عن أبي هريرة : أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ ﷺ: أوْصِنِي، قَالَ: «لَا تَغْضَبْ»، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: «لَا تَغْضَبْ».

هدايات الحديث

1. عن معاذِ بنِ جبلٍ عن النبيِّ ﷺ أنه قال:

«مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ»[1].

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله ﷺ قال

: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ؛ إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»[2].

3. إن الذي يَقْوَى على مِلك نفسه عند الغضب ويردُّها عنه، هو القويُّ الشديد؛ لغلبته هواه والشيطان، فلا جَرَمَ أن مجاهدة النفس أشدُّ من مجاهدة العدوِّ.

4. قال الحسن البصريُّ حين سُئل: أيُّ الجهاد أفضلُ؟ فقال: جهادُك نفسَكَ وهَواك[3].

5. عن سُلَيْمانَ بنِ صُرَدَ، قال: اسْتَبَّ رجلانِ عند النَّبيِّ ﷺ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:

«إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»[4].

6. قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: "ما أبكى العلماءَ بكاءٌ آخِرَ العُمر من غضبة يَغضَبها أحدهم، فتَهدِم عمر خمسين سنةً، أو ستّين سنةً، أو سبعين سنةً، وربَّ غضبةٍ قد أَقحَمت صاحبها مُقحَمًا ما استَقالَه"[5].

7. قال عمرُ بنُ عبد العزيز : "قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى والغَضَب والطَّمَع"[6]

8. قال الحسن : "أربعٌ، من كُنَّ فيه عَصَمه الله من الشيطان، وحرَّمه على النار: مَنْ مَلَك نفسَه عندَ الرغبة، والرَّهبة، والشَّهوة، والغَضَب"[7].

9. قال جعفر بنُ محمد - رضي الله عنه -: "الغَضَبُ مفتاحُ كلِّ شرٍّ"[8].

10. إن الغضب جِمَاعُ الشَّرِّ، والتَّحَرُّزَ منه جِمَاع الخير[9].

11. قيل لابنِ المبارك: اجْمَعْ لنا حُسنَ الخُلق في كلمة، قال: تركُ الغَضَب[10].

12. قال مورق العجليُّ : "ما قلتُ في الغضب شيئًا إلَّا نَدِمْتُ عليه في الرضا"[11].

13. لَيْسَتِ الأحلامُ في حالِ الرِّضَا = إِنَّمَا الأحلامُ في حالِ الغَضَبْ

14. ولم أرَ فضلًا تمَّ إلا بشِيمةٍ = ولم أرَ عقلًا صحَّ إلَّا على الأدبْ

ولم أرَ في الأعداءِ حين اختبرتُهم = عدوًّا لعقلِ المرءِ أعدَى مِن الغَضَبْ

15. لم يأكلِ الناسُ شيئًا مِن مَآكِلِهم = أحلَى وأحمدَ عُقْباهُ مِنَ الغَضَبِ

ولا تَلَحَّفَ إنسانٌ بمِلْحَفةٍ = أَبْهى وأَزْيَنَ مِنْ دِينٍ ومِنْ أَدَبِ

16. وكَظْمِيَ الغيظَ أَوْلى مِن مُحَاولتي = غَيْظَ العَدُوِّ بإضراري بإيماني

لا خَيْرَ في أمرٍ تُـرْدِيني مَغَبَّـتُهُ = يَوْمَ الحسابِ إذا ما نَصَّ مِيزاني

17. وإذا غَضِبْتَ فَكُنْ وَقُورًا كاظِمًا = للْغَيْظِ تُبْصِرُ مَا تَقُولُ وتَسْمَعُ

فَكَفَى بِهِ شَرَفًا تَبَصُّرُ سَاعةٍ = يَرْضَى بها عَنْكَ الإلهُ ويَدْفَعُ

المراجع

  1. رواه أحمد (15637)، وأبو داود (4777)، وابن ماجه (4186)، وحسَّنه الألبانيُّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (2753).
  2. رواه البخاريُّ (6114)، ومسلم (2609).
  3. "شرح صحيح البخاريِّ" لابن بطال (9/296).
  4. رواه البخاريُّ (6115)، ومسلم (2610).
  5. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 374).
  6. "شرح صحيح البخاريِّ" لابن بطَّال (1/368).
  7. "شرح صحيح البخاريِّ" لابن بطَّال (1/368).
  8. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 361، 364).
  9. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 361، 364).
  10. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 361، 364).
  11. "مجموع رسائل ابن رجب" (1/ 166).


مشاريع الأحاديث الكلية