عن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا،وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا»

هدايات الحديث

1- إن المسجد هو مِحور حياة الأمَّة الإسلامية، وسرُّ قوتها، ومصنع أبطالها، والمدرسة التي تتخرَّج فيها الأجيال الصالحة، وتعلِّم المسلمين كلَّ أمور حياتهم، وهو مكان التقاء المسلمين وتجمُّعهم الدائم، وتقوية الأواصر بينهم.

2- أمَّةُ الإسلام قِوامُها المساجد، وقد ضَعُفت الأمَّة حين ضَعُف دور المسجد في حياتها، ولا سبيل لنهضة الأمَّة وعودتها لمجدها التَّليد، وقيادة العالم إلى حضارة القيم والروح والأخلاق، إلَّا بعودة تفعيل دور المسجد في حياة الأمَّة.

3- لقد حارب أعداء الأمَّة المساجد، حتى قَصَروا دورها على أن تكون مكانًا للصلاة فقط، حتى الصلاةُ والعبادة يضيِّقون عليها بإغلاق المساجد بعد أداء الصلوات المفروضة مباشرةً في سائر البلاد العربية والإسلامية، فيجعلون دور المسجد مجرَّد مكان تُقام فيه الصلوات الخمس فقط، دون أيِّ دور للمساجد في إصلاح المجتمع والأمَّة؛ ما أثَّر على المجتمعات والأمة بالإفساد والضعف.

4- إن المسجد مؤسَّسة إسلامية عظيمة، لا يدانيها أيُّ مؤسَّسة إسلامية أخرى، ولا يمكِن إصلاح المجتمع والأمَّة إلا بتفعيل دوره.

5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،

عَنِ النَّبِيِّ  ﷺ  قَالَ:

«مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاح»

[1]

6- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،

عَنِ النَّبِيِّ ﷺ  قَالَ:

«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»، وذكر منهم: «وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ»

[2]

7- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:

«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى المكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى المسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ»

[3]

8- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،

أَنَّ رَسُولَ اللهِ  ﷺ  قَالَ:

«يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ»

[4]

9- عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه،

عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:

«بَشِّرِ المشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

[5]

10- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ:

"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ ﷺ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ"

[6]

11- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ:

أَتَى النَّبِيَّ  ﷺ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ  ﷺ  أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ»

[7]

12-خَيْرُ الْبِقَاعِ مَسَاجِدٌ مَعْمُورَةٌ = تَلْقَى بِهَا الأَرْوَاحُ أَفْضَلَ مُنْتَدَى

تَسْمُو بها نَحْوَ الْفَضِيلَةِ وَالتُّقَى = وَتُنِيلُهَا الْعَيْشَ الْهَنِيَّ الأَرْغَدَا

يَهْوَى سَكِينَتَهَا الْمُنِيبُ وَيَنْجَلِي = عَنْ نَفْسِهِ - وَقَدِ اسْتَجَارَ بِهَا – الصَّدَى

13- فَفِي الْمَسَاجِدِ أَضْحَى الْقَلْبُ مُنْشَرِحًا = وَبَيْتُ رَبِّي إلَيْهَا الْقَلْبُ يَنْعَرِجُ

وَالذَّنَبُ يُغْفَرُ إِنْ كُنَّا بِرَوْضَتِهَا = وَفِي بَسَاتِينِهَا يَقُوَّمُ الْعِوَجُ

14- في الْمَسْجِدِ الإسْلامُ رَبَّى جِيلَهُ = وَبِهِ احْتَمَى مِمَّنْ تَمَرَّدَ وَاعْتَدَى

وَمَسَاجِدُ الإسْلامِ خَيْرُ مَدَارِسٍ = قَدْ أَشْرَقَتْ مِنْها مَصَابِيحُ الهُدَى

وَمِنَ الْمَسَاجِدِ شَعَّ نُورُ مُحَمَّدٍ = وَبَنَى فَكَانَ بِنَاؤه الْمُتَعَبَّدَا

15-طُوبَى لَكُمْ إِذْ بَنَيْتُمْ مَسْجِدًا فَبَدا = يَفِيضُ طُهْرًا بِمن لله قد سَجدا

تُرَفْرِفُ الرُّوحُ جَذْلى كُلَّما دَخَلَتْ = رِحَابَه نَسِيَتْ في طِينِه الْجَسَدَا

فكُلُّ شِبْرٍ بِهِ ثَغْرٌ له شَفَةٌ = تُرَدِّدُ الذِّكْرَ لا تُحْصِي له عَدَدَا

وَذَاكَ يَتْلُو كِتَابَ اللهِ مُبْتَهِلًا = يَمُدُّ في وَجَلٍ نَحْوَ السَّمَاءِ يَدَا

بِهِ تَسَاوَى الْوَرَى عِزًّا وَمَنْزِلَةً = لأنَّهُمْ يَعْبُدُونَ الْوَاحِدَ الأَحَدَا

إذا نَظَرْتَ رَأَيْتَ الصَّفَّ مُنْتَظِمًا = عِقْدًا مِنَ الدُّرِّ في سِمْطِ التُّقَى نُضِدَا

اللهُ أَكْبَرُ دَوَّتْ مِنْ مآذِنِهِ = تُشِعُّ فينا سَلامًا بَلْ وشَمْسَ هُدَى

اللهُ أَكْبَرُ دَوَّتْ في مَسَامِعِنَا = وَكُلُّ صَوْتٍ لَهُ في الْقَلْبِ أَلْفُ صَدَى

اللهُ أَكْبَرُ مِلْءَ الْأَرْضِ نَلْفِظُهَا = لَكِنْ سَنَاهَا إِلَى رَبِّ السَّمَا صَعِدَا

16- ارْتِفَاعُ الأَذَان فَوْقَ الْمَآذِنْ = فِي انْبِلَاجِ الصَّبَاحِ وَاللَّيْلُ سَاكِنْ

دَعْوَةٌ تَحْمِلُ الْحَيَاةَ إِلَى الْكَوْ = نِ وَسُكَّانِهِ قُرًى وَمَدَائِنْ

وَنِدَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْ = ضِ إِلَى ظَاهِرٍ عَلَيْهَا وَبَاطِنْ

وَلِقَاءٌ بَيْنَ الْمَلائِكِ وَالإِيـ = ـمَانِ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ غَيْرِ آذِنْ

وَانْطِلاقٌ إِلَى الْفَلاحِ إِلَى الْخَيْـ = ـرِ إِلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى وَالْمَحَاسِن

17- مَنْ عَلَّقَ الْقَلْبَ في بَيْتِ الإلهِ وَلَمْ = يَطْلُبْ سِوَى مِنْ كَرِيمٍ مُنْعِمٍ مَدَدَا

فَذَاكَ مِمَّنْ يُظِلُّ اللهُ حِينَ نَرَى = لا ظِلَّ إِلَّا لَهُ سُبْحَانَهُ أَبَدَا

كَمْ خَائِفٍ مِنْ ذُنُوبٍ جَاءَ مُرْتَجِفًا = وَلَمْ يَجِدْ غَيْرَ بَيْتِ اللهِ مُلْتَحَدَا

فَسَبَّحَ اللهَ، صَلَّى، قَامَ مُنْكَسِرًا = بِبَيْتِ مَنْ غَيْرُهُ بِالْحَقِّ ما عُبِدَا

حَتَّى زَكَتْ رُوحُهُ وَالنَّفْسَ هَذَّبَهَا = فَلا تَرَى ظُلْمَةً فِي الْقَلْبِ أَوْ حَسَدَا

وَكَمْ غَوِيٍّ أَتَى وَالْوَهْمُ يُغْرِقُهُ = فَعَادَ يَحْمِلُ فِي أَضْلَاعِهِ رَشَدَا

وَكَمْ جَهُولٍ أَتَى مُدَّثِّرًا بِدُجًى = فَصَارَ بَدْرًا بِنُورِ الْعِلْمِ مُتَّقِدَا

المراجع

  1.  رواه البخاريُّ (662)، ومسلم (669)..
  2.  رواه البخاريُّ (660)، ومسلم (1031).
  3.  رواه مسلم (251).
  4.  رواه البخاريُّ (555)، ومسلم (632).
  5.  رواه أبو داود (561)، والترمذيُّ (223)، وابن ماجهْ (781)، وصحَّحه الألبانيُّ.
  6.  أخرجه مسلم (654).
  7.  رواه مسلم (653).

مشاريع الأحاديث الكلية