23 - من أشراطِ السَّاعةِ الصُّغرى

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ - وَهُوَ القَتْلُ القَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ»

هدايات الحديث


  1. إخبار النبيِّ ﷺ بالفتن والابتلاءات التي تقع في آخر الزمان؛ فيه توجيهٌ لأنْ يأخذَ المسلمُ حِذْرَه، ويُحصِّن نفْسه، ومَن هم تحتَ ولايته من شرِّ هذه الفتن ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.

  2. ما من عبدٍ إلَّا وتُعرَض عليه الفِتن، فحافِظْ على قلبك أبيضَ؛ كما قال ﷺ: «تُعرَض الفِتَن على القلوب كالحصير عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها، نُكِت فيه نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنكَرها، نُكِت فيه نُكتةٌ بَيضاءُ، حتى تَصير على قَلْبَين؛ على أبيضَ مثلِ الصَّفا، فلا تضُرُّه فتنةٌ ما دامت السمواتُ والأرضُ، والآخَرُ أسودُ مُرْبَادًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعرِف معروفًا، ولا يُنكِر مُنكَرًا، إلا ما أُشرِبَ مِن هواه»[1].

  3. لِخُطورةِ الفِتَنِ كان النَّبِيُّ ﷺ يُكثِر مِن الاستعاذةِ منها، ويأمر أصحابَه والمؤمنين أن يتعوَّذوا منها؛ فعن زَيد بن ثابت رضى الله عنه، عن النبيِّ ﷺ أنه قال: «تعوَّذوا بالله من الفِتَن، ما ظهَر منها وما بطَن»[2].

  4. كان النبيُّ ﷺ يدعو في كلِّ صلاةٍ: «اللهم إني أعوذُ بكَ من عذاب القبر، وأعوذُ بك مِن فِتنة المسيح الدَّجَّال، وأعوذُ بك مِن فتنة الْمَحْيا والممات، اللهم إني أعوذُ بك من المأثَم والْمَغْرَم»[3].

  5. قِصَرُ الأعمار، وانعدامُ البركة في الأوقات علامةٌ من علامات الساعة الصُّغرى؛ فعلى الإنسان أن يغتنمَ أوقاتَ صحَّته وفراغه وشَبابه وغِناه.

  6. الـمال والبنون زِينةُ الـحياة الدُّنيا، ونظرة المؤمن لكثرة المال في آخر الزَّمان أنها تُنذِر بقُرْب السَّاعة، وليس بدوام الرَّخاء.

  7. إياك وطولَ الأمل؛ فالحديث عن الساعة وأشراطها والإخبار عن اقترابها ودُنوِّ أجَلها؛ حتى لا يغترَّ إنسان بطول الأمل.

  8. فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَعُ اللهُ بيننَا = وَإنْ نحنُ مُتْنَا، فالِقيامَةُ تَجمَعُ

ألمْ تَرَ رَيْبَ الدّهْرِ في كلّ ساعةٍ = لَهُ عارضٌ فيهِ الْمَنيَّةُ تَلْمَعُ

أيَا بَانِيَ الدُّنْيَا، لِغيْرِكَ تَبْتَنِي = ويَا جامِعَ الدُّنيَا، لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ

أَرَى المرْءَ وثَّابًا عَلَى كُلِّ فُرْصَةٍ = وللمَرْءِ يَوْمًا لا مَحَالَةَ مَصْرَعُ

تَبَارَكَ مَنْ لا يمْلِكُ الْمُلكَ غَيْرُهُ = مَتَى تَنْقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيسَ يَشْبَعُ؟!

المراجع

  1. رواه مسلم (144).
  2. رواه مسلم (2867).
  3. رواه البخاريُّ (832)، ومسلم (589).


مشاريع الأحاديث الكلية