عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي اللَّه عنهمَا - قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ».

هدايات الحديث

1. زكاة الفطر من شكر الله - عزَّ وجلَّ - على إتمام صيام الشهر، وفيها إشاعة المحبَّة، وبثُّ السرور بين المسلمين، وخاصَّةً الفقراءَ والمساكين، فالعيدُ يومُ فرح وسرور، فاقتضت حكمة الشارع أن يَفرِض للمسكين في يوم العيد ما يُعِفُّه عن السؤال، ويُغنيه عن الحاجة.

2. قال تعالى:

{خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

[التوبة: ١٠٣]

فالزكاة والصدقة تطهيرٌ للنفس، وتزكية للقلب.

3. لا يؤدِّي زكاةَ ماله طيِّبةً بها نفسُه إلّا مؤمن. وسببُ هذا أنّ المال تحبُّه النّفوس، وتَبخَل به، فإذا سَمَحت بإخراجه للّه - عزّ وجلّ - دلَّ ذلك على صحَّة إيمانها باللّه، ووَعْده، ووعيده؛ ولهذا مَنَعت العرب الزّكاة بعد النّبيِّ ﷺ، وقاتلهم الصّدِّيقُ رضي اللّه عنه على منعها [1].

4. قال النبيُّ ﷺ:

«مَنْ تَصَدَّقَ بِعِدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ اللهَ إِلاَّ الطَّيِّبَ، فَإنَّ اللهَ تَعَالَى يَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ، يُرَبِّيها كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُوْنَ مِثْلَ الجَبَلِ»

[2].

5. إذا تكرَّمتَ عن بذلِ القليلِ ولم = تَقْدِرْ على سَعةٍ لم يَظْهَرِ الجُودُ

بُثَّ النَّوَالَ ولا تَمْنَعْكَ قِلَّتُه = فكلُّ ما سدَّ فَقْرًا فَهْوَ محمودُ

6. يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ اللهِ تـَبْذُلـُهُ = في أوجُـهِ الخير ِما لِلمال نـُقْصانُ 

كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالًا جادَ صاحِبُهُ = إنَّ السَّخاءَ بـِحُـكـْم ِاللهِ رضــوانُ

الشُّـحُّ يُـفـْضي لِسُقمٍ لا دَواءَ لـَهُ = مالُ البَخيل ِغـَدا إرْثـًا لِمَنْ عانوا

إنَّ التـَّصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُـرِموا = أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْتَهُمْ بـانوا

7. وَكُنْ مُتَصَدِّقًا سِرًّا وَجَهْرًا = وَلَا تَبْخَلْ وَكُنْ سَمْحًا وَهُوبَا

تَجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلًّا = إذَا مَا اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْكُرُوبَا

المراجع

1. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 24).

2. أخرجه البخاريُّ (1410)، ومسلم (63).



مشاريع الأحاديث الكلية