عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيْصَةَ أَحَدِكُمْ»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيْصَةَ أَحَدِكُمْ»
أَمْر العَامَّة: أراد بالعامَّة القيامةَ؛ لأنها تَعُمُّ النَّاسَ بالموت[1].
خُوَيْصَةُ أحَدِكم: الخُوَيْصَة: تَصْغِير (الْخَاصَّة)، والْمُراد: حادثة الموت التي تخصُّ الْمَرْء، وصُغِّرت لاستصغارها في جنب سائر الحوادث العِظام من البعث والحساب وغير ذلك[2].
يروي أبو هريرة عن رَسُول اللهِ ﷺ أنه قال: «ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا»؛ أي: ثلاث علامات من علامات الساعة، إذا ظهرت، لا ينفع الكافرَ أن يُسلِم بعد ظهورها، وكذلك المسلمُ العاصي لا تُقبل توبته بعد ظهورها، وهي: «طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا»: فالشمسُ تُشرق كلَّ يوم من الْمَشرِق، فإذا قَرُب وقت قيام الساعة، طَلَعت من مغربها. «وَالدَّجَّالُ»؛ أي: خروجُ المسيح الدجَّال، وهو أعظم فتنةٍ منذ خَلَق الله الأرض، وقد حذَّر النبيُّ ﷺ أمَّته من المسيح الدجَّال، وذكر لهم بعضًا من صفاته. «وَدَابَّةُ الْأَرْضِ»: وهي دابَّة تخرج في آخِر الزمان، وقبل قيام الساعة، فتُكلِّم الناس، وقد فسدوا حينها وتركوا أوامر الله تعالى.
ويروي أبو هريرة أيضًا عن النبيِّ ﷺ أنه قال: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا»؛ أي: أَسرِعوا إلى الأعمال الصالحة واشتغلوا بها قبل موت أحدكم، وقبل ظُهورِ العلامات الستِّ الآتية؛ لأن ظهورَها يُوجِبُ عدمَ قبول توبة التائبين.
قوله ﷺ: «وَالدُّخَان»؛ أي: ظهور الدخان. «وَأَمْرَ الْعَامَّةِ»؛ أي: يومَ القيامة، فهو يَعُمُّ الناس كلَّهم.
«وَخُوَيْصَةَ أَحَدِكُمْ»؛ أي: موته، فهو يخصُّه دون غيره.
الشرح المفصَّل للحديثأمر الله تعالى المؤمنين باغتنام الأعمار في طاعة الله، والمسارعة إلى فعل الخيرات، والمداومة عليها
فقال تعالى:
وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
[آل عمران: 133]
وقال تعالى:
سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
[الحديد: 21]
حتى يكون المسلم مستعِدًّا للقاء الله - عزَّ وجلَّ - والاستعداد إنما يكون بالإيمان والعمل الصالح؛ ولذلك جعل الله تعالى المسابقة إلى فعل الصالحات صفةً من صفات المؤمنين
قال تعالى:
أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
[المؤمنون: 61]
وهي من أجلِّ الطاعات، وأعظم القُربات إلى الله تعالى.
وفي الحديث يوجِّه النبيُّ ﷺ إلى استغلال الأوقات فيما ينفع العباد، وبَذْلِها في مواطن الخير والصلاح، قبلَ أن لا يُقدَر عليها، أو يُحال بينه وبينها بمرض أو موت، أو ظهور هذه العلامات، وحينها لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ
قال تعالى:
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ
[الأنعام: 158]
فالإيمان بعد ظهور العلامات إنما وقع بعد المشاهدة، لذا؛ لا يَنفَعهم إيمانهم ولا توبتهم؛ لأن الإيمان إنما يكون بالغيب، واختيار العبد، وهذا ما امتدح الله به أهل الإيمان، ورتَّب عليه أركان الإيمان، وأما الإيمان بعد المشاهَدة، فلا ينفع، لذا؛ فِرْعونُ حين أدركه الغرق وشاهد اليقين
قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
[يونس:90]
لكن إيمانه لم ينفعه
قال تعالى:
آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
[يونس:91]
وذلك معنى قوله ﷺ: «ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا»، فلا ينفع الكافرَ إيمانُه إذا رآها؛ أي: إذا أَسلَم بعد رؤية هذه الآيات، فإن إسلامه لا يَنفَعه، وكذلك المسلم العاصي إذا رأى هذه الآياتِ، لا تُقبَل منه توبة، ولا يُقبَل منه أيضًا أن يزداد في إيمانه بعمل الطاعات والقُربات، وعدم قبول التوبة، أو الانتفاع بالأعمال الصالحة لا يكون إلا بعد تمام هذه الآيات، "والمراد هذه الثلاث بأسرها
لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ
[الأنعام: 158]
طلوع الشمس من مغربها، والدجَّال، ودابَّة الأرض، وقدَّم الطلوع وإن كان متأخِّرًا في الوقوع؛ لأن مَدَار عدم قبول التوبة عليه، وإن ضُمَّ خروج غيره إليه"[1].
وهذه العلامات هي:
(طلوع الشمس من مغربها): فالشمسُ تُشرق كلَّ يوم من المشرق، فإذا قَرُب وقت قيام الساعة، خرجت من مغربها.
(والدجَّال): أي: خروجُ المسيح الدجَّال، وهي أعظم فتنةٍ منذ خَلَق الله الأرض، وقد حذَّر النبيُّ ﷺ أمَّته من المسيح الدجَّال، وذكر لهم بعضًا من صفاته؛ عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأعْوَرَ الكَذَّابَ، أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ "كَافِرٌ"»[2].
(ودابَّة الأرض): وهي دابَّة تخرج عند فساد الناس، وتركهم لأوامر الله تعالى، في آخِر الزمان، وقبل قيام الساعة، فتُكلِّم الناس
قال تعالى:
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ
[النمل: 82]
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما،
قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا»
[3].
وزاد النبيُّ ﷺ بعضًا من علامات الساعة في الحديث الآخَرِ، وهي:
(الدُّخَان): أي: ظُهور الدُّخان
قال تعالى:
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ 10 يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ 11 رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ 12 أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ 13
[الدخان: 10-13]
وقد ذَهَب جمع من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم (منهم: عليُّ بنُ أبي طالب، وابنُ عبَّاس، وعبدُ الله بنُ عمرٍو، وأبو هريرة، وزيدُ بنُ عليٍّ، والحسنُ، وابنُ أبي مَليكةِ، وغيرُهم) إلى أن الدخَان في الآية من أشراط الساعة، وهو لم يأتِ بعدُ، وأنه يَمكُث في الأرض أربعين يومًا يملأ ما بين السماء والأرض، فأما المؤمنُ فيُصيبه مثل الزكام، وأما الكافرُ والفاجر، فيَدخُل في أنوفهم، فيَثقُب مَسامِعَهم، ويُضيِّق أنفاسهم، وهو من آثار جهنَّم يوم القيامة[4].
(وأمر العامَّة): أي: يوم القيامة، فهو يَعُمُّ الناس كلَّهم.
(وخُوَيْصَة أحَدِكم): أي: موته، فهو يخصُّه دون غيره، والمعنى: اعملوا الصالحاتِ واشتغلوا بها قبل موت أحدكم، وقبل قيام الساعة، أو ظهور أشراطها، فلا تتمكَّنوا من الانتفاع بها، والمبادرة: المسارَعة بإدراك الشيء قبل فواته.
قال ابن بطال رحمه الله: "أصل الدَّجَل: الخَلْطُ، يُقال: دجَل إذا لبَّس وموَّه. و«الدجَّال»: فعَّال من أبنية المبالغة؛ أي: يَكثُر منه الكذب والتلبيس، وهو الذي يظهر في آخر الزمان، ويدَّعي الإلهية.. قوله: «بادروا بالأعمال ستًّا». معنى مبادرة الست بالأعمال: الانْكِماش في الأعمال الصالحة، والاهتمام قبل وقوعها، وتأنيث «الست»؛ لأنها دواهٍ ومصائب. أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات؛ فإنها إذا نزلت دهشتهم وشغلتهم عن الأعمال، أو سُدَّ عليهم باب التوبة وقَبول العمل.
و«أمر العامَّة»: يريد به الفتنة التي تعمُّ الناس، أو الأمر الذي يستبِدُّ به العوامُّ، ويكون من قِبَلهم. و«خويصة» تصغير خاصَّة؛ أي: الوقعة التي تخصُّ أحدكم، يريد بها الموت، أو ما تعلَّق الإنسان في نفسه وأهله وماله، فتشغله عن غيره"[1].
قال المظهريُّ رحمه الله: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا؛ أي: ستَّ آياتٍ، والمعنى: أَسرِعوا إلى الأعمال الصالحة قبل ظُهورِ الآيات الستِّ المذكورة؛ لأن ظهورَها يُوجِبُ عدمَ توبة التائبين؛ أي: عَدم قَبولها؛ لكونها مُلجِئةً إلى الإيمان، فلا يُثاب المكلَّفُ عند الإلجاء على عمله، فإذا انقطع الثوابُ، انقطع التكليف"[2].
قال النوويُّ رحمه الله: "قَوْلُهُ ﷺ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكِمْ، أو أمرَ الْعَامَّةِ»، وفي الرواية الثانية: «الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ... إلى قوله: وَخُوَيْصَةَ أَحَدِكِمْ» فذكر السِّتَّةَ في الرواية الأولى معطوفة بـ(أو) التي هي للتقسيم، وفي الثانية بالواو. قال هِشَامٌ: خَاصَّةُ أَحَدِكِمُ: الموتُ، وَخُوَيْصَةُ: تَصْغِيرُ (خَاصَّة)، وقال قتادةُ: أَمْرُ الْعَامَّةِ: القيامةُ"[3].
قال المناويُّ رحمه الله: "أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات؛ فإنها إذا نزلت أدهشت وأشغلت عن الأعمال؛ أو سُدَّ عليهم باب التوبة وقبول العمل. «طلوع الشمس من مغربها» فإنها إذا طلعت منه، لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبلُ، «والدخان»؛ أي: ظهوره، «ودابة الأرض والدجال»؛ أي: خروجهما، سُمِّي به؛ لأنه خداع مُلبِس ويغطِّي الأرض بأتباعه من الدجل، وهو الخلط والتغطية، ومنه دِجْلةُ، نهر بغدادَ، منها غطَّت الأرض بمائها. «وخويصة أحدكم»، تصغير خاصَّة، بسكون الياء؛ لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة، والمراد: حادثة الموت التي تخصُّ الإنسان، وصغِّرت لاستصغارها في جنب سائر العظائم من بعث وحساب وغيرهما، وقيل: هي ما يخصُّ الإنسان من الشواغل المقلِقة من نفسه وماله وما يهتمُّ به. «وأمر العامَّة»: القيامة؛ لأنها تعُمُّ الخلائق، أو الفتنة التي تُعمِي وتُصِمُّ، أو الأمر الذي يستبِدُّ به العوامُّ، وتكون من قِبَلهم دون الخواصِّ"[4].
قال ابن بطال رحمه الله: "هذه الأحاديث حُجَّة لمذهب أهل الحقِّ في صحَّة وجوده، وأنه شخصٌ بعَينه ابتلى اللهُ تعالى به عبادَه، وأَقدَره على أشياءَ من مقدورات الله تعالى، من إحياء الميِّت الذي يَقتُله، وظهور زهرة الدنيا والخِصب معه، وابتاع كنوز الأرض له، وأمر السماء أن تُمطِر فتُمطِر، والأرضَ أن تُنبِت فتُنبِت، فيقع كلُّ ذلك بقُدرة الله تعالى ومشيئته، ثم يُعجِزه الله تعالى بعد ذلك، فلا يَقدِر على قتل ذلك الرجل ولا غيرِه، ويَقتُله عيسى عليه السلام، ويثبِّت الله الذين آمنوا. وفتنتُه عظيمة جدًّا، تُدهِش العقول، وتحيِّر الألباب، مع سرعة مروره في الأرض، فلا يَمكُث بحيث يتأمَّل الضعفاء دلائلَ الحدوث والنقص، فيصدِّقه من يصدِّقه في هذه الحالة؛ ولهذا حذَّرت الأنبياءُ صلوات الله عليهم من فتنته، ونبَّهوا على نقصه ودلائل إبطاله. أما أهل التوفيق، فلا يغترُّون ولا ينخدعون بما فيه؛ لِما ذكرنا من الدلائل المكذِّبة له، مع ما سبق لهم من العلم بحاله. «وَدَابَّةُ الأَرْضِ»: أُضيفت إلى الأرض مع أن الأصل في الدابَّة ما تَدِبُّ على الأرض؛ للإشارة أن خلقها ليس بطريق التوالد كبقيَّة الدوابِّ المعروفة"[5].
قال الملا علي القاري رحمه الله: "والمراد هذه الثلاث بأسرها
لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ
[الأنعام: 158]
طلوع الشمس من مغربها، والدجَّال، ودابَّة الأرض، وقدَّم الطلوع وإن كان متأخِّرًا في الوقوع؛ لأن مَدَار عدم قبول التوبة عليه، وإن ضُمَّ خروج غيره إليه"[6].