عَنْ أبِي هُريرةَ رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدًى، كان لهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أجورِ مَنْ تَبِعهُ، لا يَنقُصُ ذلك مِنْ أجُورِهم شيئًا، ومَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ، كان عليه مِنَ الإثمِ مثلُ آثامِ مَنْ تَبِعهُ، لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ آثامِهم شَيئًا»

هدايات الحديث


  1. إن الدعوة إلى الله تعالى شرف وواجب، فبها تنتشر الفضائل والمكارم، وتنمحي الرذائل، وتعلو كلمة الله، ويهتدي الحيارى، ويَعِزُّ الإسلام والمسلمون.

  2. للإنسان سيئاتٌ جاريةٌ كما له حسناتٌ جاريةٌ؛ فكما يموت الإنسانُ وصحيفةُ حسناته لَمَّا تُقْفَلْ بعدُ، فكذا قد تكون له سيئاتٌ جاريةٌ تُسطَّر في ديوانه بعد موته، فاحرص أن تكون حسناتُكَ جاريةً، وسيِّئاتُك منقطِعةً بعد مَوتك.

  3. قال تعالى:

    {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}

    [فصلت : 33]

    أي : لا أحد أحسنُ قولاً ممن دعا إلى الله مع العمل الصالح الذي يُصدِّق قوله، ومع استسلامه لله تعالى منكِرًا ذاته، فتصبح دعوته خالصةً لله تعالى، ليس له فيها إلا التبليغ.

  4. على المسلم أن يدعوَ إلى الله تعالى بما وهبه الله من مواهبَ، لا يُشترط أن يكون خطيبًا مفوَّهًا؛ بل إن وسائل الدعوة كثيرة، خاصَّة في العصر الحديث، وما استُحدث فيه من وسائلَ هائلةٍ.

  5. أمر النبيُّ ﷺ بتبليغ ولو آيةً واحدة؛ حتى يسارع كل مسلم إلى تبليغ ما بَلَغه من الشرع مهما قلَّ، وحتمًا سيصل كل ما جاء به ﷺ إذا فعل كل مسلم ذلك.

  6. على كل مسلم أن يستشعر المسؤولية العظمى تُجاه دينه وأمَّته، ودوره في مواجهة التحدِّيات التي تواجهها، والسعي للنهوض بأمَّته، ورفع الجهل عنها، ومعالجة عللها وأدوائها، خاصَّةً الدعاةَ إلى الله، الذين التزموا بدينه وشرائعه، أهل الخير والدعوة إليه، الذين يغترفون من مَعين الحقِّ؛ فهؤلاء هم أجدر الناس للقيام بذلك بعزيمة وقوَّة. 

  7. يجب على العلماء والدعاة القائمين على أمر الدعوة، أصحاب الخبرة والبذل والعطاء، الذين وهبوا حياتهم للدعوة إلى الله، أن يوجِّهوا الناس إلى القيام بواجبهم تجاه الدعوة إلى الله، ودعوتهم للانخراط في مجالات العمل الدعويِّ المختلفة، ويحفِّزوهم ويحضُّوهم على ذلك، ويوجِّهوا كلًّا منهم إلى ما يُحسنه، مستغلِّين المواهب والإمكانياتِ المختلفة لديهم، فيفتحوا لهم آفاق الدعوة التي يمكِنهم العمل من خلالها.

  8. إن الدعوة إلى الله تعالى هي أشرفُ الأعمال وأعظمها، وهي مَهمَّة الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ومن أكبر النعم على المرء أن يحظى بشرف الدعوة إلى الله تعالى، ويكفيه شرفًا أنه يبلِّغ ما جاء به المصطفى ﷺ.

  9. إن الدالَّ على الخير كفاعلِه، والدالَّ على الشرِّ كفاعله، ومَن فتَح بابَ خيرٍ كان له أجرٌ مِثلُ أجْرِ مَن عمِل به، ومَن فتح باب شرٍّ كان عليه من الوِزر مِثلُ وِزرِ مَن عمِل به؛ لأنه سببٌ ووسيلة في الخير أو الشرِّ[1].

  10. السَّعيد مَن كان إمامًا في الخير، وقائدًا إليه، والشقيُّ مَن كان عونًا على الشرِّ، وطريقًا إليه.

  11. إن الاعتصامَ بالكتاب والسُّنة طريقُ الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

  12. ما أشرفَ قولَ رِبْعِيِّ بْنِ عَامِرٍ لكلِّ داعية: "اللّهُ ابتَعَثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة اللّه، ومن ضِيق الدّنيا إلى سَعَتها، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوَهم إليه"[2].

  13. تَحْيَا الخلائِقُ وَالْغَوِيُّ يَشُدُّها = نحوَ الضَّلالِ لحَمْأَةٍ وفَسَادِ

يَسْعى بهم أهلُ الدَّهَاءِ بمَكْرِهم = ليجنِّبوهم منهجَ الإرشاد

لا يَفْتُرُونَ عَنِ الوسائلِ للهوى = مهما رَأَوْا مِن شِدَّةٍ وعِنادِ

حَمَلوا النفوس على الغَوايَة والأذى = وتَعَمَّقُوا في الزَّيْغِ والإفساد

المراجع

  1. "فتح المنعم شرح صحيح مسلم" لموسى شاهين لاشين (10/ 214).
  2. "البداية والنهاية" لابن كثير (7/ 39).


مشاريع الأحاديث الكلية