عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:  «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّه وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ؛ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَو أَنَّا خَرَقْنَا في نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا»

هدايات الحديث


  1. لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ؛ فإذا كانت حريةُ قومٍ مُضِرَّةً لآخرين، لم يجزْ لهم ذلك.

  2. تنتهي حرِّيتُك عندما تبدأ حرية الآخرين.

  3. لا يجوز لأحد الادِّعاء بحريته في الإضرار بالآخرين.

  4. إن ترك صاحب المنكر بلا إنكار قد يكون سببًا في هلاك المجتمع.

  5. إن أصحاب المنكرات يُظهرون منكرهم في قالَب خير للمجتمع؛ كما حكى الله تعالى عن المنافقين؛

    قال تعالى: 

    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ْ}

    [البقرة: ١١].

  6. من الرحمة بالمسلم العاصي وبالمجتمع المسلم نُصحه والأخذ على يديه.

  7. دلَّ الحديثُ على أهمية الحفاظ على أوامر الله، واجتناب نواهيه، ودعوة الناس إلى ذلك.

  8. المؤمنُ الحقُّ لا يَكتفي بإصلاح نفْسه فحسبُ؛ بل يَحمل همَّ المجتمع من حوله، ويعمل على بيان الأخطار التي تهدِّدهم في دينهم ودنياهم.

  9. تَرْك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب في حلول الدمار، ووقوع الهلاك على المجتمع بأسره؛

    كما قال الله عز وجل

    {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

    [الأنفال: 25].

  10. الصبر على الناس وتحمُّل الأذى منهم، سبيلٌ لنجاة المجتمع بأسره.

  11. الأمرُ بالمعروف، والنهيُ عن المنكر من أجلِّ العبادات؛ فبه يقوم أمرُ المسلمين، وينصلح حالُهم، وبدونه تَنهدم عُرى الإسلام، ويتلاشى الإيمانُ من قلوب المسلمين وأفعالهم، ومن ثَمَّ ينزل الهلاكُ بالجميع.

  12. يبيِّن الرسول ﷺ حدود الحرية؛ فالأمر لا يخلو حينئذ من إحدى نتيجتين: إما أن يقوم أهل العُلْوِ بواجبهم في منع هذه الكارثة فينجو الجميع، وإما أن يتركوهم وشأنَهم بدعوى أن هذا نصيبهم يفعلون فيه ما يشاؤون، وحينئذ تكون النتيجة الحتمية هي هلاكَ الجميع.

  13. يبيِّن ﷺ حال الناس في المجتمع؛ فإنه لا يخلو مجتمع من بعض صور المنكر والفساد التي يُقدِم عليها ضعاف الإيمان، وقد يلتمس بعضهم لنفسه مبرِّرًا فيما يفعل؛ كأن يقول: هذه حرية شخصية، وأنا حرٌّ أصنع في ملكي ما أشاء، فإن قام أهل الرشد بواجبهم في إنكار هذه المنكرات والأخذ على أيدي الظالمين، صلح المجتمع، ونجا الجميع من غضب الله عزَّ وجلَّ، وأما إن تقاعسوا عن هذا الواجب، فإن العقوبة الإلهية تعمُّ الجميع.

  14. هو الأمر بالمعروف يُرشدُ لاهيًا = ويُنقذه من طبعهِ المتقلِّبِ

هو الأمر بالمعروف يَصْرِفُ منكَرًا = ويكشف دعوى كلِّ ذئب وثعلبِ

مشاريع الأحاديث الكلية