1. التأكيد على حقِّ الجار بكثرة الوصية به يقتضي ضرورة إكرام الجار، والتودُّد والإحسان إليه، ودفع الضُّرِّ عنه، وعيادته عند المرض، وتهنئته عند المسرَّة، وتعزيته عند المصيبة، وهلمَّ جرًّا.
2. مواساة الجيران والإحسان إليهم يزيد من ترابط المجتمع المسلم، وتماسكه.
3. عدم إيذاء الجار من علامات الإيمان بالله تعالى؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ...» [1].
4. إن إيذاء الجار لجاره سببٌ في عدم دخوله الجنَّة؛ قال رَسُول اللهِ ﷺ:
«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»[2].
5. نفى ﷺ الإيمانَ عمَّن لا يأمن جارُه بوائقه؛ قال النَّبِيُّ ﷺ:
«وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ»[3].
6. قال الحسن البصريُّ: ليس حُسْنُ الجِوار كفَّ الأذى؛ ولكنَّ حُسْنَ الجوار احتمالُ الأذى[4].
7. قال عبد اللّه بن عمرٍو: من لم يُضِفْ، فليس من محمّد، ولا من إبراهيمَ[5].
8. قال أبو هريرة لقوم نزل عليهم، فاستضافهم، فلم يُضِيفوه، فتنحَّى ونزل، فدعاهم إلى طعامه، فلم يُجيبوه، فقال لهم: لا تُنزلون الضَّيف ولا تُجيبون الدّعوة، ما أنتم من الإسلام على شيء. فعَرَفه رجل منهم، فقال له: انزل عافاك اللّه، قال: هذا شرٌّ وشرٌّ، لا تُنزلون إلّا من تعرفون؟![6].
9. قال عمرُ: من كَثُر كلامه، كثر سَقْطه، ومن كَثُر سقطه، كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه، كانت النّار أولى به[7].
10. قال مجاهد: ما جلس قوم مجلسًا، فتفرَّقوا قبل أن يذكروا اللّه، إلّا تفرّقوا عن أنتن من ريح الجيفة، وكان مجلسهم يشهد عليهم بغفلتهم، وما جلس قوم مجلسًا، فذكروا اللّه قبل أن يتفرّقوا، إلّا أن يتفرّقوا عن أطيب من ريح المسك، وكان مجلسهم يشهد لهم بذكرهم[8].
11. قال محمّدُ بنُ عجلانَ: إنّما الكلام أربعة: أن تَذكُر اللّه، وتقرأ القرآن، وتُسأل عن علم فتُخبر به، أو تَكلَّم فيما يَعنِيك من أمر دنياك[9].
12. قال رجل لسلمانَ: أوصني، قال: لا تَكَلَّمْ، قال: ما يستطيع من عاش في النّاس أن لا يتكلَّم، قال: فإن تكلَّمتَ، فتكلَّمْ بحقٍّ أو اسكُتْ[10].
13. كان أبو بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه يأخذ بلسانه ويقول: هذا أَوْرَدني الموارد[11].
14. قال ابن مسعود: واللّه الّذي لا إله إلّا هو، ما على الأرض أحقُّ بطول سجن من اللّسان[12].
15. قال وهب بن مُنبِّه: أجمعتِ الحكماء على أنّ رأس الحُكْم الصّمت[13].
16. قال شُمَيطُ بنُ عَجْلانَ: يا بنَ آدَمَ، إنّك ما سكتَّ، فأنت سالم، فإذا تكلَّمت، فخذ حِذْرك، إمّا لك وإمّا عليك[14].
17. الصمتُ نجاةٌ للعبد من المهالك؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ ﷺ:
18. الواجب على المسلم أن يعمِّر وقته وحياته في الطاعات، ولا ينشغِل بغير ذكر الله - عزَّ وجلَّ - حتى لا يتحسَّر على ما فاته يومَ القيامة.
19. قال بعض السَّلَف: يُعرَض على ابن آدم يومَ القيامة ساعاتُ عُمُره، فكلُّ ساعة لم يَذكُر الله فيها، تتقطَّع نفسُه عليها حسرات[16].
20. صَمُوتٌ إذا ما الصَّمْتُ زيَّن أهلَه = وفتَّاقُ أبكارِ الكلامِ الْمُخَتَّمِ
وَعَى ما وَعَى القرآنُ من كلِّ حِكْمةٍ = ونِيطَت لها الآدابُ باللَّحم والدَّم
21. لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه = فلم يبقَ إلَّا صورةُ اللَّحمِ والدَّمِ
22. لَقَلَّ عَارًا إِذَا ضَيْفٌ تَضَيَّفَنِي = مَا كَانَ عِنْدِي إِذَا أَعْطَيْتُ مَجْهُودِي
فَضْلُ الْمُقِلِّ إِذَا أَعْطَاهُ مُصْطَبِرًا = وَمُكْثِرٍ فِي الْغِنَى سِيَّانِ فِي الْجُودِ
لاَ يَعْدَمُ السَّائِلُونَ الْخَيْرَ أَفْعَلُهُ = إِمَّا نَوَالِي وَإِمَّا حُسْنَ مَرْدُودِي
23. وَكَيْفَ يُسِيغُ الْمَرْءُ زَادًا وَجَارُهُ = خَفِيفُ الْمِعَى بَادِي الْخَصَافَةِ وَالْجَهْدِ
وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ زِيَارَةِ بَاخِلٍ = يُلاَحِظُ أَطْرَافَ الْأَكِيلِ عَلَى عَمْدِ
وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًا = وَمَا فِيَّ إِلَّا تِلْكَ مِنْ شِيمَةِ الْعَبْدِ
24. أُضَاحِكُ ضَيْفِي قَبْلَ إِنْزَالِ رَحْلِهِ = وَيُخْصِبُ عِنْدِي وَالْمَحَلُّ جَدِيبُ
وَمَا الْخِصْبُ لِلْأَضْيَافِ مِنْ كَثْرِةِ الْقِرَى = وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الْكَرِيمِ خَصِيبُ
25. الجُودُ مَكْرُمةٌ والبُخْلُ مَبْغَضةٌ = لا يستوي البُخْلُ عندَ اللهِ والجُودُ
والفقرُ فيه شخوصٌ والغِنى دَعَةٌ = والنَّاسُ في المالِ مرزوقٌ ومحدودُ
26. إِذا شَاعَ الحَريقُ ببَيتِ جارٍ = فبيتُكَ قَد يصيرُ إِلى السَّعيرِ
ومَن يَخذُلْ أخاهُ في الرَّزايا = يَظَلُّ على الزَّمانِ بلا نَصيرِ
27. تواضَعْ إِذا ما رُزقتَ العُلا = فذلكَ مما يَزيدُ الشَّرَفْ
ودَارُكَ أحسِنْ إِلى جَارِها = ولا تَجْعَلَنَّ لَها مُشْترَفْ
وإِنْ ألبسَ اللهُ ثوبَ الشِّفاءِ = فلا تؤثرنَّ عليهِ التَّرفْ
28. ومن يقضيِ حَقَّ الجارِ بعدَ ابنِ عمِّهِ = وصَاحِبهِ الأدنى عَلى القُربِ والبُعْدِ
يَعِشْ سَيِّدًا يَستعذِبُ النَّاسُ ذِكرَهُ = وإِنْ نَابَه حقٌّ أَتَوْهُ على قَصْدِ
29. أكرمِ الجَارَ وراعِ حقَّهُ = إِنَّ عِرفانَ الفَتَى الحَقَّ كَرمْ
30. متَى نَشَأَتْ رِيحٌ لقِدْرِكِ فابعثي = لجارتِكِ الدُّنيا قليلاً، ولا تُملي
فإِنَّ يَسيرَ الطُّعمِ يَقضي مَذمَّةً = ولا سيَّما للطِّفلِ أو ربَّةِ الحَمْلِ
31. إِذا شِئتَ أنْ تَرقَى جدارَكَ مرَّةً = لأمرٍ، فآذِنْ جارَ بيتِكَ مِن قَبْلُ
ولا تَفْجَأَنْهُ بالطُّلوعِ؛ فَربَّما = أصابَ الفَتَى من هتكِ جارَتهِ خَبْلُ
32. نَاري ونَارُ الجَارِ وَاحدةٌ = وإِليهِ قَبلي تنزلُ القِدْرُ
مَا ضَرَّ جارًا لي أجاوِرُهُ = ألَّا يكونَ لبابِهِ سِترُ
أعمَى إِذا مَا جارتي بَرَزَتْ = حتَّى يُغيِّبَ جَارتي الخِدْرُ
33. أنا الجارُ لا زَادي بَطيءٌ عَليهمُ = ولا دُونَ مَالي لِلحَوَادثِ بَابُ
ولا أطلُبُ العَورَاءَ مِنهُم أصِيبُهَا = ولا عَورَتي للطَّالِبِينَ تُصَابُ
وأسطُو وحُبِّي ثابِتٌ في صُدورهِمْ = وأحلُمُ عَن جُهَّالِهِمْ وأُهَابُ
34. وإني لحمَّالٌ لكلِّ مُلِمَّةٍ = تَخِرُّ لها شُمُّ الجبالِ وَتُزْعَجُ
وإني لأحمي الجارَ منْ كلّ ذِلَّةٍ = وأَفرَحُ بالضَّيفِ الْمُقيمِ وأَبهَجُ
وأحمي حمى قومي على طول مُدَّتي = إلى أنْ يروني في اللفائفِ أُدرَجُ
35. تُعيِّرُنا أنَّا قَليلٌ عَديدُنا = فَقُلتُ لَها: إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا = شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وكُهولُ
وما ضَرَّنا أنَّا قَليلٌ وجارُنا = عَزيزٌ، وجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
36. ونُكْرِمُ جارَنا ما دامَ فينا = ونُتبِعُهُ الكَرامَةَ حَيْثُ مَالا
لعَمرُكَ مَا يبيتُ الجَارُ فِينا = عَلى وَجَلٍ يُحاذرُ أنْ يُغالا
المراجع
- رواه البخاريُّ (6018)، ومسلم: (47).
- رواه مسلم (46).
- رواه البخاريُّ (6016).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبليِّ (1/ 353).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 356).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 356).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 339).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 338).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 340).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 340).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 340).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 340).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 340).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 340).
- رواه أحمد (6481) والترمذيُّ (2501)، وصححه الألبانيُّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (2874).
- "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 338).