عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ». 

هدايات الحديث


  1. قال الفُضَيل بن عياضٍ: "بقدرِ ما يصغُرُ الذنبُ عندك يعظُمُ عند الله، وبقدر ما يعظُمُ عندك يصغُرُ عند الله"[1].

  2. قال عبدالله بن مسعودٍ: "إن المؤمنَ يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبلٍ يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجرَ يرى ذنوبه كذُبابٍ مرَّ على أنفه، فقال به هكذا"[2].

  3. قال عبدالله بن عباسٍ – رضي الله عنهما -: "يا صاحبَ الذَّنْب، لا تأمنَنَّ مِن سوء عاقبته، ولَمَا يَتبَع الذنبَ أعظمُ من الذنب إذا علمتَه؛ فإن قلَّة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال، وأنت على الذنب، أعظمُ مِن الذنب الذي عملتَه، وضَحِكُكَ وأنت لا تدري ما اللهُ صانع بك أعظمُ من الذنب، وفرحُكَ بالذنب إذا ظفِرْتَ به أعظمُ من الذنب، وحُزْنُكَ على الذنب إذا فاتك أعظمُ من الذنب إذا ظفِرْتَ به، وخوفُك من الريح إذا حرَّكَتْ سِتْرَ بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك مِن نظر الله إليك أعظمُ مِن الذنب إذا عملتَه" [3].

  4. إن جريمة قتل المؤمن، ليست مجرَّد قتل بغير حقٍّ لنفس فحسبُ؛ ولكنها كذلك جريمة قتل للوشيجة العزيزة والرابطة الوُثقى التي أنشأها الله بين المسلم والمسلم، إنها تنكُّر للإيمان ذاته، وللعقيدة نفسها. 

  5. قال وَهْب بن مُنبِّه رحمه الله: "مَن سرَّه أن يَستَجيب الله دعوتَه، فلْيُطِبْ مطعمَه [4].

  6. قَالَ وَهْبُ بْنُ الْوَرْدِ رحمه الله: "لو قُمْتَ مَقام هذه الساريَة، لم يَنْفَعْك شيء حتى تَنْظُرَ ما يدخل بَطْنَكَ حلالٌ أو حرام" [5].

  7. سُئل أحمدُ بنُ حنبلٍ رحمه الله: بمَ تَلين القلوب؟ ثم أطرَقَ ساعة، ثم رفع رأسه، فقال: بأكل الحلال [6].

8. خلِّ الذنوبَ صغيرَها = وكبيرَها فهُوَ التُّقى 

كن مثلَ ماشٍ فوق أرْ = ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ ما يرى

لا تحقِرَنَّ صغيرةً = إنَّ الجبالَ مِن الحصى

9. هُوَ اللهُ رَبُّ الكونِ والكونُ عَبْدُهُ = فلا تَسْألَنَّ العبدَ واللهَ فَاسْألِ 

هُوَ اللهُ مولانا لهُ الْمُلكُ وَحْدَهُ = وليسَ لِغَيْرِ اللهِ حَبَّةُ خَرْدل 

10. ضَلَّ الأُلى جَحَدوه واتَّخُذوا له = شركاءَ من أربابهم وخصومَا

ما هذه الأربابُ ما لِعبادها = جَهِلوه ربًّا واحدًا قيُّومَا

11. رَأَيْتُ حَلالَ الْمَالِ خَيْرَ مَغَبَّةٍ = وَأجْدَرَ أَنْ يَبْقَى عَلَى الْحَدَثَانِ 

وَإِيَّاكَ وَالْمَالَ الْحَرَامَ فَإِنَّهُ = وَبَالٌ إِذَا مَا قُدِّمَ الْكَفَنَانِ 

12. يا نفسُ، كُفِّي عن العصيانِ واكتَسِبي = فِعلًا جميلًا لعلَّ اللهَ يرحَمُني

يا نفسُ، وَيْحَكِ توبي واعمَلي حَسَنًا = عسى تُجازَيْنَ بعدَ الموتِ بالحسَنِ 

13. وَفِي النَّاسِ مَن ظُلمُ الوَرَى عَادةٌ لهُ = وَيَنْشُرُ أَعَذارًا بها يَتَأوَّلُ 

جَرِيءٌ على أَكْلِ الحرامِ ويدَّعِي = بأنَّ له في حِلِّ ذلك مَحْمَلُ

فَيَا آكِلَ الْمَالِ الحرامِ أَبِنْ لَنَا = بأيِّ كتابٍ حِلُّ مَا أَنْتَ تَأكُلُ؟

ألمْ تَدْرِ أَنَّ اللهَ يَدْرِي بما جَرَى = وبينَ البَرايَا في القِيامةِ يَفْصِلُ

14. لا ترغبنْ في كثير المال تَكنِزُه = من الحرام فلا يُنْمَى وإن كَثُرا 

واطلبْ حلالاً وإن قلَّت فَوَاضِلُه = إن الحلال زكيٌّ حيثما ذُكِرا


المراجع

1. سير أعلام النبلاء" للذهبيِّ (8/ 427).

2. رواه البخاريُّ (6308).

3. "حلية الأولياء" لأبي نُعيم الأصبهانيِّ (1/ 324)

4. جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 275).

5. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 263).

6. "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزيِّ  (ص 269).

مشاريع الأحاديث الكلية