1. الإسلام يدعو إلى العدل؛ قال رِبْعِيُّ بْنُ عَامِرٍ: "اللَّهُ ابتَعَثَنا لنُخرِجَ مَن شاء من عبادة العباد إلى عبادة اللَّه، ومن ِضيق الدُّنيا إلى سَعَتها، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام، فأَرسَلنا بدينه إلى خَلقِه لندعوَهم إليه" [1].
2. اعلم أن أداءَ الصلاةِ على وقتها أحبُّ الأعمال إلى الله، حيث تتَّجِه بالعبادة لله وحدَه، ترتفع وتتسامى عن عبادة العباد، وعبادة الأشياء، حيث تُحنى الجباه لله لا للعبيد، والقلب يَسجُد لله حقًّا، ليلَ نهارَ يتَّصِل بربِّه خالق الخلق، يجد لحياته غايةً أعلى من أن تُستغرق في الأرض وحاجاتها، فيصير مؤمنًا ربَّانيَّ التصوُّر، ربَّانيَّ الشعور، ربَّانيَّ السلوك.
3. أعدَّ الله تعالى منزلًا في الجنة لمن غدا إلى المسجد أو راح؛
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
«مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاح"
4.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم :
«لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ»
5. قال محمد بن الحنفية : "الكمال في ثلاثة: العفَّة في الدين، والصبر على النوائب، وحسن التدبير في المعيشة" [4].
6. حقيقة الحب في الله: ألَّا يَزيدَ بالبِرِّ ولا يَنقُصَ بالجفاء [5].
7. محبَّة المؤمن وظيفةٌ متعيِّنة على الدوام، وُجِدت الأغراض أو عُدِمت، ولما كانت المحبَّة للأغراض هي الغالبةَ، قلَّ وِجدان تلك الحلاوة؛ بل قد انعدم، لا سيَّما في هذه الأزمان التي قد انْمَحى فيها أكثرُ رسوم الإيمان [6].
8. مَحبَّة المؤمنين من العبادات التي لا بد فيها من الإخلاص في حسن النيَّات [7].
9. محبَّةُ المؤمن توجب على المسلم أن يسعى في إيصال النفع لأخيه المسلم، وأن يكفَّ عنه أذاه؛
فعن ابن عمر ﭭ، أن رسول الله ﷺ قال:
«المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يُسلِمه، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كُربةً، فرَّج الله عنه كُربةً من كُربات يوم القيامة، ومَن ستَر مسلمًا ستَره الله يوم القيامة»
10. على المؤمن أن لا يحبَّ إلّا في اللّه، ولا يُبغض إلّا فيه، ولا يوالي إلّا فيه، ولا يُعادي إلّا فيه، ولا يُعطي إلّا له، ولا يمنع إلّا له، ولا يرجو إلّا إيّاه، ولا يستعين إلّا به، فيكون دينه كلُّه ظاهرًا وباطنًا للّه، ويكون اللّه ورسوله أَحبّ إليه ممّا سواهما، فلا يُوَادُّ من حادَّ اللّه ورسوله، ولو كان أقربَ الخلق إليه.
11. استثمِرِ الخَيْرَ في دُنياكَ واجتهِدِ = ولا تُبَالِ بداعي الشرِّ والحسَدِ
واعْمَلْ ليومٍ جميعُ الناس تَرقُبُه = فيه القضاءُ قضاءُ الواحدِ الأحدِ
أفعالُكَ اليومَ تحكي أيَّ منزلةٍ = رَوْضُ الجنانِ أمِ النيرانُ في اللَّحَدِ
12. ارْتِفَاعُ الأَذَان فَوْقَ الْمَآذِنْ = فِي انْبِلَاجِ الصَّبَاحِ وَاللَّيْلُ سَاكِنْ
دَعْوَةٌ تَحْمِلُ الْحَيَاةَ إِلَى الْكَوْ= ن وَسُكَّانِهِ قُرًى وَمَدَائِنْ
وَنِدَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْ = ضِ إِلَى ظَاهِرٍ عَلَيْهَا وَبَاطِنْ
وَلِقَاءٌ بَيْنَ الْمَلائِكِ وَالإِيـ = ـمَانِ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ غَيْرِ آذِنْ
وَانْطِلاقٌ إِلَى الْفَلاحِ إِلَى الْخَيْـ = ـرِ إِلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى وَالْمَحَاسِنْ
13. إيَّاكَ مِن عَسْفِ الأنامِ وظُلمِهم = واحْذَرْ مِنَ الدَّعَوَاتِ في الأَسْحَارِ
14. أَدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ = واعْدِلْ ولا تَظْلِمْ يَطِيبُ الْمَكْسَبُ
واحذَرْ مِن المظلومِ سَهْمًا صائبًا = واعْلَمْ بأنَّ دعاءَه لا يُحجَبُ
15. لا تَظْلِمَنَّ إذا ما كُنْتَ مُقْتَدِرًا = فالظُّلْمُ آخِرُه يَأْتِيكَ بالنَّدَمِ
نامَتْ عُيُونُكَ والمظلومُ مُنْتَبِهٌ = يَدْعو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللهِ لم تَنَمِ
16. عليكَ بالعَدْلِ إِنْ وُلِّيتَ مملكةً = واحذرْ مِن الْجَوْرِ فيها غايةَ الحَذَرِ
فَالْمُلْكُ يَبْقَى عَلَى عَدْلِ الكَفُورِ وَلَا = يَبْقَى مَعَ الجَوْرِ فِي بَدْوٍ وَلا حَضَرِ
17. عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ فِي الْمَحْرَمِ = وَتَجنَّبُوا مَا لا يَلِيقُ بمُسْلِمِ
إِنَّ الزِّنا دَيْنٌ إِذَا أَقْرَضْتَهُ = كَانَ الْوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ
يَا هَاتِكًا حُرَمَ الرِّجالِ وَقَاطِعًا = سُبُلَ الْمَوَدَّةِ عِشْتَ غَيْرَ مُكَرَّمِ
18. لَوْ كُنْتَ حُرًّا مِنْ سُلالةِ مَاجِدٍ = ما كُنْتَ هَتَّاكًا لحُرْمَةِ مُسْلِمِ
مَنْ يَزْنِ يُزْنَ بِهِ وَلَوْ بِجِدَارِه = إِنْ كُنْتَ يَا هَذَا لَبِيبًا فَافْهَمِ
19. لَعَمْرُكَ مَا أَهْوَيْتُ كَفِّي لِرِيبَةٍ = وَلَا حَمَلَتْنِي نَحْوَ فَاحِشَةٍ رِجْلِي
وَلا قَادَنِي سَمْعِي وَلا بَصَرِي لَهَا = وَلا دَلَّنِي رَأْيِي عَلَيْهَا وَلَا عَقْلِي
وَأَعْلَمُ أَنِّي لَمْ تُصِبْنِي مُصِيبَةٌ = مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا قَدْ أَصَابَتْ فَتًى قَبْلِي
وَلَسْتُ بمَاشٍ مَا حَيِيتُ بمُنْكَرٍ = مِنَ الأَمْرِ لَا يَسْعَى إِلَى مِثْلِهِ مِثْلِي
وَلا مُؤْثرًا نَفْسِي عَلَى ذِي قَرَابَةٍ = وَأُوثرُ ضَيْفِي مَا أَقَامَ عَلَى أَهْلِي
المراجع
- "البداية والنهاية" لابن كثير (7/ 39).
- رواه البخاريُّ (662)، ومسلم (669).
- رواه الترمذيُّ (1633)، والنسائيُّ (3108)، وقال الترمذيُّ: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألبانيُّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (1269).
- "أدب الدنيا والدين" للماورديِّ (329).
- انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري" لابن حجرٍ العسْقلاني (1/ 62).
- "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" لأبي العباس القرطبي (1/ 215).
- "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" لأبي العباس القرطبي (1/ 215).
- رواه البخاري (2442)، ومسلم (2580).