عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ ﷺ: «لَـمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ ﷺ: «لَـمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي
اللهُ سبحانَهُ وتعالى أرْحمُ الراحمينَ، وأكرَمُ الأكرَمينَ، ورحمتُه سبحانه عمَّتِ السمواتِ والأرضَ؛ وهي لا تقتصرُ على الإنسان فحسبُ؛ بلْ وسِعَت كلَّ شيءٍ، حتى الحيوانَ والطيرَ.
لا يرحم الله من لا يرحم الناس[1].
الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ[2].
الرحمة هي اللغة التي يسمعها الأصمُّ، ويقرؤها الأعمى.
الرحمة خير من العدالة.
إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ[3].
حَذَارِ أن تغرَّ العبدَ نفسُه، فيتَّكل على رحمة الله تعالى بلا عمل صالح، فكما أنه سبحانه غفور رحيم، فهو كذلك شديد العقاب، وسريع العقاب، وعزيز ذو انتقام، وبطشه شديد، وأخذه أليم
وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
[هود: 102].
في الحديث كتب الله عنده فوق عرشه: «إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي»، وهذا دافعٌ يدفعُ نفْسَ كل مؤمن نحوَ الطاعة، ويحمله على إرضاء الله ۵؛ شكرًا لنِعَمه، وعظيم فضله.
يجب على الإنسان أن يسعى لنَيل رضا الله سبحانه؛ ليكون أهلًا لرحمته.
الْـحَذَرَ الحذرَ من غضب الله تعالى، فالْزَمْ تقواه باتِّباع أوامره، واجتناب نواهيه.
بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ مغتنِما = ولا تَكُنْ مِن قليلِ العُرْفِ محتشِمَا
واشكرْ لمولاك ما أَوْلاكَ من نِعَمٍ = فالشكرُ يستوجبُ الإفضالَ والكَرَما
وارحمْ بقلبِك خلقَ الله وارعَهُمُ = فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رَحِما
12. عبدٌ ضعيف خاضعٌ لعُلاكَ = رُحماكَ يا ربِّي به رحماكَ
قد جئتُ يا أللهُ ذنبي هدَّني = من يَغفِرُ الذنب العظيم سواكَ
أَوْلَيْتَنا نِعمًا سَتَرْتَ مَعَايبًا = أَلْهَمتنا فضلاً نُجيب نِدَاكَ
أَنْتَ اللطيف ببرِّه وعطائه = تُعطي وتمنح ذا وتمنع ذاك
أنت الرحيم تُقيل عَثْرةَ مُذنبٍ = وتحبُّ عبدًا تائبًا ناجاك
13. إن كنتَ ترجو مِن الرحمنِ رحمتَه = فارحمْ ضِعافَ الورَى يا صاحِ محترِمَا
واقصِدْ بذلك وجهَ اللهِ خالقِنا = سبحانَه مِن إلهٍ قد برى النَّسَما
واطلبْ جزا ذاك مِن مولاك رحمتَه = فإنَّما يَرْحَمُ الرحمنُ مَن رحِما