عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا، آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، فَيَوْمَئِذٍ ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: 158]».

هدايات الحديث


  1. الواجبُ على المؤمن المبادَرةُ بالأعمال الصّالحة قبل أن لا يَقدِر عليها ويُحال بينه وبينها، إمَّا بمرض أو موت، أو بأن يُدرِكه بعض هذه الآيات الّتي لا يُقبَل معها عمل[1].

  2. قَالَ بَكْرٌ الْمُزَنِيُّ رحمه الله: "ما من يومٍ أَخرَجه اللَّهُ إلى الدّنيا إلّا يقول: يا بْنَ آدَمَ، اغتنمني؛ لعلَّه لا يومَ لك بعدي، ولا ليلة إلّا تنادي: ابنَ آدَمَ، اغتنمني؛ لعلّه لا ليلة لك بعدي"[2].

  3. قال أبو حازم رحمه الله: إنّ بضاعة الآخرة كاسِدةٌ يوشِك أن تَنْفَقَ، فلا يوصَل منها إلى قليلٍ ولا كثير[3].

  4. متى حِيلَ بين الإنسان والعمل، لم يَبْقَ له إلّا الحسرةُ والأسف عليه، ويتمنَّى الرّجوع إلى حالة يتمكَّن فيها من العمل، فلا تَنفَعه الأمنيَّة [4].

  5. تُبْ الآن وبابُ التوبة مفتوح على مِصراعَيه، قبل أن تتمنَّى التوبة، وقد أُغلق بابُها، وحينها لا ينفع الندم.

  6. على المؤمن أن يُبادر بالتوبة والاستغفار والمسارعة في الصالحات قبل حلول الأجل؛ فاللهُ واسعُ الــمغفرة، يبسُط يده باللَّيل ليتوبَ مُسيءُ النهار، ويَبسُط يده بالنهار ليتوب مُسيءُ الليل، ويغفرُ جميع الذُّنوب ولا يُبالي.

  7. إن العبد الصالح كلَّما قارَف ذنبًا، عاد مسرِعًا تائبًا من ذنبه، منيبًا إلى ربِّه، لا يُصِرُّ على الذنوب، وذلك معنى

    قوله تعالى:

    إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا

    [النساء: 17].

  8. سارع إلى الخيرات، تنل البركات، وتُفرَّج عنك الكُربات، وتنل مرضاة ربِّ الأرض والسماوات.

  9. اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ = فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ

كَمْ صَحِيحٍ قد مَاتَ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ = ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ

10. مَضَى أَمْسُكَ الْمَاضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا = وَأَعْقَبَهُ يَوْمٌ عَلَيْكَ جَدِيدُ

فَإِنْ كُنْتَ بِالْأَمْسِ اقْتَرَفْتَ إِسَاءَةً = فَثَنِّ بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حَمِيدُ

فَيَوْمُكُ إِنْ أَعْقَبْتَهُ عَادَ نَفْعُهُ = عَلَيْكَ وَمَاضِي الْأَمْسِ لَيْسَ يَعُودُ

وَلَا تُرْجِ فِعْلَ الْخَيْرِ يَوْمًا إِلَى غَدٍ = لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ

11. مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المغرورُ = يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ

إِذْ كُوِّرَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَأُدْنِيَتْ = حَتَّى عَلَى رَأْسِ الْعِبَادِ تَسيرُ

وَإِذِ النُّجُومُ تَسَاقَطَتْ وَتَنَاثَرَتْ = وَتَبَدَّلَتْ بَعْدَ الضِّيَاءِ كُدُورُ

وَإِذِ الْجِبَالُ تَقَلَّعَتْ بِأصُولهِا = فَرَأَيْتَهَا مِثْلَ السَّحَابِ تَسِيرُ

12. يا نفسُ قَدْ أَزِفَ الرحيلُ = وَأَظَلَّكِ الخَطْبُ الجليلُ

فتأهَّبي يا نَفْسُ لا = يَلْعَبْ بِكِ الأملُ الطويلُ

فلَتَنْزِلِنَّ بمنزلٍ = ينسى الخليلَ به الخليلُ

وليَرْكَبنَّ عَلَيْكِ فِيـ = ـهِ مِنَ الثَّرَى حِمْلٌ ثَقِيلُ

قُرِنَ الفَنَاءُ بنا فما = يبقى العزيزُ ولا الذليلُ

13. تَنَعُّمُ قومٍ بالعبادة والتُّقى = أَلَذُّ النَّعِيمِ، لا اللَّذَاذَةُ بالخَمْرِ

فَقَرَّتْ به طُولَ الحياة عيونُهم = وكانت لهم واللهِ زادًا إلى القبر

على بُرْهةٍ نالوا بها العِزَّ والتُّقى = أَلَا ولذيذَ العَيْشِ بالبِرِّ والصَّبْرِ

14. استثمِرِ الخَيْرَ في دُنياكَ واجتهِدِ = ولا تُبَالِ بداعي الشرِّ والحسَدِ

واعْمَلْ ليومٍ جميعُ الناس تَرقُبُه = فيه القضاءُ قضاءُ الواحدِ الأحدِ

أفعالُكَ اليومَ تحكي أيَّ منزلةٍ = رَوْضُ الجنانِ أمِ النيرانُ في اللَّحَدِ


المراجع

  1. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 390).
  2. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 391).
  3. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 390).
  4. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (2/ 390).

مشاريع الأحاديث الكلية