عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَذْكُرُ الْفِتَنَ؟ فَقَالَ قوْمٌ: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ، فَقَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ؟ قَالُوا: أَجَلْ. قَالَ: تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ؛ وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَذْكُرُ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: أَنَا. قَالَ: أَنْتَ للهِ أَبُوكَ! قَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ». قَالَ حُذَيْفَةُ: وَحَدَّثْتُهُ: أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ. قَالَ عُمَرُ: أَكَسْرًا لَا أَبَا لَكَ؟ فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ. قُلْتُ: لَا بَلْ يُكْسَرُ. وَحَدَّثْتُهُ: أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ، حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ 

عناصر الشرح

المعنى الإجماليُّ للحديث:

عَنْ حُذَيْفَةَ قال: (كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ يَذْكُرُ الْفِتَنَ؟)؛ أي: يَذكُر الفِتَن والبلاءاتِ التي ستَحدُث. (فَقَالَ قوْمٌ: نَحْنُ سَمِعْنَاهُ. فَقَالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ؟)؛ أي: فتنته بأن يأتيَ من أجْل أهله بما لا يحِلُّ شرعًا من القول والفعل، وفتنته في جاره بأن يتمنَّى مثلَ حاله إنْ كان متَّسَعًا مع تمنِّي زوال النعمة عنه. (قَالُوا: أَجَلْ)؛ أي: نعمْ، هذا الذي نُريده بالفتنة. (قَالَ: تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ)؛ أي: إن فتنة الرجُل في أهله وجاره هي من صغائر الذنوب التي تُكفِّرها الأعمالُ الصالحةُ. (وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ يَذْكُرُ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ؟)؛ أي: إنه يسأل عن الفتنة الكُبرى العامَّة التي تضطربُ بشدَّة كالبحر، ويدفع بعضُها بعضًا، فهي كالموج في شدَّة عِظَمها، وكثرة شيوعها.

قَالَ حُذَيْفَةُ: (فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: أَنَا)؛ أي: فسكت القوم، فقال حذيفةُ: أنا سمعتُ النبيَّ ﷺ يذكُر الفتنة الكبرى التي تسأل عنها. 

قَالَ: (أَنْتَ للهِ أَبُوكَ!): لله أبوكَ: كلمة مدح تَعتاد العرب الثناء بها؛ لأن الإضافةَ إلى العظيم تشريف.

قَالَ حُذَيْفَةُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا»

أي: تَلصَق الفتن - فتنة بعد أخرى - بعرض القلوب - وهو جانبها - كما يَلصَق الحصير بجنب النائم، ويؤثِّر فيه شدَّةُ التصاقها به. «فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ»؛ أي: فأيُّ قلب أُشرب الفتنة، وحلَّت منه محلَّ الشراب، نُكت فيه نقطة سوداء. «وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ»؛ وأي قلب ردَّها ودَفَعها، نُكت فيه نقطة بيضاء. «حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ»؛ أي: حتى تنقسم القلوب إلى قسمين؛ الأول: الذي يردُّ الفتنةَ ويدفعُها يَصِير كالحجر الأملس (الصَّفا) في شِدَّته على الإيمان ودفع الفتن، وسلامته من الخلَل، فلا تضرُّه فتنةٌ أبدًا. «وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا» والثاني الذي أُشرِب الفتنةَ يصير أسودَ اللون، يختلط سَوَادُه بكُدرة، وهو مع ذلك مقلوب منكوس كالكوز المائل الذي لا يثبُت الماء فيه. وحالُه أنه: «لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ».

قَالَ حُذَيْفَةُ: (وَحَدَّثْتُهُ، أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ»؛ أي: إن هذه الفتنَ لا يخرُجُ منها شيءٌ في حياتك يا أمير المؤمنين، فبابُها موصَدٌ ما دمتَ حيًّا؛ ولكن هذا الباب يوشك أن يُكسَر.

قَالَ عُمَرُ: (أَكَسْرًا لَا أَبَا لَكَ؟ فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ)؛ وذلك لأن المكسور لا يمكِن إعادتُه، بخلاف المفتوح، وقوله: «لا أبا لكَ» كلمة تذكرها العرب للحثِّ على الشيء، ومعناها: جِدَّ في هذا الأمر، وتأهَّبْ تأهُّبَ مَن ليس له أبٌ يُعاوِنُه.

قال حذيفة: (قُلْتُ: لَا؛ بَلْ يُكْسَرُ): يؤكِّد حذيفةُ رضي الله عنه على أن باب الفتنة سيُكسَر. (وَحَدَّثْتُهُ: أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ)؛ أي: إن باب الفتنة سوف يُكسَر بموت رجُل، وهو عمرُ بنُ الخطَّاب رضي الله عنه . (حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ)؛ أي: حدَّثتُه حديثًا صِدقًا محقَّقًا ليس فيه غلطٌ؛ إذ هو من حديث النبيِّ ﷺ الذي لا يَنطِق عن الهوى.



الشرح المفصَّل للحديث:

اعتاد الصحابةُ ﭫ أن يسألوا فيما ينفَعُهم في دينهم، لا سيَّما الأمورُ التي تتعلَّق بالفتن والابتلاءات؛ لكي يُسارعوا إلى النجاة منها، فيسأل الفاروق عمرُ رضي الله عنه  الصحابةَ فيقول: أيُّكم سمعَ رسولَ الله يذكُر الفتنَ؟ فيُجيبه طائفةٌ منهم بأنهم سمِعوا النبيَّ ﷺ يتكلَّم عن الفتن، وأصلُ الفتنة الامتحانُ والاختبارُ، ثم صارت في العُرف عبارةً عن: كل أمر كشَفه الاختبارُ عن سوء[1].

لكن عمر يستدرك ويقول: لعَلَّكُم تَعْنونَ فِتنة الرَّجلِ في أهلِهِ وجارِهِ؟

أي: بأن يأتيَ من أجْلهم بما لا يحِلُّ من القول والفعل؛ فإن فِتنتَه في ولده تكون بفَرط المحبَّة والشغل به عن كثير من الخيرات، أو التوغُّل في الاكتساب من أجْلهم من غير اتِّقاء المحرَّمات، وفتنته في جاره بأن يتمنَّى مثلَ حاله إن كان متَّسَعًا مع الزوال[2]. وإنما خصَّ الرجُل لأنه غالبًا صاحب الحُكم في داره وأهله، وإلا فالنساء شقائق الرجال في الحكم[3].

فيردُّون عليه: أجَلْ؛ أي: نعمْ، هذا الذي نُريده بالفتنة!

فيقول عمر رضي الله عنه: تلك تُكفِّرها الصلاةُ والصيامُ والصدقةُ؛ أي: إن فتنة الرجُل في أهله وجاره هي من الصغائر التي تُكفِّرها الأعمالُ الصالحةُ كالصلاة والصيام والصدقة؛ كما في حديث أبي هريرة  رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يقول:

«الصلواتُ الخمسُ، والجمُعةُ إلى الجمُعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مُكفِّراتٌ ما بينَهن إذا اجتنبَ الكبائر»

[4]

ثم يُعيد الفاروق السؤالَ ويَزيده إيضاحًا: «ولكن أيُّكم سمعَ النبيَّ ﷺ يذكُر التي تموج موجَ البحر؟»؛ أي: إنه يسأل عن الفتنة الكُبرى العامَّة التي تَمُوج - أي: تضطربُ - كالبحر، ويدفع بعضُها بعضًا، فهي كالموج في شدَّة عِظَمها، وكثرة شيوعها[5]

فيَحكي حذيفة رضي الله عنه المشهدَ بعد سؤال عمر بقوله: «فأسكت القومُ»؛ أي: سكتوا، فنهض حذيفةُ وقال: أنا. أي: أنا سمعتُ النبيَّ ﷺ يَذكُر الفتنة الكبرى التي تسأل عنها. فقال عمر  رضي الله عنه: أنت لله أبوكَ. وهي كلمة مدح تَعتاد العرب الثناء بها؛ لأن الإضافةَ إلى العظيم تشريف، كما يقال: "بيتُ الله، وناقة الله"، فإذا وجدوا من الولد ما يُحمَد، قيل له: لله أبوكَ حيث أتى بمثلك[6].

ثم يقصُّ حذيفة رضي الله عنه ما سمعه من النبيِّ ﷺ: «تُعرَض الفتنُ على القلوب كعَرض الحصير عودًا عودًا»؛ أي: تَلصَق بعرض القلوب - وهو جانبها - كما يَلصَق الحصير بجنب النائم، ويؤثِّر فيه شدَّةُ التصاقها به، والتَّكرار هنا؛ أي: تَظهَر لها فتنةٌ بعد أخرى. وقوله: «كالحصير»؛ أي: كما يُنسج الحصير عودًا عودًا، فإن ناسج الحصير عند العرب كلَّما صَنَع عُودًا أخذ آخَرَ ونسجَه، فشبَّه عَرض الفتن على القلوب واحدةً بعد الأخرى بعَرض قُضبان الحصير على صانعها واحدًا بعد واحد[7].

ثم يُخبر النبيُّ ﷺ: «فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيه نُكتةٌ سوداءُ»، ومعنى أُشرِبَها؛ أي: دخلتْ فيه دخولًا تامًّا، وحلَّت منه محلَّ الشراب؛ 

كما قال تعالى:

﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ﴾

[البقرة: 93]

 أي: حُبَّ العِجل[8]. وقوله: «نُكِتَ نُكتة»؛ أي: نقطة، و«أيُّ قلب أنكرها»؛ أي: ردَّها.

وقوله ﷺ:

«حتى تَصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضرُّه فتنةٌ ما دامت السموات والأرض»

أي: إن قلبه حين يُنكر الفتنةَ ويَردُّها يصيرُ مثل الصفا، (وهو الحجر الأملس) في شِدَّته على الإيمان وسلامته من الخلَل، وأن الفتن لم تَلصَق به، ولم تؤثِّر فيه؛ لأن الصفا لا يَعلَق به شيءٌ[9]. هذا حالُ القلب الأول الذي يردُّ الفتنةَ ويدفعُها.

وأما القلبُ الآخَرُ فهو «أسودُ مُرْبادًّا كالكوز مُجخِّيًا»؛ أي: أسود اللون، يختلط سَوَادُه بكُدرة، وهو مع ذلك مقلوب منكوس كالكوز المائل الذي لا يثبُت الماء فيه. وحالُه أنه: «لا يعرِف معروفًا ولا يُنكر منكرًا، إلا ما أُشرِبَ من هواه»، والمعنى أن الرجُل إذا تَبِعَ هواه، وارتكب المعاصيَ، دَخَل قلبَه بكلِّ معصية يتعاطاها ظُلمةٌ، وإذا صار كذلك افتُتِن وزال عنه نورُ الإسلام، والقلبُ مثلُ الكوز، فإذا انكبَّ انصبَّ ما فيه، ولم يَدخُله شيءٌ بعد ذلك[10]

ثم يُبيِّن حذيفةُ رضي الله عنه حالَ الفتنة في زمن عمرَ رضي الله عنه، فيقول: (وحدَّثتُه أن بينك وبينه بابًا مغَلقًا يوشِك أن يُكسَر)؛ أي: إن هذه الفتن لا يخرُجُ منها شيءٌ في حياتك يا أمير المؤمنين، فأبوابُها موصَدةٌ ما دمتَ حيًّا. فيسأله عمرُ  رضي الله عنه: (أكسْرًا لا أبَا لكَ؟ فلو أنه فُتِح لعلَّه كان يُعاد)؛ وذلك لأن المكسور لا يمكِن إعادتُه بخلاف المفتوح، ولأن الكسرَ غالبًا لا يكون إلا عن إكراهٍ وغلَبةٍ وخلاف عادة. وقوله: (لا أبا لكَ) كلمة تذكرها العرب للحثِّ على الشيء، ومعناها: أن الإنسان إذا كان له أبٌ وحَزَبه أمرٌ ووقع في شدَّة، عاوَنَه أبوه، فإذا قيل: "لا أبا لكَ"، فمعناه: جِدَّ في هذا الأمر، وشَمِّرْ، وتأهَّبْ تأهُّبَ مَن ليس له معاوِنٌ[11]

يؤكِّد حذيفةُ رضي الله عنه على أن باب الفتنة سيُكسَر، ويقول: (وحدَّثتُه: أن ذلك الباب رجُلٌ يُقتَل، أو يموت حديثًا ليس بالأغاليط)؛ أي: إن باب الفتنة سوف يُكسر بموت رجُل، وهو عمر بن الخطاب  رضي الله عنه. وسبب إيراده مُبهمًا يَحتمِل أن حذيفةَ سمِعَه هكذا من النبيِّ ﷺ دون تعيين، وربما يكون حذيفة قد عَلِم أنه يُقتل؛ لكنه كرِهَ أن يخاطِب عمر  رضي الله عنه بالقتل، وذلك من حُسن أدبه  رضي الله عنه[12]، وفي الصحيح أنهم طلبوا من مسروق أن يسأل حذيفةَ عن الباب، فسأله فقال حذيفة: عمر رضي الله عنه، قال: قلنا: فعلم عمرُ مَن تَعني؟ قال: نعمْ[13].

وقوله: (حديثًا ليس بالأغاليط)، فهي جمع أُغلوطة، وهي التي يُغالَط بها، فمعناه: حدَّثتُه حديثًا صِدقًا محقَّقًا ليس هو من صُحُف الكتابيِّين، ولا من اجتهاد ذوي الرأي؛ بل من حديث النبيِّ ﷺ الذي لا يَنطِق عن الهوى[14]

المراجع

  1. المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبيِّ (1/357).
  2. "إرشاد الساري" للقسطلانيِّ (1/480).
  3. "فيض القدير" للمناويِّ (4/423)
  4.  رواه مسلم (233).
  5.  "شرح السيوطيِّ على مسلم" (1/164).
  6. "شرح السيوطيِّ على مسلم" (2/171).
  7. شرح السيوطيِّ على مسلم" (2/171-172).
  8. "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" للقرطبيِّ (1/359).
  9. انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (2/172
  10.  انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (2/173).
  11.  انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (2/174).
  12.  انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (2/175)، و"فتح الباري" لابن حجر (13/50).
  13. رواه البخاريُّ (1435).
  14.  انظر: "شرح النوويِّ على مسلم" (2/175)


النقول

قال النوويُّ رحمه الله " قال أهل اللّغة: أصل الفِتنة في كلام العرب الابتلاءُ والامتحان والاختبار. قال القاضي: ثمّ صارت في عُرف الكلام لكلِّ أمر كشفه الاختبار عن سوء. قال أبو زَيد: فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتُونًا إذا وقع في الْفِتْنَةِ وتَحَوَّل من حال حَسَنَةٍ إلى سَيِّئَةٍ، وفِتنةُ الرَّجُل في أهله وماله ووَلَده ضُرُوبٌ مِن فَرْطِ مَحَبَّته لهم، وشُحِّه عليهم، وشُغْلِه بهم عن كثير من الخير؛ كما

قال تعالى:

إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞﱠ

[التغابن: ١٥]

أو لتفريطه بما يَلزَم من القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم؛ فإنّه راعٍ لهم ومسؤول عن رعيَّته، وكذلك فتنةُ الرّجل في جارِه من هذا؛ فهذه كلُّها فتن تقتضي المحاسبة، ومنها ذنوب يُرجى تكفيرها بالحسنات؛ 

كما قال تعالى:

إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِﱠ

[هود: ١١٤]

 وقوله: «الّتي تموج كما يموج البحر»؛ أي: تَضْطرِب ويَدفَع بعضها بعضًا، وشبَّهها بموج البحر لشدَّة عِظَمها، وكثرة شيوعها"[1].

قال الطِّيبيُّ  رحمه الله: "«حتى يصير»؛ أي: جنس الإنسان على قسمين: قسمٌ ذو قلب أبيضَ كالصَّفاء، وقسم ذو قلب أسود مربادًّا. الضمير في «يصير»؛ أي: تصير القلوب على نوعين؛ أحدهما: أبيضُ، وثانيهما: أسود. «الصفا»: الحجارة الصافية الملساء، وأريد به هاهنا النوع الذي صفا بياضُه، وعليه نبَّه بقوله: «أبيض»، وإنما ضَرَب المثلَ به؛ لأن الأحجار إذا لم تكن معدنيةً لم تتغيَّر بطول الزمان، ولم يدخلها لونٌ آخَرُ، لا سيَّما النوع الذي ضُرب به الْمَثَل، فإنه أبدًا على البياض الخالص الذي لا تَشُوبه كُدرةٌ، والربدة لون بين السَّواد والغُبرة، ومنه ظَلِيمٌ أَرْبَدُ، وقد اربَدَّ اربدادًا؛ أي: تلوَّن وصار على لون الرماد. وإنما وصف القلب بالرُّبدة؛ لأنه أنكرُ ما يوجد من أنواع السواد، بخلاف ما تشوبه صفا ويعلوه طراوة من النوع الخالص. وأما قوله: «مربادًّا» فهو منصوب على الحال""[2].

قال النوويُّ  رحمه الله"وقوله: (فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ): هو بقطع الهمزة المفتوحة. قال جمهور أهل اللُّغة: (سَكَتَ وَأَسْكَتَ) لُغتان بمعنى صَمَتَ، وقال الأصمعيُّ: سَكَتَ: صَمَتَ، وَأَسْكَتَ: أَطْرَقَ، وإنّما سَكَت القوم لأنّهم لم يكونوا يَحفَظون هذا النَّوع من الفِتنة؛ وإنّما حَفِظوا النّوع الأوَّل. وقوله: (لله أبوكَ): كلمة مدح تَعتاد العرب الثناءَ بها؛ فإن الإضافةَ إلى العظيم تشريف؛ ولهذا يُقال: بيتُ الله، وناقة الله. قال صاحب التحرير: فإذا وُجِد من الولد ما يُحمَد، قيل له: لله أبوكَ، حيث أتى بمثلِكَ""[3].

قال الطِّيبيُّ  رحمه الله: "قوله: «إلا ما أُشرب من هواه» يعني: لا يعرف القلب إلا ما قَبِل من الاعتقادات الفاسدة والشهوات النفسانية. أقول: ولعله أراد أنه من باب تأكيد الذمِّ بما يُشبه الْمَدح؛ أي: ليس فيه حبَّة خير البتَّةَ، إلا هذا، وهذا ليس بخير، فيلزم منه أن يكون فيه خير""[4].

قال النوويُّ  رحمه الله"هذان الحرفان ممّا اختُلف في ضبطه على ثلاثة أوجه، أظهرُها وأشهرها: عُودًا عُودًا، بضمِّ العَين وبالدّال المهمَلة، والثّاني: بفتح العين وبالدّال المهملة أيضًا، والثّالث: بفتح العين وبالذّال المعجَمة، ولم يَذكُر صاحب التّحرير غير الأوّل، وأمّا القاضي عياض فذكر هذه الأوجه الثّلاثة عن أئمّتهم، واختار الأوّل أيضًا. قال: واختار شيخنا أبو الحسين بن سرَّاج فتح العين والدّال المهملة. قال: ومعنى (تُعرَض): أنّها تَلصَق بعرض القلوب؛ أي: جانبها، كما يَلصَق الحصير بجنب النّائم ويؤثّر فيه شدَّة التصاقها به. قال: ومعنى (عَودًا عَودًا)؛ أي: تُعاد وتُكرَّر شيئًا بعد شيء. قال ابن سرَّاج ومن رواه بالذّال المعجَمة: فمعناه سؤال الاستعاذة منها ؛كما يقال: غَفرًا غفرًا، وغُفرانك؛ أي: نسألك أن تُعيذنا من ذلك، وأن تَغفر لنا. وقال الأستاذ أبو عبد اللّه بن سليمان: معناه: تَظهَر على القلوب؛ أي: تظهر لها فتنة بعد أخرى. وقوله: (كالحصير)؛ أي: كما يُنسَج الحصير عُودًا عودًا، وشَظِيَّةً بعد أخرى. قال القاضي: وعلى هذا يترجَّح رواية ضمِّ العَين؛ وذلك أنّ ناسج الحصير عند العرب كلَّما صنع عودًا أخذ آخَرَ ونَسَجه، فشبَّه عَرْضَ الفِتن على القلوب واحدةً بعد أخرى بعرض قُضبان الحصير على صانعها واحدًا بعد واحد. قال القاضي: وهذا معنى الحديث عندي، وهو الّذي يدلُّ عليه سياق لفظه وصحَّة تشبيهه، واللّه أعلم"[5].

 قال ابن القيم  رحمه الله: "وقسَّم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين: قلبٍ إذا عُرضت عليه فتنة أُشربها، كما يَشرَب السفنج الماء، فتُنكت فيه نكتة سوداءُ، فلا يزال يشرب كلَّ فتنة تُعرض عليه حتى يسودَّ وينتكس، وهو معنى قوله: (كالكوز مُجَخِّيًا)؛ أي: مكبوبًا منكوسًا، فإذا اسودَّ وانتكس، عَرَض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك؛ أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفًا، ولا ينكِر منكرًا، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرًا، والمنكَرَ معروفًا، والسنَّة بدعة، والبدعة سنَّة، والحقَّ باطلاً، والباطل حقًّا، الثاني: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول ﷺ، وانقياده للهوى، واتِّباعه له.

وقلبٍ أبيضَ قد أشرق فيه نور الإيمان، وأَزهَر فيه مصباحه، فإذا عَرَضت عليه الفتنة أَنكَرها وردَّها، فازداد نوره وإشراقه وقوَّته.

والفتن التي تُعرَض على القلوب هي أسباب مَرِضها، وهي فتن الشهوات وفتن الشُّبهات، فتن الغيِّ والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظُّلم والجهل، فالأولى توجب فساد القصد والإرادة، والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد""[6].

قال النوويُّ  رحمه الله: 

قَوْلُهُ ﷺ:

«فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ»

معنى أُشرِبها: دخلت فيه دخولًا تامًّا، وألزمها وحلَّت منه مَحَلَّ الشّراب، ومنه

قوله تعالى:

﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ﴾

[البقرة: 93]

أي: حبَّ العِجل. ومنه قولهم: ثوب مُشرَب بحُمرة؛ أي: خالطته الحُمرة مخالطةً لا انفكاك لها، ومعنى (نكت نُكتة): نَقَط نُقطة، وهي بالتاء المثنَّاة في آخره. قال ابن دُريد وغيره: كلُّ نقطة في شيء بخلاف لونه فهو نَكْت، ومعنى (أنكرها): ردَّها واللّه أعلم. وقوله ﷺ: «حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ». قال القاضي عياض رحمه اللّه: ليس تشبيهه بالصّفا بيانًا لبياضه؛ لكن صفةً أخرى لشدَّته على عَقد الإيمان وسلامته من الخلل، وأنّ الفتن لم تَلصَق به ولم تؤثِّر فيه كالصّفا، وهو الحجر الأملس الّذي لا يَعلَق به شيء، وأمّا قوله: (مُرْبادًّا)، فكذا هو في روايتنا وأصول بلادنا، وهو منصوب على الحال، وذكر القاضي عياض رحمه اللّه خلافًا في ضبطه، وأنّ منهم من ضبطه كما ذكرناه، ومنهم من رواه (مُرْبَئِدٌّ) بهمزة مكسورة بعد الباء. قال القاضي: وهذه رواية أكثر شيوخنا، وأصلُه أن لا يُهمَز، ويكون (مُرْبَدٌّ) مثلَ (مُسْوَدٌّ ومُحْمَرٌّ)، وكذا ذكره أبو عُبيد والهرويُّ وصحَّحه بعض شيوخنا عن أبي مروانَ بنِ سرَّاج؛ لأنّه من (ارْبَدَّ) إلّا على لغة من قال: (احْمَأَرَّ) بهمزة بعد الميم لالتقاء السّاكنين، فيقال: (ارْبَأَدَّ ومُرْبَئِدٌّ) والدّال مشدَّدة على القولين، وسيأتي تفسيره. وأمّا قوله: (مجخِّيًا) فهو بميم مضمومة ثمّ جيم مفتوحة ثمّ خاء معجَمة مكسورة، معناه: مائلًا، كذا قاله الهرويُّ وغيره، وفسَّره الرّاوي في الكتاب بقوله: منكوسًا، وهو قريب من معنى المائل. قال القاضي عياض: قال لي ابن سرَّاج: ليس قوله: «كالكوز مجخّيًا» تشبيهًا لما تقدَّم من سواده؛ بل هو وصف آخَرُ من أوصافه بأنّه قُلِب ونُكِّس حتّى لا يَعلَق به خير ولا حِكمة، ومثَّله بالكوز المجخّي، وبيَّنه بقوله: «لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا». قال القاضي رحمه اللّه: شبَّه القلب الّذي لا يعي خيرًا بالكوز المنحرِف الّذي لا يثبت الماء فيه، وقال صاحب التّحرير: معنى الحديث أنّ الرّجل إذا تبع هواه وارتكب المعاصيَ، دخل قلبه بكلِّ معصية يتعاطاها ظُلْمة، وإذا صار كذلك افتتن وزال عنه نور الإسلام، والقلب مثل الكوز، فإذا انكبَّ انصبَّ ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك""[7]

قال ابن القيم  رحمه الله: "وقد قسَّم الصحابة رضى الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة، كما صحَّ عن حذيفة بن اليمان: "الْقلُوبُ أَرْبَعَةٌ: قَلْبٌ أَجْرَدُ، فِيهِ سِرَاجٌ يُزْهِرُ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ أَغْلفُ، فَذلِكَ قَلْبُ الكَافِرِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، فَذلِكَ قَلْبُ الْمُنافِقِ، عَرَفَ ثمَّ أَنْكَرَ، وَأبْصَرَ ثُمَّ عَمِىَ، وَقَلْبٌ تَمُدُّهُ مَادَّتَانِ: مَادَّةُ إِيمَانٍ، وَمَادَّةُ نِفَاقٍ، وَهُوَ لما غَلَبَ عَلَيْهِ مِنْهُمَا""[8]

قال النوويُّ  رحمه الله: "قوله: (حدَّثتُه أنّ بينك وبينها بابًا مُغلَقًا يوشك أن يُكسَر. قال عمر رضي اللّه عنه: أكسرًا لا أبا لكَ؟ فلو أنّه فُتح لعلَّه كان يُعاد): أمّا قوله: إنّ بينك وبينها بابًا مغلقًا، فمعناه أنّ تلك الفتن لا يخرج شيء منها في حياتك، وأما قوله: يوشك، فبضمِّ الياء وكسر الشِّين، ومعناه: يَقرُب، وقوله: أكسرًا؛ أي: أيُكسَر كسرًا؟ فإنّ المكسور لا يمكن إعادته بخلاف المفتوح، ولأنّ الكسر لا يكون غالبًا إلّا عن إكراه وغَلَبة وخلاف عادة. وقوله: لا أبا لك. قال صاحب التّحرير: هذه كلمة تَذكُرها العرب للحثِّ على الشّيء، ومعناها أنّ الإنسان إذا كان له أبٌ وحَزَبَه أمرٌ، ووقع في شدَّة، عاوَنَه أبوه ورفع عنه بعض الكلِّ فلا يحتاج من الجِدِّ والاهتمام إلى ما يَحتاج إليه حالة الانفراد وعدم الأب المعاوِن، فإذا قيل: لا أبا لك، فمعناه جِدَّ في هذا الأمر وشَمِّرْ، وتأهَّبْ تأهُّب من ليس له معاون، والله أعلم"[9].

 قال النوويُّ  رحمه الله: "قوله: (وحدَّثتُه: أنّ ذلك الباب رجل يُقتَل أو يموت، حديثًا ليس بالأغاليط). أمّا الرّجل الّذي يُقتَل فقد جاء مبيَّنًا في الصّحيح أنّه عمرُ بنُ الخطّاب رضي اللّه عنه، وقوله: يُقتَل أو يموت، يَحتمِل أن يكون حذيفة رضي اللّه عنه سمعه من النّبيِّ ﷺ هكذا على الشّكِّ، والمراد به الإبهام على حذيفةَ وغيره، ويَحتمِل أن يكون حذيفة عَلِم أنّه يُقتَل؛ ولكنّه كَرِه أن يخاطِب عمرَ رضي اللّه عنه بالقتل؛ فإنّ عمر رضي اللّه عنه كان يعلم أنّه هو الباب؛ كما جاء مبيَّنًا في الصّحيح: أنّ عمر كان يعلم من الباب كما يعلم أنّ قبل غد اللّيلة، فأتى حذيفة رضي اللّه عنه بكلام يَحصُل منه الغرض مع أنّه ليس إخبارًا لعمر بأنّه يُقتَل. وأمّا قوله: «حديثًا ليس بالأغاليط» فهي جمع أغلوطة، وهي الّتي يغالَط بها، فمعناه: حدّثته حديثًا صِدقًا محقَّقًا ليس هو من صحف الكتابيِّين ولا من اجتهاد ذي رأي؛ بل من حديث النّبيِّ ﷺ. والحاصل أنّ الحائل بين الفتن والإسلام عمر رضي اللّه عنه، وهو الباب، فما دام حيًّا لا تدخل الفتن، فإذا مات دخلت الفتن، وكذا كان، واللّه أعلم""[10].

المراجع

  1. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 170، 171).
  2.  "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (11/ 3402).
  3. "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 171).
  4. "الكاشف عن حقائق السنن" للطِّيبيِّ (11/ 3403).
  5. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 171، 172).
  6. "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" لابن القيم (1/ 12)
  7. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 172 - 174).
  8. "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" لابن القيم (1/ 12)
  9. شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 174).
  10.  "شرح النوويِّ على مسلم" (2/ 174، 175).


غريب الحديث

أُشرِبها: قَبِلَها ودخلَتْ فيه، وسكنَتْ إليه[1]

نُكتة: أثرٌ قليلٌ كالنُّقطة[2]

مُرْبادًّا: لونٌ بين السَّوَاد والغُبرة[3]

مُجَخِّيًا: مائلًا[4]

الأغاليطُ: جمع أُغلوطة، وهو ما يُغلَط فِيه[5]


المراجع

  1. "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميديِّ (1/78).
  2. النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (2/183).
  3. النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (5/114).
  4. "الصحاح" للجوهريِّ (6/2298).
  5. مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/134).


مشاريع الأحاديث الكلية