عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ رضي الله عنه، عن النبيِّ ﷺ قال: «مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»

هدايات الحديث

1. يجب على المرء أن يُدرِك قيمة نعم الله عليه، وأنه محاسَبٌ عليها، فيسعى ويحرص على شكرها بطاعة الله تعالى وما يُرضيه؛ فإن الله سائلُه يوم القيامة عنها، فإن اغتنمها في خير وما يُرضي الله تعالى، نجا وسَلِم، وإلا فهو الخسران الْمُبين.

2. لا يُدرك المرء قيمة نعمة الماء إلا حين يَفقِده، فيشتدُّ عليه العطش، وهكذا كلُّ النِّعم، لا يُدركها الإنسان إلا حين يفقدها؛ فكن من الشاكرين!

3. تَأَسَّ بالنبيِّ ﷺ وسَلِ الله نعمة العافية، فكان ﷺ يسأل ربَّه العافيةَ صباحَ مساءَ يقول:

«اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْت»

[1].

4. عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال:

قال النبيُّ ﷺ:

«نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ والفراغُ»

[2].

5. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ:

«اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»

[3].

6. كانَ ابنُ عُمَرَ، يقولُ:

«إذا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإذا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَياتِكَ لِمَوْتِكَ»

[4].

7. قال علىّ بنُ أبى طالب رضى الله عنه "إن الدنيا قد ترحَّلت مدبِرةً، وإن الآخرة قد ترحَّلت مقبِلةً، ولكلٍّ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل" [5].

8. إذَا ما كَسَاكَ الدَّهْرُ ثَوْبَ مَصَحَّةٍ = وَلَمْ يَخْلُ مِن قُوتٍ يُحَلَّى ويَعْذُبُ

فَلا تَغْبِطَنَّ الْمُتْرَفِينَ فَإِنَّهُ = عَلَى حَسْبِ مَا يُعْطِيهِمُ الدَّهْرُ يَسْلُبُ

9. إَذَا ما القُوتُ يَأْتِي لَـ = ـكَ وَالصِّحَّةُ وَالأَمْنُ

وَأَصْبَحْتَ أَخَا حُزْنٍ = فَلا فَارَقَكَ الْحُزْنُ



المراجع

1. رواه البخاريُّ في "الأدب المفرد" (701)، وأحمد (20701)، وأبو داود (5090)، وحسَّنه الألبانيُّ في "صحيح الأدب المفرد".

2. رواه البخاريُّ (6412).

3. رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (7846)، وقال: هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخَين ولم يُخَرِّجاه، وصحَّحه الألبانيُّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (3355).

4. رواه البخاريُّ (6416).

5.  "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/ 71).


مشاريع الأحاديث الكلية