89 - الرَّحمةُ بعمومِ الخلق من الإنسانِ والحيوانِ وغيرهم

عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ»

هدايات الحديث

1. إن الله سبحانَهُ وتعالى أرْحمُ الراحمينَ، وأكرَمُ الأكرَمينَ، ورحمتُه سبحانه عمَّتِ السم‍واتِ والأرضَ؛ وهيَ لا تقتصِرُ على الإنسانِ فحسبُ، بلْ وسِعَت كلَّ شيءٍ، حتَّى الحيوانَ والطيرَ. 

2.

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

«لاَ يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ»

[1]. 

3.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ﷺ:

«الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»

[2].

4. الرحمة هي اللغة التي يسمعها الأصمُّ، ويقرؤها الأعمى.

5. الرحمة خير من العدالة.

6.

قال ﷺ:

«إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»

[3].

7. حَذَارِ أن تغرَّ العبدَ نفسُه، فيتَّكل على رحمة الله تعالى بلا عمل صالح، فكما أنه سبحانه غفور رحيم، فهو كذلك شديد العقاب، وسريع العقاب، وعزيز ذو انتقام، وبطشه شديد، وأخذه أليم؛

﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾

[هود: 102 - 103].

8. إنْ كنتَ لا ترحمُ المسكينَ إن عَدِما = ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدما

فكَيْفَ تَرْجُو منَ الرحمنِ رحمتَه = وإنَّما يرحمُ الرحمنُ من رَحِما

9. إنَّ منْ يرحمُ أهلَ الأرضِ قَدْ = جاءَنا يَرْحَمُهُ مَنْ فِي السَّمَا

فَارْحَمِ الخَلْقَ جَمِيعًا إنَّما = يَرْحَمُ الرحمنُ منَّا الرُّحَمَا

10. سامِحْ أَخَاكَ الدَّهْرَ مَهْمَا بَدَتْ = مِنْهُ ذُنُوبٌ وَقْعُها يَعْظُمُ

وَارْحَمْ لِتَلْقَى رَحْمَةً فِي غَدٍ = فَرَبُّنا يَرْحَمُ مَنْ يَرْحَمُ

11. بادِرْ إلى الخَيْرِ يا ذَا اللُّبِّ واللُّسُنِ = واشْكُرْ لِربِّكَ مَا أَوْلى مِنَ الْمِنَنِ

وارْحَمْ بقَلْبِكَ خَلْقَ اللهِ كُلَّهُمُ = يُنِلْكَ رَحْمَتَهُ فِي الْمَوْقِفِ الخَشِنِ

12. بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ مغتنِما = ولا تَكُنْ مِن قليلِ العُرْفِ محتشِمَا

واشكرْ لمولاك ما أَوْلاكَ من نِعَمٍ = فالشكرُ يستوجبُ الإفضالَ والكَرَمَ

وارحمْ بقلبِك خلقَ الله وارعَهُمُ =  فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رَحِمَ

13. إن كنتَ ترجو مِن الرحمنِ رحمتَه = فارحمْ ضِعافَ الورَى يا صاحِ محترِمَا

واقصِدْ بذلك وجهَ اللهِ خالقِنا = سبحانَه مِن إلهٍ قد برى النَّسَما

واطلبْ جزا ذاك مِن مولاك رحمتَه = فإنَّما يَرْحَمُ الرحمنُ مَن رحِمَ


المراجع

    1. رواه البخاريُّ (7376).

    2. رواه أبو داود (4941)، والترمذيُّ (1924)، وقال: حديث حسن صحيح.

    3. رواه البخاريُّ (7448) ومسلم (923).




    مشاريع الأحاديث الكلية