عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا،وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ»


فوائد الحديث

الفوائد العلمية

1- في الحديث: يُسْرُ هذا الدين، وسهولةُ أحكامه، وملاءمته للفطرة الإِنسانية، وأن قدرة الإِنسان وطاقته البدنية شرطٌ في جميع التكاليف الشرعية، وأن رفع الحرج عن المكلَّفين أصل من أصول التشريع الإِسلاميِّ، والترغيب في الأخذ بالرخص كالقصر والإِفطار في السفر، والترغيب في الاقتصاد في عبادات التطوُّع دون إفراط ولا تفريط[1]

2- قال ﷺ:

«مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» 

[2]

3- في الحديث بيان أنه لا يتشدد أحد في هذا الدين ويَترُك الرِّفق، إلا عجز وانقطع؛ فيُغلَب.

4- في الحديث إشارة إلى أنه لا يبالغ أحدٌ في نوافل العبادات، ويتجاوز فيها حدود الشريعة والسنَّة، وحقوق النفس والجسد، والزوجة والولد، إلا أَرهَق نفسَه، وانقطع في النهاية لسآمته ومَلَله، وكانت النتيجةُ عكسيةً[3]

5- رُوِيَ عن رسول الله ﷺ أنه قال:

«لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ؛ ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ﴾»

 [الحديد: 27] [4]

6- في الحديث الأمر بالاقتصاد وتَرْكِ الحَمْلِ على النفس؛ لأن الله تعالى إنما أوجب عليهم وظائفَ من الطاعات في وقت دون وقت؛ تيسيرًا ورحمةً[5]

7- في الحديث تبشيرُ من عَجَز عن العملِ بالأكمل بأن العَجْزَ إذا لم يكن من صَنِيعه، لا يَستلزِم نقص أجره، وأَبهَم الْمُبَشَّرَ به؛ تعظيمًا له وتفخيمًا[6]

8- في الحديث تنبيهٌ على اغتنام أوقات النشاط في أداء العبادات والتقرُّب إلى الله عزَّ وجلَّ؛ «وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ».

9- في هذا الحديث عَلَمٌ من أعلام النبوَّة؛ فقد رأينا ورأى الناس قبلَنا أن كلَّ متنطِّع في الدين يَنقطِع، وليس المرادُ منعَ طلب الأكمل في العبادة؛ فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدِّي إلى الْمَلال، أو المبالغة في التطوُّع المفضِي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلِّي الليل كلَّه ويُغالِب النوم، إلى أن غَلَبته عيناه في آخر الليل، فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقتُ المختار، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقتُ الفريضة[7]

10- في الحديث تبشير بنفع القليل من العبادة، وحُسن القَبول متى حَسُن العمل، وخَلَصت النيَّة؛ فإن العبرة بالكَيف لا بالكمِّ[8]

11- استعار ﷺ الأوقاتَ الثلاثةَ في قوله: «واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلجة» لأوقات النشاط؛ أي: واستعينوا على أداء هذه العبادات والصلوات بفعلها في أوقات النشاط وفراغ القلب للطاعة، ولا تَشغَلوا بالعبادة كلَّ أوقاتكم؛ لئلَّا تسأموا فتنقطعوا عنها بالكليَّة[9]

12- في الحديث أنه ينبغي للعبد إذا أراد المداومة على العمل - وأحَبُّ العمل إلى الله وإلى نبيِّه ﷺ أدْوَمُهُ، وإن قلَّ - أن يختار للعبادة بعض الأوقات المناسبة؛ كوقت الصباح، وبعد الزوال، وساعةٍ من آخِرِ الليل[10]

13- قد يُستفاد من الحديث الإشارةُ إلى الأخذ بالرُّخصة الشّرعيّة؛ فإنَّ الأخذ بالعزيمة في موضع الرُّخصة تنطُّع كمن يترك التّيمُّم عند العجز عن استعمال الماء، فيُفضي به استعماله إلى حصول الضّرر[11]

14- قوله ﷺ: «الدين يسر»: الدين والإسلامُ والإيمان شيءٌ واحد - إذا ذُكر كلُّ واحد منها بمفرَده في النصِّ - واقع على الأعمال، فقد سمَّى ﷺ الأعمال في هذا الحديث دينًا[12]

15- في الحديث: النهيُ عن التشديد في الدين بأن يحمِّل الإنسان نفسَه من العبادة ما لا يَحتمِلُه إلا بكُلْفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله ﷺ: «لن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غَلَبه»؛ يعني: أن الدين لا يؤخذ بالمغاَلبة، فمن شادَّ الدين، غَلَبه وقَطَعه[13]

16- في الحديث دليلٌ على أنّ المشروع هو الاقتصاد في الطّاعات؛ لأنّ إتعاب النّفس فيها والتّشديد عليها يُفضي إلى ترك الجميع، والدِّينُ يُسر، ولن يشادَّ الدّين أحد إلّا غلبه، والشّريعة المطهَّرة مبنيَّة على التّيسير وعدم التّنفير[14]

17- معنى الحديث: استعينوا على طاعة الله عزَّ وجلَّ بالأعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم، بحيث تستلذُّون العبادةَ ولا تَسأمون، وتَبلُغون مقصودَكم، كما أن المسافر الحاذق يَسِير في هذه الأوقات ويستريح هو ودابَّتُه في غيرها، فيَصِل المقصودَ بغير تَعَب[15]

18- لو تفكَّر الإنسان في العبادات اليومية، لوجد الصلاةَ خمسَ صلوات ميسَّرة موزَّعة في أوقات، يتقدَّمها الطُّهر؛ طُهرٌ للبدن، وطُهر للقلب، فيتوضَّأ الإنسان عند كلِّ صلاة، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوَّابين واجعلني من المتطهِّرين، فيطهِّر بدنَه أولًا، ثم قلبَه بالتوحيد ثانيًا، ثم يصلِّي[16]

19- لو تفكَّرتَ في الزكاة، لوجدتَ أنها سهلةٌ، فأولًا لا تجب إلا في الأموال الناميَة التي تنمو وتَزيد كالتجارة، أو ما في حُكمها كالذهب والفضَّة وإن كان لا يَزيد، أما ما يستعمله الإنسان في بيته، وفي مركوبه، وجميع أواني البيت، وفرش البيت، والخَدَم الذين في البيت، والسيَّارات وغيرها مما يستعمله الإنسان لخاصَّة نفسه، فإنه ليس فيه زكاة، فهذا يُسر. ثم الزكاة الواجبة يسيرة جدًّا، فهي رُبع العُشر، وهذا أيضًا يَسِير، ثم إذا أدَّيْتَ الزكاة، فإنها لن تَنقُص مالَك؛ بل تجعل فيه البركة، وتنمِّيه، وتزكِّيه، وتطهِّره[17]

20- لو تفكَّرتَ في الصوم، لوجدتَ أنه شهرٌ واحد في السنة، ومع ذلك فهو ميسَّر، إذا مَرِضْتَ فأَفطرْ، وإذا سافرتَ فأفطرْ، وإذا كنتَ لا تستطيع الصومَ في كلِّ دهرِكَ فأَطعِمْ عن كلِّ يوم مسكينًا[18]

21- لو تفكَّرتَ في الحجِّ، لوجدتَه ميسَّرًا لمن استطاع إليه سبيلاً، ومن لم يستطع: إن كان غنيًا بماله، أناب من يحجُّ عنه، وإن كان غيرَ غنيٍّ بماله ولا بَدَنه، سَقَط عنه الحجُّ[19]

المراجع

  1.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123، 124).
  2.  رواه مسلم (1337).
  3.  رواه أبو داود (4904)، وضعَّفه الألبانيُّ في "ضعيف الجامع" (6232).
  4.  رواه أبو داود (4904)، وضعَّفه الألبانيُّ في "ضعيف الجامع" (6232).
  5.  "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعينيِّ (1/ 239).
  6.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  7.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).
  8.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  9.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  10.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  11.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94، 95).
  12.  "شرح صحيح البخاريِّ" لابن بطَّال (1/ 96).
  13.  "فتح الباري" لابن رجب (1/ 149).
  14.  "نيل الأوطار" للشوكانيِّ (6/ 123).
  15.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223).
  16.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223).
  17.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 224).
  18.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 224).
  19.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223 - 225).

الفوائد العلمية

1- في الحديث: يُسْرُ هذا الدين، وسهولةُ أحكامه، وملاءمته للفطرة الإِنسانية، وأن قدرة الإِنسان وطاقته البدنية شرطٌ في جميع التكاليف الشرعية، وأن رفع الحرج عن المكلَّفين أصل من أصول التشريع الإِسلاميِّ، والترغيب في الأخذ بالرخص كالقصر والإِفطار في السفر، والترغيب في الاقتصاد في عبادات التطوُّع دون إفراط ولا تفريط[1]

2- قال ﷺ:

«مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» 

[2]

3- في الحديث بيان أنه لا يتشدد أحد في هذا الدين ويَترُك الرِّفق، إلا عجز وانقطع؛ فيُغلَب.

4- في الحديث إشارة إلى أنه لا يبالغ أحدٌ في نوافل العبادات، ويتجاوز فيها حدود الشريعة والسنَّة، وحقوق النفس والجسد، والزوجة والولد، إلا أَرهَق نفسَه، وانقطع في النهاية لسآمته ومَلَله، وكانت النتيجةُ عكسيةً[3]

5- رُوِيَ عن رسول الله ﷺ أنه قال:

«لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ؛ ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ﴾»

 [الحديد: 27] [4]

6- في الحديث الأمر بالاقتصاد وتَرْكِ الحَمْلِ على النفس؛ لأن الله تعالى إنما أوجب عليهم وظائفَ من الطاعات في وقت دون وقت؛ تيسيرًا ورحمةً[5]

7- في الحديث تبشيرُ من عَجَز عن العملِ بالأكمل بأن العَجْزَ إذا لم يكن من صَنِيعه، لا يَستلزِم نقص أجره، وأَبهَم الْمُبَشَّرَ به؛ تعظيمًا له وتفخيمًا[6]

8- في الحديث تنبيهٌ على اغتنام أوقات النشاط في أداء العبادات والتقرُّب إلى الله عزَّ وجلَّ؛ «وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ».

9- في هذا الحديث عَلَمٌ من أعلام النبوَّة؛ فقد رأينا ورأى الناس قبلَنا أن كلَّ متنطِّع في الدين يَنقطِع، وليس المرادُ منعَ طلب الأكمل في العبادة؛ فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدِّي إلى الْمَلال، أو المبالغة في التطوُّع المفضِي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلِّي الليل كلَّه ويُغالِب النوم، إلى أن غَلَبته عيناه في آخر الليل، فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقتُ المختار، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقتُ الفريضة[7]

10- في الحديث تبشير بنفع القليل من العبادة، وحُسن القَبول متى حَسُن العمل، وخَلَصت النيَّة؛ فإن العبرة بالكَيف لا بالكمِّ[8]

11- استعار ﷺ الأوقاتَ الثلاثةَ في قوله: «واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلجة» لأوقات النشاط؛ أي: واستعينوا على أداء هذه العبادات والصلوات بفعلها في أوقات النشاط وفراغ القلب للطاعة، ولا تَشغَلوا بالعبادة كلَّ أوقاتكم؛ لئلَّا تسأموا فتنقطعوا عنها بالكليَّة[9]

12- في الحديث أنه ينبغي للعبد إذا أراد المداومة على العمل - وأحَبُّ العمل إلى الله وإلى نبيِّه ﷺ أدْوَمُهُ، وإن قلَّ - أن يختار للعبادة بعض الأوقات المناسبة؛ كوقت الصباح، وبعد الزوال، وساعةٍ من آخِرِ الليل[10]

13- قد يُستفاد من الحديث الإشارةُ إلى الأخذ بالرُّخصة الشّرعيّة؛ فإنَّ الأخذ بالعزيمة في موضع الرُّخصة تنطُّع كمن يترك التّيمُّم عند العجز عن استعمال الماء، فيُفضي به استعماله إلى حصول الضّرر[11]

14- قوله ﷺ: «الدين يسر»: الدين والإسلامُ والإيمان شيءٌ واحد - إذا ذُكر كلُّ واحد منها بمفرَده في النصِّ - واقع على الأعمال، فقد سمَّى ﷺ الأعمال في هذا الحديث دينًا[12]

15- في الحديث: النهيُ عن التشديد في الدين بأن يحمِّل الإنسان نفسَه من العبادة ما لا يَحتمِلُه إلا بكُلْفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله ﷺ: «لن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غَلَبه»؛ يعني: أن الدين لا يؤخذ بالمغاَلبة، فمن شادَّ الدين، غَلَبه وقَطَعه[13]

16- في الحديث دليلٌ على أنّ المشروع هو الاقتصاد في الطّاعات؛ لأنّ إتعاب النّفس فيها والتّشديد عليها يُفضي إلى ترك الجميع، والدِّينُ يُسر، ولن يشادَّ الدّين أحد إلّا غلبه، والشّريعة المطهَّرة مبنيَّة على التّيسير وعدم التّنفير[14]

17- معنى الحديث: استعينوا على طاعة الله عزَّ وجلَّ بالأعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم، بحيث تستلذُّون العبادةَ ولا تَسأمون، وتَبلُغون مقصودَكم، كما أن المسافر الحاذق يَسِير في هذه الأوقات ويستريح هو ودابَّتُه في غيرها، فيَصِل المقصودَ بغير تَعَب[15]

18- لو تفكَّر الإنسان في العبادات اليومية، لوجد الصلاةَ خمسَ صلوات ميسَّرة موزَّعة في أوقات، يتقدَّمها الطُّهر؛ طُهرٌ للبدن، وطُهر للقلب، فيتوضَّأ الإنسان عند كلِّ صلاة، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوَّابين واجعلني من المتطهِّرين، فيطهِّر بدنَه أولًا، ثم قلبَه بالتوحيد ثانيًا، ثم يصلِّي[16]

19- لو تفكَّرتَ في الزكاة، لوجدتَ أنها سهلةٌ، فأولًا لا تجب إلا في الأموال الناميَة التي تنمو وتَزيد كالتجارة، أو ما في حُكمها كالذهب والفضَّة وإن كان لا يَزيد، أما ما يستعمله الإنسان في بيته، وفي مركوبه، وجميع أواني البيت، وفرش البيت، والخَدَم الذين في البيت، والسيَّارات وغيرها مما يستعمله الإنسان لخاصَّة نفسه، فإنه ليس فيه زكاة، فهذا يُسر. ثم الزكاة الواجبة يسيرة جدًّا، فهي رُبع العُشر، وهذا أيضًا يَسِير، ثم إذا أدَّيْتَ الزكاة، فإنها لن تَنقُص مالَك؛ بل تجعل فيه البركة، وتنمِّيه، وتزكِّيه، وتطهِّره[17]

20- لو تفكَّرتَ في الصوم، لوجدتَ أنه شهرٌ واحد في السنة، ومع ذلك فهو ميسَّر، إذا مَرِضْتَ فأَفطرْ، وإذا سافرتَ فأفطرْ، وإذا كنتَ لا تستطيع الصومَ في كلِّ دهرِكَ فأَطعِمْ عن كلِّ يوم مسكينًا[18]

21- لو تفكَّرتَ في الحجِّ، لوجدتَه ميسَّرًا لمن استطاع إليه سبيلاً، ومن لم يستطع: إن كان غنيًا بماله، أناب من يحجُّ عنه، وإن كان غيرَ غنيٍّ بماله ولا بَدَنه، سَقَط عنه الحجُّ[19]

المراجع

  1.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123، 124).
  2.  رواه مسلم (1337).
  3.  رواه أبو داود (4904)، وضعَّفه الألبانيُّ في "ضعيف الجامع" (6232).
  4.  رواه أبو داود (4904)، وضعَّفه الألبانيُّ في "ضعيف الجامع" (6232).
  5.  "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعينيِّ (1/ 239).
  6.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  7.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).
  8.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  9.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  10.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  11.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94، 95).
  12.  "شرح صحيح البخاريِّ" لابن بطَّال (1/ 96).
  13.  "فتح الباري" لابن رجب (1/ 149).
  14.  "نيل الأوطار" للشوكانيِّ (6/ 123).
  15.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223).
  16.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223).
  17.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 224).
  18.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 224).
  19.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223 - 225).

الفوائد العلمية

1- في الحديث: يُسْرُ هذا الدين، وسهولةُ أحكامه، وملاءمته للفطرة الإِنسانية، وأن قدرة الإِنسان وطاقته البدنية شرطٌ في جميع التكاليف الشرعية، وأن رفع الحرج عن المكلَّفين أصل من أصول التشريع الإِسلاميِّ، والترغيب في الأخذ بالرخص كالقصر والإِفطار في السفر، والترغيب في الاقتصاد في عبادات التطوُّع دون إفراط ولا تفريط[1]

2- قال ﷺ:

«مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» 

[2]

3- في الحديث بيان أنه لا يتشدد أحد في هذا الدين ويَترُك الرِّفق، إلا عجز وانقطع؛ فيُغلَب.

4- في الحديث إشارة إلى أنه لا يبالغ أحدٌ في نوافل العبادات، ويتجاوز فيها حدود الشريعة والسنَّة، وحقوق النفس والجسد، والزوجة والولد، إلا أَرهَق نفسَه، وانقطع في النهاية لسآمته ومَلَله، وكانت النتيجةُ عكسيةً[3]

5- رُوِيَ عن رسول الله ﷺ أنه قال:

«لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ؛ ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ﴾»

 [الحديد: 27] [4]

6- في الحديث الأمر بالاقتصاد وتَرْكِ الحَمْلِ على النفس؛ لأن الله تعالى إنما أوجب عليهم وظائفَ من الطاعات في وقت دون وقت؛ تيسيرًا ورحمةً[5]

7- في الحديث تبشيرُ من عَجَز عن العملِ بالأكمل بأن العَجْزَ إذا لم يكن من صَنِيعه، لا يَستلزِم نقص أجره، وأَبهَم الْمُبَشَّرَ به؛ تعظيمًا له وتفخيمًا[6]

8- في الحديث تنبيهٌ على اغتنام أوقات النشاط في أداء العبادات والتقرُّب إلى الله عزَّ وجلَّ؛ «وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ».

9- في هذا الحديث عَلَمٌ من أعلام النبوَّة؛ فقد رأينا ورأى الناس قبلَنا أن كلَّ متنطِّع في الدين يَنقطِع، وليس المرادُ منعَ طلب الأكمل في العبادة؛ فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدِّي إلى الْمَلال، أو المبالغة في التطوُّع المفضِي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلِّي الليل كلَّه ويُغالِب النوم، إلى أن غَلَبته عيناه في آخر الليل، فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقتُ المختار، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقتُ الفريضة[7]

10- في الحديث تبشير بنفع القليل من العبادة، وحُسن القَبول متى حَسُن العمل، وخَلَصت النيَّة؛ فإن العبرة بالكَيف لا بالكمِّ[8]

11- استعار ﷺ الأوقاتَ الثلاثةَ في قوله: «واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلجة» لأوقات النشاط؛ أي: واستعينوا على أداء هذه العبادات والصلوات بفعلها في أوقات النشاط وفراغ القلب للطاعة، ولا تَشغَلوا بالعبادة كلَّ أوقاتكم؛ لئلَّا تسأموا فتنقطعوا عنها بالكليَّة[9]

12- في الحديث أنه ينبغي للعبد إذا أراد المداومة على العمل - وأحَبُّ العمل إلى الله وإلى نبيِّه ﷺ أدْوَمُهُ، وإن قلَّ - أن يختار للعبادة بعض الأوقات المناسبة؛ كوقت الصباح، وبعد الزوال، وساعةٍ من آخِرِ الليل[10]

13- قد يُستفاد من الحديث الإشارةُ إلى الأخذ بالرُّخصة الشّرعيّة؛ فإنَّ الأخذ بالعزيمة في موضع الرُّخصة تنطُّع كمن يترك التّيمُّم عند العجز عن استعمال الماء، فيُفضي به استعماله إلى حصول الضّرر[11]

14- قوله ﷺ: «الدين يسر»: الدين والإسلامُ والإيمان شيءٌ واحد - إذا ذُكر كلُّ واحد منها بمفرَده في النصِّ - واقع على الأعمال، فقد سمَّى ﷺ الأعمال في هذا الحديث دينًا[12]

15- في الحديث: النهيُ عن التشديد في الدين بأن يحمِّل الإنسان نفسَه من العبادة ما لا يَحتمِلُه إلا بكُلْفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله ﷺ: «لن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غَلَبه»؛ يعني: أن الدين لا يؤخذ بالمغاَلبة، فمن شادَّ الدين، غَلَبه وقَطَعه[13]

16- في الحديث دليلٌ على أنّ المشروع هو الاقتصاد في الطّاعات؛ لأنّ إتعاب النّفس فيها والتّشديد عليها يُفضي إلى ترك الجميع، والدِّينُ يُسر، ولن يشادَّ الدّين أحد إلّا غلبه، والشّريعة المطهَّرة مبنيَّة على التّيسير وعدم التّنفير[14]

17- معنى الحديث: استعينوا على طاعة الله عزَّ وجلَّ بالأعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم، بحيث تستلذُّون العبادةَ ولا تَسأمون، وتَبلُغون مقصودَكم، كما أن المسافر الحاذق يَسِير في هذه الأوقات ويستريح هو ودابَّتُه في غيرها، فيَصِل المقصودَ بغير تَعَب[15]

18- لو تفكَّر الإنسان في العبادات اليومية، لوجد الصلاةَ خمسَ صلوات ميسَّرة موزَّعة في أوقات، يتقدَّمها الطُّهر؛ طُهرٌ للبدن، وطُهر للقلب، فيتوضَّأ الإنسان عند كلِّ صلاة، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوَّابين واجعلني من المتطهِّرين، فيطهِّر بدنَه أولًا، ثم قلبَه بالتوحيد ثانيًا، ثم يصلِّي[16]

19- لو تفكَّرتَ في الزكاة، لوجدتَ أنها سهلةٌ، فأولًا لا تجب إلا في الأموال الناميَة التي تنمو وتَزيد كالتجارة، أو ما في حُكمها كالذهب والفضَّة وإن كان لا يَزيد، أما ما يستعمله الإنسان في بيته، وفي مركوبه، وجميع أواني البيت، وفرش البيت، والخَدَم الذين في البيت، والسيَّارات وغيرها مما يستعمله الإنسان لخاصَّة نفسه، فإنه ليس فيه زكاة، فهذا يُسر. ثم الزكاة الواجبة يسيرة جدًّا، فهي رُبع العُشر، وهذا أيضًا يَسِير، ثم إذا أدَّيْتَ الزكاة، فإنها لن تَنقُص مالَك؛ بل تجعل فيه البركة، وتنمِّيه، وتزكِّيه، وتطهِّره[17]

20- لو تفكَّرتَ في الصوم، لوجدتَ أنه شهرٌ واحد في السنة، ومع ذلك فهو ميسَّر، إذا مَرِضْتَ فأَفطرْ، وإذا سافرتَ فأفطرْ، وإذا كنتَ لا تستطيع الصومَ في كلِّ دهرِكَ فأَطعِمْ عن كلِّ يوم مسكينًا[18]

21- لو تفكَّرتَ في الحجِّ، لوجدتَه ميسَّرًا لمن استطاع إليه سبيلاً، ومن لم يستطع: إن كان غنيًا بماله، أناب من يحجُّ عنه، وإن كان غيرَ غنيٍّ بماله ولا بَدَنه، سَقَط عنه الحجُّ[19]

المراجع

  1.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123، 124).
  2.  رواه مسلم (1337).
  3.  رواه أبو داود (4904)، وضعَّفه الألبانيُّ في "ضعيف الجامع" (6232).
  4.  رواه أبو داود (4904)، وضعَّفه الألبانيُّ في "ضعيف الجامع" (6232).
  5.  "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعينيِّ (1/ 239).
  6.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  7.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).
  8.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  9.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  10.  "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري" لحمزة محمد قاسم (1/ 123).
  11.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94، 95).
  12.  "شرح صحيح البخاريِّ" لابن بطَّال (1/ 96).
  13.  "فتح الباري" لابن رجب (1/ 149).
  14.  "نيل الأوطار" للشوكانيِّ (6/ 123).
  15.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223).
  16.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223).
  17.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 224).
  18.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 224).
  19.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 223 - 225).

الفوائد اللغوية

22- الواو في قوله ﷺ: «فسدِّدوا وقاربوا» بمعنى (أو)؛ أي: فسدِّدوا أو قاربوا؛ يعني: افعلوا الشيء على وجه السَّداد والإصابة إن أمكن، وإن لم يمكِن فقاربوا [1]

23-    (فسدِّدوا)؛ أي: الزموا السَّداد من غير إفراط ولا تفريط، والسّداد: التّوسُّط في العمل، (وقاربوا)؛ أي: إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل، فاعملوا بما يقرِّب منه[2]

24- الغَدوة: اسم مَرَّة من الغُدُوِّ، وهو سَير أوَّلِ النَّهار، أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشَّمس. والرَّوْحة: السَّير بعد الزَّوال. والدُّلجة: سير آخر اللّيل، وقيل: سير اللَّيل كلِّه؛ ولهذا عبَّر فيه بالتّبعيض، ولأنّ عمل اللّيل أشقُّ من عمل النّهار[3]

25- وكأنّه ﷺ خاطَب مسافرًا إلى مقصده، فنبَّهه على أوقات نشاطه؛ لأنّ المسافر إذا سافر اللّيلَ والنّهار جميعًا، عَجَز وانقطع، وإذا تحرَّى السّير في هذه الأوقات المنشِّطة، أمكنته الْمُداومةُ من غير مشقَّة، وحُسْنُ هذه الاستعارة أنّ الدّنيا في الحقيقة دار نُقْلة إلى الآخرة، وأنّ هذه الأوقاتَ بخصوصها أَرْوحُ ما يكون فيها البَدَن للعبادة[4]

26- قَالَ ﷺ: «وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» ولم يقل: (والدلجة)؛ تخفيفًا عنه لمشقَّة عمل الليل[5]

المراجع

  1.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 225).
  2. "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  3.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  4.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  5.  "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لابن الملقِّن (3/ 87).

الفوائد اللغوية

22- الواو في قوله ﷺ: «فسدِّدوا وقاربوا» بمعنى (أو)؛ أي: فسدِّدوا أو قاربوا؛ يعني: افعلوا الشيء على وجه السَّداد والإصابة إن أمكن، وإن لم يمكِن فقاربوا [1]

23-    (فسدِّدوا)؛ أي: الزموا السَّداد من غير إفراط ولا تفريط، والسّداد: التّوسُّط في العمل، (وقاربوا)؛ أي: إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل، فاعملوا بما يقرِّب منه[2]

24- الغَدوة: اسم مَرَّة من الغُدُوِّ، وهو سَير أوَّلِ النَّهار، أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشَّمس. والرَّوْحة: السَّير بعد الزَّوال. والدُّلجة: سير آخر اللّيل، وقيل: سير اللَّيل كلِّه؛ ولهذا عبَّر فيه بالتّبعيض، ولأنّ عمل اللّيل أشقُّ من عمل النّهار[3]

25- وكأنّه ﷺ خاطَب مسافرًا إلى مقصده، فنبَّهه على أوقات نشاطه؛ لأنّ المسافر إذا سافر اللّيلَ والنّهار جميعًا، عَجَز وانقطع، وإذا تحرَّى السّير في هذه الأوقات المنشِّطة، أمكنته الْمُداومةُ من غير مشقَّة، وحُسْنُ هذه الاستعارة أنّ الدّنيا في الحقيقة دار نُقْلة إلى الآخرة، وأنّ هذه الأوقاتَ بخصوصها أَرْوحُ ما يكون فيها البَدَن للعبادة[4]

26- قَالَ ﷺ: «وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» ولم يقل: (والدلجة)؛ تخفيفًا عنه لمشقَّة عمل الليل[5]

المراجع

  1.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 225).
  2. "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  3.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  4.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  5.  "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لابن الملقِّن (3/ 87).

الفوائد اللغوية

22- الواو في قوله ﷺ: «فسدِّدوا وقاربوا» بمعنى (أو)؛ أي: فسدِّدوا أو قاربوا؛ يعني: افعلوا الشيء على وجه السَّداد والإصابة إن أمكن، وإن لم يمكِن فقاربوا [1]

23-    (فسدِّدوا)؛ أي: الزموا السَّداد من غير إفراط ولا تفريط، والسّداد: التّوسُّط في العمل، (وقاربوا)؛ أي: إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل، فاعملوا بما يقرِّب منه[2]

24- الغَدوة: اسم مَرَّة من الغُدُوِّ، وهو سَير أوَّلِ النَّهار، أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشَّمس. والرَّوْحة: السَّير بعد الزَّوال. والدُّلجة: سير آخر اللّيل، وقيل: سير اللَّيل كلِّه؛ ولهذا عبَّر فيه بالتّبعيض، ولأنّ عمل اللّيل أشقُّ من عمل النّهار[3]

25- وكأنّه ﷺ خاطَب مسافرًا إلى مقصده، فنبَّهه على أوقات نشاطه؛ لأنّ المسافر إذا سافر اللّيلَ والنّهار جميعًا، عَجَز وانقطع، وإذا تحرَّى السّير في هذه الأوقات المنشِّطة، أمكنته الْمُداومةُ من غير مشقَّة، وحُسْنُ هذه الاستعارة أنّ الدّنيا في الحقيقة دار نُقْلة إلى الآخرة، وأنّ هذه الأوقاتَ بخصوصها أَرْوحُ ما يكون فيها البَدَن للعبادة[4]

26- قَالَ ﷺ: «وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» ولم يقل: (والدلجة)؛ تخفيفًا عنه لمشقَّة عمل الليل[5]

المراجع

  1.  "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (2/ 225).
  2. "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  3.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  4.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 95).
  5.  "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لابن الملقِّن (3/ 87).

الفوائد الحديثية

27- قَوْلُهُ: «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ إِلَّا غَلَبَهُ» بإضمار الفاعل للعلم به، وثبت في رواية ابن السَّكَن وفي بعض الرّوايات عن الأصيليِّ بلفظ: «ولن يشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلّا غَلَبه»، وكذا هو في طرق هذا الحديث عند الإسماعيليِّ وأبي نُعَيم وابن حبَّانَ وغيرهم[1]

28- حكى صاحب المطالع أنّ أكثر الرّوايات برفع (الدِّين) على أنّ (يُشادَّ) مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وعارَضَه النّوويُّ بأنّ أكثر الرّوايات بالنّصب، ويُجمع بين كلامَيْهما بأنّه بالنّسبة إلى روايات المغاربة والمشارقة، ويؤيِّد النَّصْبَ لفظُ حديث بُريدةَ عند أحمد: «إِنَّهُ مَنْ شَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبُهُ»[2]

المراجع

  1. "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).
  2.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).

الفوائد الحديثية

27- قَوْلُهُ: «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ إِلَّا غَلَبَهُ» بإضمار الفاعل للعلم به، وثبت في رواية ابن السَّكَن وفي بعض الرّوايات عن الأصيليِّ بلفظ: «ولن يشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلّا غَلَبه»، وكذا هو في طرق هذا الحديث عند الإسماعيليِّ وأبي نُعَيم وابن حبَّانَ وغيرهم[1]

28- حكى صاحب المطالع أنّ أكثر الرّوايات برفع (الدِّين) على أنّ (يُشادَّ) مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وعارَضَه النّوويُّ بأنّ أكثر الرّوايات بالنّصب، ويُجمع بين كلامَيْهما بأنّه بالنّسبة إلى روايات المغاربة والمشارقة، ويؤيِّد النَّصْبَ لفظُ حديث بُريدةَ عند أحمد: «إِنَّهُ مَنْ شَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبُهُ»[2]

المراجع

  1. "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).
  2.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).

الفوائد الحديثية

27- قَوْلُهُ: «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ إِلَّا غَلَبَهُ» بإضمار الفاعل للعلم به، وثبت في رواية ابن السَّكَن وفي بعض الرّوايات عن الأصيليِّ بلفظ: «ولن يشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلّا غَلَبه»، وكذا هو في طرق هذا الحديث عند الإسماعيليِّ وأبي نُعَيم وابن حبَّانَ وغيرهم[1]

28- حكى صاحب المطالع أنّ أكثر الرّوايات برفع (الدِّين) على أنّ (يُشادَّ) مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، وعارَضَه النّوويُّ بأنّ أكثر الرّوايات بالنّصب، ويُجمع بين كلامَيْهما بأنّه بالنّسبة إلى روايات المغاربة والمشارقة، ويؤيِّد النَّصْبَ لفظُ حديث بُريدةَ عند أحمد: «إِنَّهُ مَنْ شَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبُهُ»[2]

المراجع

  1. "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).
  2.  "فتح الباري" لابن حجر (1/ 94).

مشاريع الأحاديث الكلية