عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» متفق عليه

هدايات الحديث

  1. إن الإيمان يَشتمِل على كلِّ الأعمال الصالحة؛ فمهما عَمِلْتَ من عمل صالح، فهو زيادةٌ في إيمانك؛ فبرُّ الوالِدَين من الإيمان، وأداءُ الأمانة من الإيمان، وحُسنُ العهد من الإيمان، وحُسنُ الجِوار من الإيمان، وتوقيرُ الكبير من الإيمان، ورحمةُ الصغير، حتى إطعامُ الطعام وإفشاءُ السلام هو من الإيمان.

  2. على المرء إذا أراد أن يكتمل إيمانه أن يستوفيَ شُعب الإيمان، فيجتهد في الطاعات، ويكون له نصيب من كل طاعة، ويتَّقي المعاصيَ.

  3. إن لم تُحِطْ بحصر أعداد شُعب الإيمان؛ فكلُّها مفصَّلة مُبيَّنة في جُملة الشريعة، فما أُمِرتَ بالعمل به فاعمله، وما نُهيتَ عنه، فانتهِ عنه. 

  4. أوَّل الحياء وأوْلاه: الحياءُ من الله تعالى، وهو ألَّا يراك حيث نَهَاكَ، وذلك لا يكون إلا عن معرفة بالله تعالى كاملةٍ، ومُراقبةٍ له حاصلةٍ، وهي المعبَّر عنها بقوله: «أن تعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تراه؛ فإن لم تكُنْ تراه، فإنه يراكَ»[1].

  5. شُعَبُ الإيمان كثيرةٌ، وأعْلى هذه الشُّعبِ وأفضلُ‍ها التوحيد وإخلاصُ العبوديَّةِ لله الحقِّ.

  6. إذا كنتَ أيها المؤمن ستُزيل الأذى من طريق الناس، فعليك أيضًا أن تُزيل الأذى من قلوبهم ونفوسهم وعقولهم، بإبلاغ رسالة ربِّك، ونشر الخير والحقِّ، وإماطة الباطل والأذى.

  7. الحياء هو رأس الفضائل والشِّيم والأخلاق، ودليل الإيمان، وخُلُق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في الحقوق، وهو خُلُق جميل يدعو إلى التحلِّي بالفضائل، والبُعد عن الرذائل.

  8. الحياء خصَّ الله بِهِ الإنسان دون جَمِيع الْحَيَوَان، وهُوَ من أفضل الأخلاق وأجلِّها وأعظمها قدرًا، وأكثرها نفعًا؛ بل هُوَ خَاصَّة الإنسانية، فَمن لَا حَيَاءَ فِيهِ، لَيْسَ مَعَه من الإنسانية إلا اللَّحْم وَالدَّم، وصورتهم الظَّاهِرَة، كَمَا أنه لَيْسَ مَعَه من الْخَيْر شَيْء[2].

  9. وَرُبَّ قبيحةٍ ما حال بَينِي = وبين ركوبها إلَّا الحياءُ

فكان هو الدواءَ لها ولكن = إذا ذهب الحياءُ فلا دواءُ

10.  إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي = وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ

      فَلَا وَاللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ = وَلا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ

المراجع

  1. رواه البخاريُّ (50)، ومسلم (8).
  2. "مفتاح دار السعادة" لابن القيم (1/ 277).


مشاريع الأحاديث الكلية