الْمَوْلى على الأحرار إذا كان ممن قرأ القرآن، وعَرَف الفرائض" [2]؛ ولذلك قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه مستحسنًا فعل نافع،
وأنه قد ولَّى عليهم مَن يستحقُّ الولاية: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ ﷺ قَدْ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا»؛ أي: يشرِّف، ويكرِّم في الدنيا والآخرة أقوامًا،
بأن يُحييَهم حياةً طيِّبةً في الدنيا؛ كما قال عزَّ وجلَّ:
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
ويجعلهم في الآخرة
﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾
ويَرفَع درجاتِهم؛ بسبب الإيمان به، وتعظيم شأنه، والعمل بما فيه.
قوله: «وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»؛ أي: يُحقِّرهم، ويُصغِّر قدرهم في الدنيا والآخرة؛ بسبب إعراضهم عنه، وعدم عنايتهم به، وتضييعهم حدودَه،
وجهلهم بما فيه، وهم الذين لم يؤمنوا به، أو آمنوا ولم يعملوا به؛ كما قال تعالى
﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾
فكما أن الله عزَّ وجلَّ يرفع بحفظ هذا الكتاب والعمل به أقوامًا، فكذلك يَخفِض به آخرين أضاعوه ولم يعملوا به؛ فإنه "لم يُجالس هذا القرآنَ أحدٌ إلَّا قام عنه بزيادة أو نقصان" [4].
المراجع
- "البحر المحيط الثجاج" لمحمد بن عليٍّ الإثيوبيِّ (16/ 458).
- "الإفصاح عن معاني الصحاح" ليحيى بن هُبيرة (1/ 218).
- "البحر المحيط الثجاج" لمحمد بن عليٍّ الإثيوبيِّ (16/ 459).
- "أخلاق حملة القرآن" للآجرِّيِّ (ص : 73).
النقول
قال المباركفوري رحمه الله : "المعنى: إن هذا الأمير رَفَعه الله عزَّ وجلَّ على هؤلاء المؤمَّر عليهم. وقال بعضهم: إن الله سبحانه وتعالى يرفع من عَمِل بالعلم، ويَضَع من لم يَعمَل به، والعلم من حيث إنه علمٌ لا يَضَع [1].
قال ابن عثيمين رحمه الله : "معناه أن هذا القرآنَ يأخذه أناس يتلونه ويقرؤونه؛ فمنهم من يرفعه الله به في الدنيا والآخرة، ومنهم من يضعهم الله به في الدنيا والآخرة، فمن هذا ومن هذا من عمل بهذا القرآن تصديقًا بأخباره، وتنفيذًا لأوامره، واجتنابًا لنواهيه، واهتداءً بهَدْيه، وتخلُّقًا بما جاء به من أخلاق، وكلُّها أخلاق فاضلة؛ فإن الله تعالى يَرفَعه به في الدنيا والآخرة؛ وذلك لأن هذا القرآن هو أصلُ العلم، ومَنبَع العلم، وكلُّ العلم، وقد قال الله تعالى:
﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
أما في الآخرة فيَرفَع الله به أقوامًا في جنات النعيم، ويُقال للقارئ: اقرأ ورتِّل واصعد، وله إلى منتهى قراءته صعود في الجنة إن شاء الله، وأما الذين يَضَعُهم الله به، فقوم يقرؤونه ويُحسنون قراءته؛ لكنهم يستكبرون عنه، لا يصدِّقون بأخباره، ولا يعملون بأحكامه، يستكبرون عنه عملاً، ويجحدونه خبرًا، إذا جاءهم شيءٌ من القرآن كقصص الأنبياء السابقين أو غيرهم، أو عن اليوم الآخر، أو ما أشبه ذلك، صاروا يشكِّكون في ذلك ولا يؤمنون؛ بل في قلوبهم مرض، مرتابون، وربما يصل بهم الحال إلى الجحد مع أنهم يقرؤون القرآن، وفي الأحكام يستكبرون، لا يأتمرون بأمره، ولا ينتهون بنَهيِه، هؤلاء يَضَعهم الله في الدنيا والآخرة، ولابد أن يكون أمرُهم خَسارًا، حتى لو فُرض أن الدنيا دانت لهم وتَزخرَفت، فإن مآلهم إلى الخسار؛ ولكن ربما يُمهِل لهم ويُملي لهم، وتنفتح عليهم الدنيا؛ ولكنهم كلَّما انفتح عليهم شيء من زهرة الدنيا، فإنهم لا يزدادون به إلا خَسارًا،
﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ﴾
يعني: ربما يمهِل الله سبحانه وتعالى للكافر الجاحد المستكبِر، وتَزْدان له الدنيا؛ لكنه لا يَزيده ذلك إلا خسارًا؛ وإنما في الآخرة، فالحَذَرَ الحذرَ أن تكون من القسم الثاني، يضعهم الله بهذا القرآن، كن من القسم الأول الذين يرفعهم الله بالقرآن، جعلنا الله وإياكم منهم" [2].
قال المباركفوري رحمه الله : قوله: «إن الله يرفع بهذا الكتاب»؛ أي: بالإيمان به، وتعظيم شأنه، والعمل به، والمراد بالكتاب القرآنُ البالغ في الشَّرف وظهور البرهان مَبلَغًا، لم يَبلُغه غيرُه من الكتب المنزَّلة على الرُّسُل المتقدِّمة. قال الطِّيبيُّ: أَطلَق الكتاب على القرآن ليُثبِتَ له الكمال؛ لأن اسم الجنس إذا أُطلق على فَرد من أفراده، يكون محمولاً على كماله. وبلوغُه إلى حدٍّ هو الجنس كلُّه؛ كأن غيره ليس منه. «أقوامًا»؛ أي: درجة أقوام، ويُكرمهم في الدارين بأن يُحييَهم حياة طيِّبة في الدنيا، ويَجعَلهم من الذين أنعم الله عليهم في العُقبى. «ويضع»؛ أي: يذلُّ «به»؛ أي: بالإعراض عنه، وترك العمل بمقتضاه. «آخرين»: وهم من لم يؤمن به، أو من آمن به ولم يعمل به؛ قال تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾
وقال:
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾
قال الطِّيبيُّ: فمن قرأه وعَمِل بمقتضاه مخلصًا، رَفَعه الله، ومن قرأه مرائيًا غيرَ عامل به، وَضَعه الله أسفل السافلين" [3].
قال الملا علي القاري رحمه الله: "«إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ»؛ أي: بالإيمان به، وتعظيم شأنه، والعمل به، والمرادُ بالكتاب: القرآن البالغ في الشَّرف، وظهور البرهان مبلغًا لم يبلغه غيره من الكتب المنزَّلة على الرُّسل المتقدِّمة. «أقوامًا»؛ أي: درجة جماعات كثيرة في الدّنيا والآخرة بأن يُحييَهم حياةً طيّبةً في الدّنيا، ويجعلهم من الّذين أنعم اللّه عليهم في العقبى. «ويضع به آخرين»؛ أي: الّذين كانوا على خلاف ذلك من مراتب الكاملين إلى أسفل السّافلين؛
﴿يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرًا وَيَهْدِى بِهِۦ كَثِيرًا﴾
فهو ماء للمحبوبين دماء للمحجوبين، وقال - عزّ وجلّ -:
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾
قال ابن القيم رحمه الله : "قَالَ أبو الْعَالِيَة: كنتُ آتِي ابْن عَبَّاس وَهُوَ على سَرِيره وَحَوله قُرَيْشٌ، فَيَأْخُذ بيَدي فيُجلسني مَعَه على السرير، فتغامز بِي قُرَيْش، فَفَطِن لَهُم ابْن عَبَّاس، فَقَالَ: كَذَا هَذَا الْعلم، يَزِيد الشريف شرفًا، وَيُجْلس الْمَمْلُوك على الأَسِرَّة" [5].
قال ابن هُبيرة رحمه الله : "وفيه من الفقه: جوازُ أن يولَّى الْمَوْلى على الأحرار إذا كان ممن قرأ القرآن، وعَرَف الفرائض" [6].
قال قتادة رحمه الله : "لم يُجالس هذا القرآنَ أحدٌ إلَّا قام عنه بزيادة أو نقصان" [7].
قال النوويُّ رحمه الله : "وَأَمَّا قَوْلُهُ ﷺ:
«وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ»، فمعناه ظَاهِرٌ؛ أي: تَنْتَفِعُ به إن تَلَوْتَهُ وَعَمِلْتَ به، وإلَّا فهو حُجَّةٌ عليك"
قال القرطبيُّ رحمه الله : "قوله: «والقرآن حجَّةٌ لكَ أو عليكَ» يعني: أنك إذا امتثلتَ أوامره، واجتنبتَ نواهيَه، كان حجَّةً لكَ في المواقف التي تُسأل فيها عنه؛ كمسألة الملَكَين في القبر، والمسألة عند الميزان، وفي عقبات الصراط، وإن لم تمتثِل ذلك احتجَّ به عليك. ويُحتَمل أن يُراد به: أن القرآنَ هو الذي يُنتهى إليه عند التنازع في المباحث الشرعية والوقائع الحُكمية، فبه تَستدِلُّ على صحَّة دعواكَ، وبه يَستدِلُّ عليكَ خَصمكَ" [9].
قال ابن عثيمين رحمه الله : "قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: «والقرآن حجَّة لك أو عليك»؛ لأن القرآن هو حبل الله المتين، وهو حجَّة الله على خلقه، فإما أن يكون لك، وذلك فيما إذا توصَّلت به إلى الله، وقُمت بواجب هذا القرآن العظيم من التصديق بالأخبار، وامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وتعظيم هذا القرآن الكريم واحترامه؛ ففي هذه الحال يكون حجَّةً لك. أما إن كان الأمر بالعكس، أَهنْتَ القرآن، وهجرتَه لفظًا ومعنًى وعملًا، ولم تقم بواجبه، فإنه يكون شاهدًا عليك يوم القيامة " [10].
المراجع
- "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للمباركفوري (7/ 180).
- "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (4/ 646، 647).
- "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للمباركفوري (7/ 179، 180).
- "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للملا علي القاري (4/ 1457).
- "مفتاح دار السعادة" لابن القيم (1/ 164).
- "الإفصاح عن معاني الصحاح" ليحيى بن هُبيرة (1/ 218).
- "أخلاق حملة القرآن" للآجرِّيِّ (ص : 73).
- شرح النوويِّ على مسلم" (3/ 102).
- "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبيِّ (1/ 477).
- "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (1/ 191، 192).