15 - الإسلامُ دينُ الأَنبياءِ

عن أبي هُرَيرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله«أنا أَوْلى الناس بعِيسى بنِ مَريمَ في الدنيا والآخرةِ، والأنبياءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أمهاتُهم شتَّى، ودِينُهم واحدٌ»، وفي رواية: «ليس بَيْني وبينَه نَبِيٌّ».

هدايات الحديث


  1. النبيُّ ﷺ أَوْلى النّاس بعيسى – عليه السلام - فهو أَخَصُّ النّاس به، وأقربُهم إليه؛ لأنه بشَّر بالنبيِّ ﷺ، وسيتَّبِع شريعة محمد ﷺ  في آخر الزمان، وينصر دينه.

  2. لقد أرسل الله تعالى جميعَ أنبيائه ورسله للدعوة إلى دين واحد، وهو الإسلام، وهم كلُّهم مسلمون، فأصل الدين واحد، وهو التوحيد، وإن اختلفت الشرائع.

  3. الولاية للدين أقوى الولايات، وأولى وأقرب من ولاية النسَب، ولو تعارضت ولاية النسب مع ولاية الدين، فلا اعتبار لولاية النسب؛ قال تعالى لنوح عن ابنه:

    قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ 

    [هود: ٤٦].

  4. حاصل أمر النبوَّة، والغاية القصوى من البَعثة التي بُعث الأنبياء جميعًا لأجلها: دعوة الخلق إلى معرفة الحقِّ، وإرشادهم إلى ما به ينتظم معاشهم، ويَحسُن مَعادُهم، فهم متَّفِقون في هذا الأصل، وإن اختلفوا في تفاريع الشرع التي هي كالوصلة المؤدِّية، والأوعية الحافظة له.

  5.  إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ

    [آل عمران: ١٩]

    لا يقبل الله دينًا غيره من أحد من العالمين، لا من الأوَّلين ولا من الآخرين؛ فإن جميع الأنبياء على دين الإسلام. 

  6. الإسلام يتضمَّن الاستسلامَ لله وحدَه؛ فمَن استسلم له ولغيره كان مشركًا، ومَن لم يستسلم له، كان مستكبِرًا عن عبادته، والمشرك به والمستكبِر عن عبادته كافرٌ، والاستسلامُ له وحْدَه يتضمَّن عبادته وحدَه وطاعته وحدَه، فهذا دين الإسلام الذي لا يَقبل اللهُ غيرَه[1].

  7. لا ينبغي للمؤمنين بعد أن آمنوا بالأنبياء جميعًا أن يشتغلوا بالتفضيل بينهم؛ خَشيةَ الزلل والانتقاص، وقد يجرُّ التفضيل إلى الثَّلْبِ والطعن، وهما من صريح الكفر؛ ولهذا نهى النبيُّ ﷺ أمتَه أن تفضِّله على يونس بن متى[2] – عليه السلام – وهو القائل ﷺ: «سيد ولد آدم ولا فخر»[3].

  8. أَخُوكَ عِيسَى دَعَا ميْتًا فَقَامَ لهُ = وأَنتَ أَحْيَيْتَ أَجْيَالاً مِنَ الـرِّمَمِ

والجـهْلُ مَوْتٌ، فَإِنْ أُوتِيتَ مُعْجِزةً = فـابْعَثْ مِنَ الجَهْلِ، أَوْ فَابْعَثْ مِنَ الرَّجَمِ

9. قدْ جاءَ عيسى إلى التَّوحيدِ يُرْشِدُكمْ = فالنُّورُ هذا هُداهُ لا الدَّياجيرُ

مبشِّرًا بالرسول المصطفى، فإذا = أتى البشيرُ ففي جوِّ الهُدى طِيروا

المراجع

  1. انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (3/ 91).
  2. رواه البخاريُّ (3215)، ومسلم (6235).
  3. رواه أحمد (10987)، والترمذيُّ (3148)، وابن ماجه (4308)، وصححه الألبانيُّ الصحيحة (1571).


مشاريع الأحاديث الكلية