عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»[1].

هدايات الحديث

1. قال عمر رضي الله عنه: مَن قَلَّ حَيَاؤه، قَلَّ وَرَعُه، ومَن قلَّ ورعه، مات قلبُه"[1].

2. قال الفُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: "خمسٌ من علاماتِ الشَّقاوة: القَسْوَةُ في القلب، وجُمودُ العَيْن، وقِلَّةُ الحياء، والرغبة في الدنيا، وطولُ الأمل"[2]. 

3. الحياءُ هو رأسُ الفضائلِ والشِّيم والأخلاق، وهو عِمادُ شُعَب الإيمان، وبه يتمُّ الدين، وهو دليلُ الإيمان، ورائدُ الإنسان إلى الخير والهدى.

4. إن الحياء خُلُقٌ يَبعَث صاحبَه على اجتناب القَبِيح، ويَمنَع من التقصير في حقِّ ذي الحقِّ، وهو خُلُق جميل يدعو إلى التحلِّي بالفضائل، والبُعد عن الرذائل.

5. الحياءُ من الحياة، ومنه الحيا للمطر، وقِلَّةُ الحياءِ من موت القلب والرُّوح، وكلَّما كان القلبُ أحْيا، كان الحياءُ أَتَمَّ.

6. الحياءُ زينةُ الأخلاق؛ قال النبيِّ ﷺ:

«مَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شَانَه»[3].

7. وَرُبَّ قبيحةٍ ما حال بينِي = وبينَ رُكُوبها إلَّا الحياءُ

فكان هو الدواءَ لها ولكن = إذا ذَهَبَ الحياءُ فلا دواءُ

8. إذا لم تَخْشَ عاقِبَةَ الليالي = وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ ما تَشَاءُ

فَلا واللهِ ما في العَيْشِ خَيْرٌ = ولا الدُّنيا إذا ذَهَبَ الحَيَاءُ

يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ = وَيَبْقَى الْعُودُ ما بَقِيَ اللِّحَاءُ

9. أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَاني = حَيَاؤُكَ؟ إنَّ شِيمَتَكَ الحَيَاءُ

إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا = كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ

10. إذَا قَلَّ مَاءُ الوَجْهِ قَلَّ حَيَاؤهُ = فَلا خَيْرَ في وَجْهٍ إِذَا قَلَّ ماؤُهُ

حَيَاءَكَ فَاحْفَظْهُ عَلَيْكَ فإنَّما = يَدُلُّ على فَضْلِ الْكَرِيمِ حَيَاؤهُ

11. كَرِيمٌ يَغُضُّ الطَّرْفَ فَضْلَ حَيَائِه = وَيَدْنُو وَأَطْرَافُ الرِّماحِ دَوَاني

وَكَالسَّيْفِ إِنْ لايَنْتَهُ لَانَ مَتْنُهُ = وَحَدَّاهُ إِنْ خَاشَنْتَهُ خَشِنَانِ

12. إَذَا حُرِمَ الْمَرْءُ الحَيَاءَ فإنَّهُ = بِكُلِّ قَبِيحٍ كَانَ مَنْهُ جَدِيرُ

لَهُ قِحَةٌ في كُلِّ شَيْءٍ، وسِرُّهُ = مُبَاحٌ، وَخِدْنَاهُ خَنًا وغُرُورُ

يَرَى الشَّتْمَ مَدْحًا وَالدَّناءَةَ رِفْعَةً = وَللسَّمْعِ منه في العِظَات نُفُورُ

وَوَجْهُ الحَيَاءِ مُلْبَسٌ جِلْدَ رِقَّةٍ = بَغِيضٌ إليه ما يَشِينُ كَثِيرُ

لَهُ رَغْبَةٌ في أَمْرِه وَتَجرُّدٌ = حَلِيمٌ لَدَى جَهْلِ الجَهُولِ وَقُورُ

فَرَجِّ الفَتَى ما دَامَ يَحْيَا فإنَّه = إلى خَيْرِ حَالاتِ الْمُنِيبِ يَصِيرُ

13. ما إنْ دَعَانِي الْهَوَى لِفَاحِشَةٍ = إلَّا نَهَانِي الحَيَاءُ والكَرَمُ

فلَا إِلَى فَاحِشٍ مَدَدْتُ يَدِي = ولا مَشَتْ بي لرِيبةٍ قَدَمُ

Références

  1. رواه الطَّبرانيُّ في "المعجم الأوسط" (2/370)، والبيهقيُّ في "الشُّعب" (7/59) ‏. 
  2. رواه البيهقيُّ في "شعب الإيمان" (10/182)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/416).
  3. رواه الترمذيُّ (1974)، والبخاريُّ في الأدب المفرد (601)، وصحَّحه الألبانيُّ في "صحيح الأدب المفرد".


مشاريع الأحاديث الكلية