عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ ، قَالَ: «نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ» قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: «فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا».

هدايات الحديث


  1. ربّما اتَّكَل بعض المغترِّين على ما يرى من نعم اللّه عليه في الدّنيا، وأنّه لا يغيِّر ما به، ويظنُّ أنّ ذلك من محبَّة اللّه له، وأنّه يعطيه في الآخرة أفضل من ذلك، فهذا من الغُرور[1].

  2. كان النبيُّ ﷺ يستعيذ من حرِّ جهنَّمَ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ رضى الله عنه يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ»[2].

  3. حَسْبُكَ جهنَّمُ عذابًا للمجرمين؛ ففيها الكفاية! جهنَّم التي وقودها الناس والحجارة، جهنَّم التي يُكَبْكَب فيها الغاوُون وجنود إبليس أجمعون، جهنَّم الحُطَمة التي تطَّلع على الأفئدة، جهنَّم التي لا تُبقي ولا تَذَر، جهنَّم التي تكاد تميَّز من الغيظ!

  4. إياك والمعاصيَ، فاحذر من نارٍ، شديدٍ حرُّها، بعيدٍ قعرُها.

  5. عليك بصالح الأعمال؛ لتنجوَ من شدَّة الأهوال.

  6. الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ = يا ليْتَ شعرِيَ بعدَ البابِ ما الدَّارُ؟

الدَّارُ جنَّةُ خُلْدٍ إنْ عمِلتَ بِمَا = يُرْضِي الإلَهَ، وإنْ قصَّرْتَ، فالنّارُ

7. وَخُذْ من تُقَى الرَّحمنِ أَعظمَ جُنَّةٍ = لِيومٍ بهِ تَبْدُو عِيَانًا جَهنَّمُ

وَيُنْصَبُ ذاكَ الجَسرُ من فوقِ مَتنِهَا = فَهَاوٍ وَمَخْدُوشٌ وَنَاجٍ مُسَلَّمُ

وَيَأتِي إِلَهُ العَالمينَ لِوَعْدِهِ = فَيَفْصِلُ ما بَينَ العِبادِ وَيَحْكُمُ

وَيأخُذُ للمَظْلُومِ رَبُّكَ حقَّهُ = فيا بُؤسَ عبدٍ للخلائقِ يَظْلِمُ

8. فعلى الرحمنِ توكَّلْنا = وإليهِ نَجِدُّ ونجتَهِدُ

وله أسلَمْنا عن طوعٍ = وبهِ نعتزُّ ونعتَضِدُ

وإليهِ أَنَبْنا في ذُلٍّ = من هَوْلِ جهنَّمَ نرتَعِدُ

ندعُوه نرجُو جنَّتَهُ = فالخُلْدُ مَنالٌ مُبْتَعَدُ

لكنَّ الرحمةَ واسعةٌ = يُؤتَاها العبدُ المجتَهِدُ

9. حكمتَ فأقسطْتَ في العالمينَ = وبالعَدْلِ فليحْكُمِ الحَاكِمونَ

فنارُك يَصْلَى بها الكافرونَ = وجناتُ عَدْنٍ بها المؤمنونَ

تباركتَ يا ربَّ هذا الوُجُودِ = ومَن باسمِه سبَّح العَالمونَ

10. لله يَوْمٌ تَقْشَعِرُّ جُلُودُهُمْ = وَتَشِيبُ مِنْه ذَوَائِبُ الأطْفالِ

يَوْمُ النَّوازِلِ والزَّلازِلِ وَالْحَوا = مِلِ فيِه إذْ يَقِذفْنَ بالأحْمَالِ

يَوْمُ التَّغابُنِ والتَّبايُنِ والتَّنَا = زُلِ وَالأمُورِ عَظيمَةِ الأهْوَالِ

يومٌ ينادَى فيه كُلُّ مُضلَّلٍ = بمقطَّعاتِ النارِ والأغلالِ

لِلْمُتَّقِينَ هُناكَ نُزْلُ كَرامَةٍ = عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرةٍ وَجَمالِ

المراجع

  1. "الداء والدواء" لابن القيم (ص: 35).
  2. رواه النسائيُّ (5520)، وصحَّحه الألبانيُّ في "صحيح وضعيف سنن النسائيِّ".


مشاريع الأحاديث الكلية