1- لا تستعنْ بغيرِ اللهِ فيكِلَكَ اللهُ إليهِ[1]
2- إذا شرعتَ في عملِ خير، فاستمرَّ فيه بقوَّة، ولا تَعجِز، ولا تتأخَّر، ولا تقل: إن المدى طويل، والشغل كثير.
3- احرص على كل شيء ينفعك في الدنيا والآخرة، ولكن اعلم أنه إذا تعارضت مَنفَعة الدين ومنفعة الدنيا، فقدِّم منفعة الدين؛ لأن الدين إذا صَلَح صَلَحت الدنيا، أما الدنيا إذا صلحت مع فساد الدين، فإنها تَفسَد.
4- قوله ﷺ: «واستعن بالله»: ما أروعَ هذه الكلمةَ بعد قوله: «احرص على ما ينفعك»؛ لأن الإنسان إذا رأى من نفسه قوَّة على الأعمال، وحرصًا على فعل النافع، ربما أُعجِب بنفسه فتَغُرُّه نفسه حتى يعتمد عليها، وينسى الاستعانة بالله، فلا تنس الاستعانة بالله ولو على الشيء اليسير؛ فلولا عونُ الله، ما حصل لك هذا الشيء[2]
5- يوجِّه النبيُّ ﷺ إلى سلوكٍ قيِّمٍ حيث يُصيب الإنسانَ الضُّرُّ؛ إذ لا تخلو الحياة من المتاعب والبؤس، فيأمر النبيُّ ﷺ بترك التأفُّف من القَدَر، وعدم الأسف على ما فات، والندم عليه بقولنا: "لو أني فعلتُ كذا لكان كذا، أو لما حدث كذا"؛ فإن هذا مما يجعل للشيطان عليكَ سبيلًا؛ فإنكَ لا تستطيع تغييرَ الواقع بهذه القولة.
6- احرصْ على ما يَنفَعُك، واستعِنْ باللّه ولا تَعجِز.. احرص على طاعة اللّه تعالى، والرّغبة فيما عنده، واطلب الإعانة من اللّه تعالى على ذلك، ولا تَعجِز ولا تَكْسَلْ عن طلب الطّاعة، ولا عن طلب الإعانة.
7- يا ربِّ، عَجبتُ لمن يعرفكَ كيفَ يرجُو غيرَكَ! عجبتُ لمَن يعرفُكَ كيفَ يستعينُ بغيرِكَ![3]
8- إن الله - عزَّ وجلَّ - يحبُّ مُقتَضى أسمائه وصفاته وما يوافقها؛ فهو القويُّ، ويحبُّ المؤمن القويَّ، وهو وتر يحبُّ الوتر، وجميل يحبُّ الجمال، وعليم يحب العلماء، ونظيف يحب النظافة، ومؤمن يحبُّ المؤمنين، ومحسِنٌ يحبُّ المحسنين، وصابرٌ يحبُّ الصابرين، وشاكرٌ يحبُّ الشاكرين[4]
9- الأمورُ أمران: أمرٌ فيه حِيلَة، وأمرٌ لا حيلة فيه، فما فيه حيلة لا يُعجَز عنه، وما لا حيلة فيه، لا يُجزَع منه[5]
10- كان النبيُّ ﷺ يُكثِر أن يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»[6]
11- الإسلام يسعى إلى رفع الهمم وتطوير الذات، فلا يرضى منكَ - وأنت مؤمنٌ - أن تكون ضعيفًا؛ بل يدعوك لأن تسموَ بنفسكَ إلى القوَّة والإقدام، وتأخذ بأسباب التفوُّق والارتقاء، فإن أدركتَ ذلك فهو المطلوب، وإن لم تدرك فأنت على خيرٍ.
12- إذا بذلتَ الجهد، واستعنتَ بالله، وصار الأمر على خلاف ما تريد، فلا تندم، ولا تقل: لو أني فعلت لكان كذا، إذا قلتَ هذا، انفتح عليك من الوساوس والندم والأحزان ما يُكدِّر عليك الصَّفْوَ، فقد انتهى الأمر وراح، وعليك أن تسلِّم الأمر لله تعالى، قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل.
13- إذا عزمتَ على فعل خير، فامضِ فيه، وكن قويَّ العزيمة، ولا تتردَّد.
14- إذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِن اللَّهِ لِلْفَتَى = فَأَكْثَرُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ
15- عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ = وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ الْمَكارِمُ
16- بمَنْ يستغيثُ العبدُ إلَّا بربِّهِ = ومَنْ للفتى عند الشدائد والكربِ؟
ومَن مالكُ الدنيا ومالكُ أهلِها = ومَنْ كاشفُ البلوى على البُعد والقُربِ؟
ومَنْ يرفع الغمَّاءَ وقتَ نزولها = وهل ذاك إلَّا مِنْ فعالك يا ربي؟!
17- وَلَمْ أرَ فِي عُيُوبِ النّاسِ عَيْبًا = كَنَقْصِ الْقَادِرِينَ على التَّمَامِ
18- وَإِذا لَم يَكُن مِنَ الْمَوْتِ بُدٌّ = فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
المراجع
- انظر: تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 74).
- "شرح رياض الصالحين" للعثيمين (2/80).
- انظر: تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 74).
- "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل" لابن القيم (ص: 19).
- "مجموع الفتاوى" (8/ 285).
- رواه البخاريُّ (6363).