عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ»، فَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [السجدة: 17].

هدايات الحديث


  1. سبحان الله! يوفِّق العبدَ لطاعته، ويَجزيه على ذلك من كرمه، وكلُّ ما عَمِله العبد الصالح لا يساوي شُكر بعض النِّعَمِ التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى! 

  2. «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ» يا لله! وأيُّ عمل صالح ذاك الذي جزاؤه أن يُفيض الله على صاحبه من فضله ومَنِّه وكرمه؟! ما هذه الطاعة والعبادة التي تستحقُّ أن يتولَّى الله - عزَّ وجلَّ جلاله - إعداد وتهيئة ذلك النعيم وادِّخاره لعباده؛ جزاء لهم، في احتفاء من العزيز الكريم لا تُدركه نفس أو عينٌ أو يخطر على قلب بشر؟!

  3. إن الفوز كلَّه في دخول الجنة، والنجاة من النار

    قال تعالى:

    مَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ

    [آل عمران: 185]. 

  4. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ:

    «إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا»

    [1].

  5. أقلُّ نعيم في الجنة أفضلُ من مَلذَّات الدنيا بأكملها؛ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضى الله عنه، قَالَ:

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

    «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»

    [2].

  6. عباد الله الصالحون المؤمنون هم الذين أنعم الله عليهم وهداهم لعمل الصالحات، ثم جزاهم بالجنة ونعيمها الذي لا يتصوَّره خيال إنسان، من الْمَسرَّات، وأصناف اللذَّات، ونيل رضوان الله بوجوه ناضرة إلى ربها ناظرة!

  7. قال الحسن رضى الله عنه، قال: "أخفى القَوم أعمالاً في الدنيا، فأخفى الله لهم ما لا عَيْنٌ رأت، ولا أُذن سَمعت"[3].

  8. استقِمْ على الطَّاعاتِ، تَفُزْ بجنَّة عرضُها الأرضُ والسماوات.

  9. اصبر على الأعمال الصالحات؛ فهي طريقك للجنة، وما فيها من النعيم والْمَلَذَّات.

  10. لما خُلقَ آدمُ عليه السلام أُسكِنَ هو وزوجتُه الجنةَ، ثم أُهبِطا منها، ووُعدا بالرجوع إليها، وصالح ذريَّتهما، فالمؤمن أبدًا يحِنُّ إلى وطنه الأول[4].

  11. ما أجملَ السَّيْرَ في طريقٍ معلومٍ نهايتُه، مهما كان فيه من الأشواك والجراح والعقبات.

  12. أَعَدَّ الله لعباده الصالحين ما يَسُرُّهم مما لا يتصوَّره مخلوق، من الْمَسرَّات، وأصناف اللذَّات، ونيل رضوان الله بوجوه ناضرة إلى ربها ناظرة؛ فهم أهل الجنة وكُفؤها، لم يَحجُبهم عنها المكاره والبلاءات والشهوات وطلب الراحة ونعيم الدنيا الزائل.

  13. وَإِنَّ جِنَانَ الخُلْدِ تَبْقَى وَمَنْ بِهَا = مُقِيْمًا عَلَى طُولِ الْمَدَى لَيْسَ يَرْحَلُ

أُعِدَّتْ لِمَنْ يَخْشَى الإِلَهَ وَيَتَّقِي = وَمَاتَ عَلَى التَّوحِيدِ فَهْوَ مُهَلَّلُ

14. إِذَا أَذْكَرَتْكَ النَّفْسُ دُنْيَا دَنِيَّةً = فَلا تَنْسَ رَوْضَاتِ الْجِنَانِ وَخُلْدَهَا

أَلَسْتَ تَرَى الدُّنْيَا وَتَنْغَيِصَ عَيْشِهَا = وَإِتْعَابَها لِلمُكْثِرِين وَكَدَّهَا

وَأَدْنَى بَنِي الدُّنْيَا إِلَى الغَيِّ وَالعَمَى = لَمَنْ يَبْتَغِي مِنْهَا سَنَاهَا وَمَجْدَهَا

هَوَى النَّفْسِ فِي الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَغُولَهَا = كَمَا غَالَتِ الدُّنْيَا أَبَاهَا وَجَدَّهَا

15. سَارَ الْمُجِدُّونَ فِي الخَيْرَاتِ وَاجْتَهَدُوا = يَا فَوْزَهُم في جِنَانِ الخُلْدِ وَالنِّعَمِ

صَفَتْ لأهْلِ التُّقَى أَوْقَاتُهُم سَعِدُوا = نَالُوا الهَنَا وَالْمُنَى بالخَيْرِ والكَرَمِ

16. اعْمَلْ لِدَارِ الْبَقَا رِضْوَانُ خَازِنُهَا = الجَارُ أحمدُ والرحمنُ بانِيها

أرضٌ لَهَا ذَهَبٌ والْمِسْكُ طِينَتُها = والزَّعْفَرَانُ حَشِيشٌ نَابِتٌ فيها

أنهارُها لَبَنٌ مَحْضٌ ومِنْ عَسَلٍ = وَالخَمْرُ يَجْري رَحِيقًا في مَجاريها

مَنْ يَشْتَرِي الدَّارَ بِالْفِرْدَوْسِ يَعْمُرُهَا = بِرَكْعَةٍ في ظَلامِ اللَّيْلِ يُخْفِيها

أَوْ سَدِّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشَبْعَتِهِ = فِي يَوْمِ مَسْغَبَةٍ عَمَّ الغَلا فِيها

17. وإِنْ ضَاقَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ بِأَسْرِهَا = وَلم يَكُ فِيها مَنْزِلٌ لَكَ يُعْلَمُ

فَحَيَّ على جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإنَّها = مَنَازِلُكَ الأُولَى وفِيهَا الْمُخَيَّمُ

المراجع

  1. رواه البخاريُّ (3251).
  2. رواه البخاريُّ (3250).
  3. "تفسير الكشاف" للزمخشريِّ (3/ 513).
  4. انظر: "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/379).


مشاريع الأحاديث الكلية