1. احرص على القرآن حتى تكون ممن يكون القرآن حجَّةً لهم، لا عليهم.
2. هناك من يُعتقون أنفسهم بأعمالهم الصالحة، وهناك من يُهلكونها بأعمالهم السيئة، فمع من تريد أن تكون؟!
3. قال ﷺ:
«وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَآنِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»،
فإذا حَمِد اللهَ حامدٌ مُستحضِرًا معنى الحمد في قلبه، امتلأ ميزانه من الحسنات، فإن أضاف إلى ذلك: سبحانَ الله، الذي معناه تَبْرئةُ الله، وتَنزيهه عن كلِّ ما لا يَليق به من النقائص، ملأت حسناتُه وثوابها زيادةً على ذلك ما بين السموات والأرض؛ إذ الميزانُ مملوءٌ بثواب التحميد، «وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ»[1].
4. «وَالصَّلَاةُ نُورٌ»؛ فإن الصلاة تنوِّر بين يدي العبد الظُّلُماتِ يومَ القيامة، وتُنوِّر الصلاةُ وجهَ العبد يوم القيامة، فيكون ذا غُرَّة وتحجيل؛ كما قال ﷺ:
«إن أمتي يُدْعَوْن يومَ القيامة غُرًّا محجَّلين من آثار الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يُطيل غُرَّته فلْيَفْعَل»
5. الصلاة نورٌ للعبد في قلبه، وفي وجهه، وفي قبره، وفي حشره.
6. تَجِد أكثرَ الناس نورًا في الوجوه أكثرَهم صلاةً، وأخشعَهم فيها لله تعالى.
7.الصلاة نورٌ للإنسان في قلبه، تَفتَح عليه باب المعرفة لله عزَّ وجلَّ، وباب المعرفة في أحكام الله، وأفعاله، وأسمائه، وصفاته.
8. الصلاة نورٌ في قبر الإنسان؛ فالصلاةُ هي عمود الإسلام، إذا قام العمود قام البناء، وإذا لم يقم العمود فلا بناء.
9. الصلاة نور للإنسان في جميع أحواله، وهذا يقتضي أن تحافظ عليها، وأن تحرص عليها، وأن تُكثر منها حتى يَكثُر نورك وعلمك وإيمانك.
10. «وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَآنِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» فداومْ على ذِكْر الله تعالى، ولا يزال لسانكَ رطبًا من ذِكْر الله.
11. إن القرآن إما أن ينتفع به صاحبُه، فيكون حجَّةً له، وذلك إذا قام به حقَّ القيام، وإما ألَّا ينتفع به، فيكون حجَّةً عليه، وذلك إذا لم يقُم بحقِّه[3].
12. كل إنسان مأخوذٌ بما يعمَل، فلْيحرِص على ما يُنْجيه في الدنيا والآخرة.
13. استثمِرِ الخَيْرَ في دُنياكَ واجتهِدِ = ولا تُبَالِ بداعي الشرِّ والحسَدِ
واعْمَلْ ليومٍ جميعُ الناس تَرقُبُه = فيه القضاءُ قضاءُ الواحدِ الأحدِ
أفعالُكَ اليومَ تحكي أيَّ منزلةٍ = رَوْضُ الجنانِ أمِ النيرانُ في اللَّحَدِ
14. فالحمدُ للّهِ حمْدًا لا انْقِطاعَ لَهُ = ما إنْ يُعَظَّمُ إلا مَنْ لَهُ وَرقُ
والحمدُ للهِ حمدًا دائمًا أبدًا = فازَ الّذينَ، إلى ما عِندَهُ، سَبَقُوا
15. لكَ الحمدُ حمدًا نستلِذُّ به ذِكْرَا = وإن كنتُ لا أُحصي ثَنَاءً ولا شُكرا
لكَ الحمدُ حمدًا طَيِّبًا يملأُ السَّمَا = وأقطارَها والأرضَ والبرَّ والبَحْرا
16. يا مَنْ تـَصَدَّقَ مالُ الله ِ تـَبْذلـُهُ = في أوجُـهِ الخير ِما لِلمال نـُقصانُ
كـَمْ ضاعَفَ اللهُ مالاً جادَ صاحِبُهُ = إنَّ السَّخاءَ بـِحُـكـْم ِاللهِ رضــوانُ
الشـُّحُّ يُـفـْضي لِسُقمٍ لا دَواءَ لـَهُ = مالُ البَخيل ِغـَدا إرْثـًا لِمَنْ عانوا
إنَّ التـَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُـرِموا = أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْتَهُمْ بـانوا
17. هكَذا يا روحُ كُونِي نَحْلَةً = لَمْ تَمِلْ للنَّوْمِ أو إغْرائِهِ
دونَكِ القرآنَ رَوْضًا ناضِرًا = فارشُفِي ما شِئْتِ مِن أندائِهِ
قدِّمِي للكَوْنِ مِن أزهارِهِ = شَهْدَهُ الْمَشْهُودَ باستحْلائِهِ
لا تَرومِي غيرَهُ رَوْضًا؛ فَكَمْ = عِفْتُ طِيبًا شَذَّ عن أشذائِهِ
فالهُدَى في هديِهِ، والفوزُ في = نهجِهِ، والْمَجْدُ في إعْلائِهِ
18. اقْرَأْ كِتَابَ اللهِ وَافْهَمْ حُكْمَهُ = تُدْرِكْ عَطَاءَ اللهِ فِي إِحْسَانِ
فَهُوَ الخِطَابُ لِكُلِّ عَقْلٍ نَابِهٍ = وَهُوَ الضِّيَاءُ بِنُورِهِ الرَّبَّانِي
يَهْدِي إِلَى الخَيْرِ العَمِيمِ وَإِنَّهُ = أَمْنُ القُلُوبِ وَرَاحَةُ الأَبْدَانِ
قَدْ أَنْزَلَ القُرْآنَ رَبٌّ حَافِظٌ = لِيُعَلِّمَ الإِنْسَانَ خَيْرَ بَيَانِ
المراجع
- "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" لأبي العباس القرطبيِّ (3/ 102).
- رواه البخاريُّ (136)، ومسلم (246)، وانظر: "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبيِّ (1/ 476).
- "ذخيرة العقبى في شرح المجتبى" محمد بن علي الولَّوي (21/ 391).