عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رضى الله عنه، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ - لَا يَنَامُ،  « وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ».

هدايات الحديث

  1. لا تقلق؛ فالله يدبِّر أمرك، واستبشر ولا تحزن؛ فالله عدل في حُكمه.

  2. راقب الله في ليلك ونهارك؛ فهو مطَّلِع عليك في جميع أحوالك.

  3. بالعدل قامت السموات والأرض.

  4. الملائكة يكتبون أعمالك، فاحرص على أن لا يَكتُبوا إلا ما يسرُّك يوم القيامة.

  5. كل إنسان مأخوذٌ بما يعمَل، فلْيحرِص على ما يُنْجيه في الدنيا والآخرة.

  6. قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ: إنّما اللّيل والنّهار مراحلُ ينزلها النّاس مرحلةً مرحلةً حتّى ينتهيَ ذلك بهم إلى آخِر سَفَرهم، فإن استطعتَ أن تقدِّم في كلِّ مرحلة زادًا لما بين يديها، فافعل؛ فإنّ انقطاع السَّفَر عن قريب ما هو، والأمر أعجل من ذلك، فتزوَّدْ لسفرك، واقض ما أنت قاضٍ من أمرك، فكأنّك بالأمر قد بَغتُّكَ[1].

  7. سُبْحَانَ مَن ملأَ الوجودَ أدلَّةً = ليلُوحَ ما أخفَى بما أَبْدَاهُ

سُبحانَ مَنْ أحْيَا قلوبَ عبادِهِ = بلوائحٍ من فَيْضِ نورِ هُداهُ

هَلْ بعدَ معرفةِ الإِلَهِ زيادةٌ = إلَّا استدامةُ ما يُديمُ رِضَاهُ

واللهِ لا آوي لغَيْرِك إنَّه = حُرِمَ الُهدَى مَنْ لم تكنْ مأْوَاه

8. يا من يُجيبُ دُعا المضْطرِّ في الظُّلَمِ = يا كاشف الضُّرِّ والبلْوَى مع السَّقَمِ

قد نامَ وَفْدُكَ حولَ البيتِ وانتبَهُوا = وأنت عينُكَ يا قيُّومُ لم تَنَمِ

9. هب لي بجودِكَ فضلَ العفوِ عن جُرُمي = يا من إليه أشارَ الخلقُ في الحرَمِ

إن كانَ عَفْوُكَ لا يُدركْهُ ذو سَرَفٍ = فمن يجودُ على العاصِينَ بالكَرَمِ

10. سبحانَ من يُعطي الْمُنَى بخواطرٍ = في النفسِ لمْ ينطقْ بِهنَّ لسانُ

سبحانَ من لا شيءَ يحجُبُ علمَهُ = فالسرُّ أجمعُ عندهُ إعلانُ

سبحانَ من هُوَ لا يزالُ مُسبَّحًا = أبدًا وليسَ لغيرهِ السُّبحانُ

سبحانَ من تجرِي قضاياهُ علَى = ما شاءَ منهَا غائبٌ وعِيَانُ

سبحانَ من هو لا يزالُ ورزقُهُ = للعالمينَ بهِ عليهِ ضَمانُ

11. ما لِلْعِبَادِ عَلَيْهِ حَقٌّ واجبٌ = كَلَّا ولا سَعْيٌ لَدَيْهِ ضَائِعُ

12. إن عُذِّبُوا فَبِعَدْلِهِ، أو نُعِّمُوا = فَبِفَضْلِهِ، وهو الكريمُ الواسِعُ

13. أَدْعُوكَ بِالْحُسْنَى مِنَ الأَسْمَا اسْتَجِبْ = أَحْصَيْتُهَا أَأَنَالُ مِنْ نَعْمَاهُ

تِسْعُونَ زَادَتْ تِسْعَةً نُقِشَتْ عَلَى = قَلْبِي وَلَفْظُ اللهِ رُوحِي فِدَاهُ

وَبِهَا أُدَنْدِنُ شَادِيًا مُتَلَهِّفًا = كَالطَّيْرِ يَرْجُو الْقَطْرَ بُلَّ صَدَاهُ

أَيَردُّ جُودُكَ رَاجِيًا مُتَوَسِّلًا = أَحْيَا الدُّجَى يَرْجُوكَ يَا أللهُ

المراجع

  1. جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 382).


مشاريع الأحاديث الكلية