عَنْ أبِي هُريرةَ رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدًى، كان لهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أجورِ مَنْ تَبِعهُ، لا يَنقُصُ ذلك مِنْ أجُورِهم شيئًا، ومَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ، كان عليه مِنَ الإثمِ مثلُ آثامِ مَنْ تَبِعهُ، لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ آثامِهم شَيئًا»

فقه

  1. يحضُّ النبيُّ على الدعوةِ إلى اللهِ تعالى ونشر أحكام الدين بين النَّاس ويُرَغِّبهم إلى ذلك ببيانِ أجرِ الدعاة وفضلهم؛ فمن دعا إلى أي بابٍ من أبواب الخير – عظيمًا كان العملُ أو يسيرًا - كان له مثلُ أجرِ من اتَّبعه واقتدى به، من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ.

والدعوةُ لا تقتصرُ على القول فحسب، بل يدخل فيها الفعلُ كذلك؛ فإذا فعلَ المسلمُ شيئًا من السُّنَنِ واقتدى به غيرُه، كان له ثوابُ فعلِه ومثلُ ثوابِ من اتَّبَعه.

2. ويُحذِّر من إضلالِ النَّاس وإغوائهم، فمن دعا إلى الكفر والشرك أو إلى بدعةٍ من البدع أو إلى معصية من المعاصي، سواءً كانت دعوته بالقول أو بالفعل، كان له إثمُ ضلالته ومثلُ إثم من اتَّبعه على ضلاله، ولا يَنقُص هذا الإثمُ الواقعُ عليه من إثم المتَّبِع شيئًا، فلكلٍّ منهما وِزرٌ كاملٌ.

قال تعالى:

﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾

[النحل: 25]

وقال :

«لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ»

[1].

ويشهد لهذا الحديث قولُه :

«مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»

[2]

اتباع:

  1. (1) إذا أردتَ أن تزيد حسناتُك، فادعُ إلى اللهِ تعالى؛ فإنك تكسب أجورًا مثل أجور مَن اتبعك.

  2. (1) الدُّعاةُ إلى الله تعالى من أهل الصدقات الجارية التي تزيد بعد موتهم ولا تتوقف، فاحرص أن تكون حسناتُك جاريةً وسيئاتك متوقفة.

  3. (1) بادِر بإحياء السُّنَنِ التي غفل عنها كثيرٌ من المسلمين؛ فبإحيائك لها تنل رضا اللهِ سبحانه ومحبَّةَ نبيِّه وأجورَ المتبعين.

  4. (1) نشرُ العلمِ الشرعي من أهمِّ طرق الدعوةِ إلى اللهِ سبحانه؛ فبه يعرف النَّاس أحكامَ دينهم، فيأتمروا بالأوامر وينتهوا عن النواهي.

  5. (2) إياك والسيئات الجارية، فكم من أناسٍ ماتوا وما زالت الملائكة الموكلة بهم تكتب سيئاتهم! دَعَوا إلى الضلالِ والشِّرك والبدع والمعاصي فاتَّبعهم غيرهم.

  6. (2) السَّعيدُ من كان إمامًا في الخير، والشَّقيُّ من كان إمامًا إلى جهنم،

    كما قال اللهُ سبحانه:

    {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}

    [القصص: 41].

المراجع

  1. رواه البخاري (3335)، ومسلم (1677).
  2. رواه مسلم (1017).


مشاريع الأحاديث الكلية