عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنهمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»


هدايات الحديث

1. التأكيد على حق الجار بكثرة الوصية به يقتضي ضرورة إكرام الجار، والتودُّد والإحسان إليه، ودفع الضُّرِّ عنه، وعيادته عند المرض، وتهنئته عند المسرَّة، وتعزيته عند المصيبة، وهلمَّ جرًّا.

2. مواساة الجيران والإحسان إليهم يزيد من ترابط المجتمع المسلم، وتماسكه.

3. عدم إيذاء الجار من علامات الإيمان بالله تعالى؛

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:

«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ...»

[1]. 

4. إن إيذاء الجار لجاره سببٌ في عدم دخوله الجنَّة؛

قال رَسُول اللهِ ﷺ:

«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»

[2].

5. نفى ﷺ الإيمانَ عمَّن لا يأمن جارُه بوائقه؛

قال النَّبِيُّ ﷺ:

«وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ»

[3].

6. قال الحسن البصريُّ: ليس حُسْنُ الجِوار كفَّ الأذى، ولكنْ حُسْنُ الجوار احتمالُ الأذى [4].

7. إِذا شَاعَ الحَريقُ ببَيتِ جارٍ = فَبَيْتُكَ قَد يَصِيرُ إِلى السَّعيرِ

ومَن يَخذُلْ أخاهُ في الرَّزايا = يَظَلُّ على الزَّمانِ بلا نَصيرِ

8. تواضَعْ إِذا ما رُزقتَ العُلا = فذلكَ مما يَزيدُ الشَّرَفْ

ودَارُكَ أحسِنْ إِلى جَارِها = ولا تَجْعَلَنَّ لَها مُشْترَفْ

وإِنْ ألبسَ اللهُ ثوبَ الشِّفاءِ = فلا تؤثرنَّ عليهِ التَّرفْ

9. ومن يقضيِ حَقَّ الجارِ بعدَ ابنِ عمِّهِ = وصَاحِبهِ الأدنى عَلى القُرْبِ والبُعْدِ

يَعِشْ سَيِّدًا يَستعذِبُ النَّاسُ ذِكرَهُ = وإِنْ نَابَه حقٌّ أَتَوْهُ على قَصْدِ

10. أكرمِ الجَارَ وراعِ حقَّهُ = إِنَّ عِرفانَ الفَتَى الحَقَّ كَرمْ

11. إِذا شِئتَ أنْ تَرقَى جداركَ مرَّةً = لأمرٍ، فآذِنْ جارَ بَيْتِكَ مِن قَبْلُ

ولا تَفْجَأَنْهُ بالطُّلوعِ؛ فَربَّما = أصابَ الفَتَى من هتكِ جارَتهِ خَبْلُ

متَى نَشَأَتْ رِيحٌ لقِدْرِكِ فابعثي = لجارتِكِ الدُّنيا قليلاً، ولا تُملي

فإِنَّ يَسيرَ الطُّعْمِ يَقضي مَذَمَّةً = ولا سيَّما للطِّفلِ أو ربَّةِ الحَمْلِ

12. وكيف يَسيغُ المرءُ زادًا وجارُه = خَفيفُ المِعى، بادي الخصَاصةِ والجَهْدِ

ولَلموتُ خَيرٌ من زيارةِ باخلٍ = يلاحظُ أطرافَ الأكيلِ عَلى عَمْدِ

13. نَاري ونَارُ الجَارِ وَاحدةٌ = وإِليهِ قَبلي تنزلُ القِدْرُ

مَا ضَرَّ جارًا لي أجاورهُ = ألَّا يكونَ لبابِهِ سِترُ

أعمَى إِذا مَا جارتي بَرَزَتْ = حتَّى يُغيِّبَ جَارتي الخِدرُ

14. أنا الجارُ لا زَادي بَطيءٌ عَليهمُ = ولا دُونَ مَالي لِلحَوَادثِ بَابُ

ولا أطلُبُ العَورَاءَ مِنهُم أُصِيبُهَا = ولا عَورَتي للطَّالِبِينَ تُصَابُ

وأسطُو وحُبِّي ثابِتٌ في صُدورهِمْ = وأحلُمُ عَن جُهَّالِهِمْ وأُهَابُ

15. وإني لحمَّالٌ لكلِّ مُلِمَّةٍ = تَخِرُّ لها شُمُّ الجبالِ وَتُزْعَجُ

وإني لأحمي الجارَ منْ كلّ ذِلَّةٍ = وأَفرَحُ بالضَّيفِ الْمُقيمِ وأَبهَجُ

وأحمي حمى قومي على طُول مُدَّتي = إلى أنْ يَرَوْني في اللفائفِ أُدْرَجُ

16. تُعيِّرُنا أنَّا قَليلٌ عَديدُنا = فَقُلتُ لَها: إِنَّ الكِرامَ قَليلُ

وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا = شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وكُهولُ

وما ضَرَّنا أنَّا قَليلٌ وجارُنا = عَزيزٌ، وجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

17. ونُكْرِمُ جارَنا ما دامَ فينا = ونُتبِعُهُ الكَرامَةَ حَيْثُ مَالا

لعَمرُكَ مَا يبيتُ الجَارُ فِينا = عَلى وَجَلٍ يُحاذِرُ أنْ يُغالا



المراجع

1. رواه البخاريُّ (6018)، ومسلم: (47).

2. رواه مسلم (46).

3. رواه البخاريُّ (6016).

4. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبليِّ (1/ 353).




مشاريع الأحاديث الكلية