عن الْمِقدامِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ رضى الله عنه أن النبيَّ قال: «ألا هل عسى رجُلٌ يَبْلُغُه الحديثُ عَنِّي وهو مُتَّكِئٌ على أريكته، فيقول: بينَنا وبينَكم كتابُ الله، فما وجدْنا فيه حلالًا استَحْلَلناه، وما وجدْنا فيه حرامًا حرَّمناه، وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ الله ﷺ كما حرَّمَ اللهُ». وفي لفظ أبي داودَ: «ألا إني أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معه».

هدايات الحديث

  1. لا تقدِّم قول أحدٍ من البشر على قول النبيِّ .

  2. إن اتِّباع سنَّة محمد هو سبيل الهداية التي يرضاها الله.

  3. اصْبِر نفسك على السُّنّة، وقِفْ حيث وقف القوم، واسلُك سبيل سَلَفك الصّالح، فإنّه يَسَعُكَ ما وَسِعهم[1].

  4. السنَّة إما أنْ تؤكِّد ما جاء في القرآن، أو تُبيِّنه، أو تستقلُّ بتأسيس أحكام لم تُذكَر في القرآن.

  5. لقد حذَّر الله تعالى من مخالفة طريقة رسوله وسيرته ومنهجه؛ فقال:

    فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 

    [النــور: 63].

  6. إن أشرَ النعمة، وبطرَ الحشمة، يحمل الإنسانَ على الخَوض فيما لا يَعلَمه، والدفاع لما لا يُريده، مُتسَتِّرًا في ذلك بتعظيم القرآن، وهذه ادِّعاءات عُرفت في الإسلام قديمًا وحديثًا عن علماء السوء وولاة الجَوْر[2].

  7. وكُنْ لسُنَّةِ خَيْرِ الخَلْقِ مُتَبِعًا = فإنَّها لنَجَاةِ الْعَبْدِ عُنْوَانُ

فَهْوَ الَّذِي شَمِلَتْ لِلْخَلْقِ أُنْعُمُهُ = وَعَمَّهُمْ مِنْهُ فِي الدَّارَيْنِ إِحْسَانُ

وَمُذْ أَتَى أَبْصَرَتْ عُمْيُ الْقُلُوبِ بِهِ = سُبْلَ الهُدَى وَوَعَتْ لِلْحَقِّ آذَانُ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ مَا هَمَى مَطَرٌ = فَأَيْنَعَتْ مِنْهُ أَوْرَاقٌ وَأَغْصَانُ

وَابْعَثْ إِلَيْهِ سَلَامًا زَاكِيًا عَطِرًا = وَالْآلِ وَالصَّحْبِ لَا تُفْنِيهِ أَزْمَانُ

8. ونُصوصُهُ ليست تُعارِضُ بعضُها = بعضًا فَسَلْ عنها عليمَ زمانِ

وإذا ظننتَ تعارُضًا فيها فذا = مِنْ آفةِ الأفهامِ والأذهانِ

أو أنْ يكونَ البعضُ ليس بثابتٍ = ما قالَهُ المبعوثُ بالقرآنِ

المراجع

  1. "إعلام الموقعين عن رب العالمين" لابن القيم (4/ 116).
  2. "الميسر في شرح مصابيح السنة" للتوربشتي (1/ 87).


مشاريع الأحاديث الكلية