36 - لا يعلم الغيب إلا الله تعالى

عن عبد الله بنِ عمرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:«مَفَاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ:لا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ،وَلاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلَّا اللَّهُ،وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي المَطَرُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ،وَلا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ،وَلا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ» 

هدايات الحديث

1. ثِقْ أن الله اختار لك الخير، سواءٌ فيما أَعلَمَكَ به، أو فيما حَجَب عِلمَه عنك، فآمِنْ بالغَيب، ولا تُجهد نفسَك في معرفته.

2. إن النفس البشرية لتَقِفُ أمام أستار الغَيب عاجزةً خاشعة، تُدرك بالمواجهة حقيقة علمها المحدود، وعجزها الواضح، ويتساقط عنها غرور العلم والمعرفة المدَّعاة.

3. لا تقترب ممن يدَّعون معرفة الغيب، فلا حاجة لك بمعرفته، ولا خير يعود عليك من ذلك، والعقوبةُ في ذلك مغلَّظة تصل لحدِّ الكُفر.

4. في الإيمان بهذه الغَيْبيَّات والوقوف عند ما أخبرنا به الوحيُ راحةُ النفس، وبثُّ الأمل، وزيادة التعلُّق بالله تعالى والإيمان به.

5. ضَمِن اللهُ لك كَسْبَكَ وأَجلَك ولم يجعلهما في يد أحدٍ من البشر؛ لتضمن حريَّتك في هذه الدنيا، ولا تخضع لاستعباد أحدٍ، فحافظ على هذه الحرية، ولا تخشَ إلا الله تعالى.

6. فَلا يَخْفَى عَلَيْهِ الذَّرُّ إمَّا = تَرَاءى لِلنَّوَاظِرِ أَوْ تَوَارى

7. يا منْ يُغيثُ الورَى من بعدِ ما قَنَطوا = ارحَمْ عبادًا أكُفَّ الفقرِ قد بَسَطُوا                                                                                                                         

 عَوَّدْتَهُم بَسْطَ أرزاقٍ بلا سَبَبٍ = سوى جميلِ رجاءٍ نَحْوَهُ انبسَطوا

وعُدْتَ بالفضلِ في وِرْدٍ وفي صَدَرٍ = بالجُودِ إن أقسَطوا والحِلمِ إن قَسَطُوا

8. مَعَ اللهِ فِي سَبْرِ كُنْهِ الوُجُودِ = وَرُوحِ الحَيَاةِ وَسِرِّ القَدَرْ                                                                                                                                            

 مَعَ اللهِ فِي عَالَمِ الْمُدْرَكَاتِ = وَفِي الغَيْبِ مِنْ كَائِنَاتٍ أُخَرْ

مَعَ اللهِ فِيمَا بَدَا وَانْتَشَرْ = مَعِ اللهِ فِيمَا انْطَوَى وَاسْتَتَرْ

وَيَدفَعُ أَعْمَاقَ إِيمَانِنَا = فِرَارًا إِليه ونعمَ الْمَفَرّْ

9. سُبحانَ مَن سبَّحَتْهُ ألْسُنٌ عَرفتْ = بأَنَّ تسبيحَهُ مِنَ أَفْضلِ العِصَمِ\

سُبحانَ مَنْ سبَّحتْهُ ألسنٌ نطقَتْ = من عالَمٍ في حِجَابِ الغَيْبِ مُكْتَتَمِ

10. وَإنِّي لَمُستغَنٍ بِفَقرِي وفاقَتِي = إِليهِ ومُسْتقْوٍ وَإنْ كانَ بِي ضَعْفُ

وفي الغَيبِ لِلعَبدِ الضَّعيفِ لَطائفٌ = بِها جَفَّتِ الأقلامُ وانطَوَتِ الصُّحْفُ

11. شَهِدَتْ غرائبُ صُنعِهِ بوجُودِهِ = لولاهُ ما شَهِدَت بهِ لولاهُ

وإليهِ أذعَنتِ العُقولُ فآمنَتْ = بالغَيْبِ تؤثِرُ حُبَّها إيَّاهُ

سُبحانَ من عَنَتِ الوُجُوهُ لوجْهِهِ = ولهُ سُجُودٌ أوجهٌ وجباهُ

طَوْعًا وكَرهًا خاضِعينَ لعِزِّهِ = ولهُ عليها الطَّوْعُ والإكْرَاهُ

12. فكم للهِ من تدبيرِ أمرٍ = طَوَتْهُ عنِ الْمُشاهَدَةِ الغيُوبُ                                                                                                                                              

وكم في الغَيْبِ من تيسير عُسْرٍ = ومن تفريجِ نائبةٍ تنُوبُ

ومن كرمٍ ومن لُطفٍ خَفِيٍّ = ومن فرجٍ تزُولُ بهِ الكُروبُ

وما لي غيرُ بابِ اللهِ بابٌ = ولا مَوْلًى سواهُ ولا حبيبُ





مشاريع الأحاديث الكلية