عن أنس رضي الله عنه قال: قَدِمَ رسولُ الله ﷺ المدينةَ ولهم يومانِ يَلعبون فيهما، فقال: «ما هذانِ اليومانِ؟!» قالوا: كنا نلعَب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله ﷺ: «إن الله قد أبدلَكم بهما خيرًا منهما؛ يومَ الأضحى، ويومَ الفِطر»

هدايات الحديث

1- من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين: أن شَرَع لهم أن يفرحوا في الأعياد، فيؤجروا على هذا الفرح؛ لأنه من شعائر الدين.

2- كان أهل الجاهلية يلعبون في يومين كلَّ سنة، ويعملون ما لا يَرضى به الله تعالى، فلما ظهر الإسلام، أبدل الله منهما هذين اليومين اللذين يظهر فيهما تكبيرُ الله تعالى وتحميده وتوحيده، ظهورًا شائعًا يَغِيظ المشركين.

3- يجب أن يكون الفرح وإظهار السرور في الأعياد في حدود المشروع، ولا يجوز إظهار السرور والفرح في الأعياد بالمنكَرات؛ فليس هذا من شعار الدين؛ بل هو من المحرَّمات.

4- كان عَلقَمة يعتَكِف في أعياد الكفار ويقول: اللهم إن هؤلاء اعتكفوا على كُفْرهم، ونحن على إيماننا؛ فاغفِرْ لنا[1]

5- هَذَا هُوَ الْعِيدُ فَلْتَصْفُ النُّفُوسُ بِهِ = وَبَذْلُكَ الْخَيْرَ فِيهِ خَيْرُ مَا صُنِعَا

أَيَّامُهُ مَوْسِمٌ لِلْبِرِّ تَزْرَعُهُ = وَعِنْدَ رَبِّي يُخَبِّي الْمَرْءُ مَا زَرَعَا

فَتَعْهَدُوا النَّاسَ فِيه، مَنْ أَضَرَّ بِهِ = رَيْبُ الزَّمَانِ وَمَنْ كَانُوا لَكُمْ تَبَعَا

وَبَدِّدُوا عَنْ ذَوِي الْقُرْبَى شُجُونَهُمُ = دَعَــا الإِلَهُ لِهَذَا وَالرَّسُولُ مَعَا

وَاسُوا الْبَرَايَا وَكُونُوا فِي دَيَاجِرِهِمْ = بَـدْرًا رَآهُ ظَلامُ اللَّيْلِ فَانْقَشَعَا


6- مَا عِيدُكَ الْفَخْمُ إِلَّا يَوْمَ يُغْفَرُ لَكْ = لَا أَن تَجُرَّ به مُسْتَكْبِرًا حُلَلَكْ

كَمْ مِنْ جَدِيدِ ثِيَابٍ دِينُهُ خَلِقٌ = تَكَادُ تَلْعَنُهُ الأَقْطَارُ حَيْثُ سَلَكْ

وَكَمْ مُرَقَّعِ أَطْمَارٍ جَدِيدِ تُقًى = بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَا وَالأَرْضُ حِينَ هَلَكْ

7- طَافَ الْبَشِيرُ بِنَا مُذْ أَقْبَلَ الْعِيدُ = فَالْبِشْرُ مُرْتَقَبٌ وَالْبَذْلُ مَحْمُودُ

يَا عِيدُ كُل ُّفَقِيرٍ هَزَّ رَاحَتَهُ = شَوْقًا وَكُلُّ غَنِيٍّ هَزَّهُ الْجُودُ

المراجع

  1.  "فيض القدير" للمناوي (4/ 511).

مشاريع الأحاديث الكلية