عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي اللَّه عنهمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ»

هدايات الحديث


  1. انتبه؛ فغاية الشيطان هدم البيوت.

  2. حَذَارِ من تلبيس إبليس أن يوسوس لك لتمتنع مِن فِعل خيرٍ خوفَ أن يُظَنَّ بك الرياء، فإن طرَقَك مثلُ هذا فلا تلتفت إليه، وامضِ في عملك؛ إغاظةً للشيطان.

  3. حرَّم الشرع اتِّصافَ الإنسان بالكبرياء والعَظَمة، وجعلهما من الكبائر؛ لأن مَن لاحظَ كمال نفْسه ناسيًا مِنَّة الله تعالى فيما خصَّه به، كان جاهلًا بنفْسه وبربِّه، وهي صفة إبليس الحاملة له على قوله:

    ﴿أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ ﴾  

    [ص:76].

  4. مَن كانت معصيتُه في الشهوة فارجُ له التوبة، فإنَّ آدمَ - عليه السلام - عصى مُشْتَهيًا فغُفر له، فإذا كانت معصيتُه في كِبْر، فاخْشَ على صاحبه اللعنةَ؛ فإن إبليسَ عصى مُستكبرًا فلُعِن [1].

  5. اعلم أن أول مداخل الشيطان على الإنسان هو النفس.

  6. قال قتادة رحمه الله: "أتاك الشيطان يا بْنَ آدمَ من كلِّ وجه غيرَ أنه لم يأتك من فوقك؛ لم يستطع أن يَحُول بينك وبين رحمة الله" [2].

  7. إن الشيطان قاعدٌ لابن آدم في كلِّ طريق.

  8. الشهوة والغفلة جندان من جنود الشيطان.

  9. إن المعاصيَ تُباعِد العبد عن الله وتُدني منه الشيطان، وإن الطاعات تقرِّب العبد من الله، وتُبعد عنه الشيطان.

  10. جهاد الشيطان مرتبتان؛ إحداهما: جهادُه على دفع ما يُلقي إلى العبد من الشُّبهات والشُّكوك القادحة في الإيمان. الثانية: جهادُه على دفع ما يُلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات، فالجهاد الأول يكون بعده اليقين، والثاني: يكون بعده الصبر [3].

  11. النارُ نارُ الله تُحرِقُ من عصى = أحكامَه وانقادَ للشيطان

  12. يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالفُرْقَانِ = بَينِي وَبَيْنَكَ حرْمَةُ القُرْآنِ

اشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لمعرِفَةِ الهُدَى = وَاعْصِمْ بِهِ قَلبِي مِنَ الشَّيطَانِ

واحطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأخْلِصْ نِيَّتِي = وَاشدُدْ بِهِ أَزْرِي وأَصْلِحْ شَانِي

واكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وحقِّقْ تَوبَتِي = أرْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلَا خُسْرَانِ

طهِّر بِهِ قَلْبِي وصَفِّ سَرِيرَتِي = أجمِلْ بِهِ ذِكْرِي وَأَعْلِ مكَانِي

13. وأَثنَتْ علَى اللهِ نَفسُ الشَّكُورِ = ولم يُنسِها الأمنُ أحوَالَهَا

وكم أنفُسٍ جَحَدت رَبَّها = ومرَّتْ تُجَرِّرُ أذيَالَها

وساوِسُ شيطَانِهَا استحْوَذَتْ = علَيهَا من الوَهْمِ فاجتالَها

فيَا وَيْلَهَا أنفُسًا بالجُحُودِ = تُقَابِلُ أنعُمَ من عَالَها

وَتَتْبَعُ أوهَامَهَا البَاطِلاتِ = وتَعبُدُ بالذُّلِّ مُغتالَها

14. ولأجعلَنَّ رِضَاكَ أكبرَ هِمَّتي = ولأضرِبَنَّ مِن الهَوَى شَيْطَانِي

ولأكسُوَنَّ عُيوبَ نَفسِي بالتُّقَى = ولأقبِضَنَّ عَنِ الفُجُورِ عِنَانِي

ولأمنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا = ولأجعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أعْوَانِي

ولأتْلُوَنَّ حُرُوفَ وَحْيِكَ فِي الدُّجَى = ولأحْرِقَنَّ بنُورِهِ شَيْطَانِي



المراجع

1. "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للمزِّيِّ (11/ 191).

2. "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/ 103).

3. "زاد المعاد في هدي خير العباد" لابن القيم (3/ 10).




مشاريع الأحاديث الكلية