121 - فضلُ سورتَي المعوِّذتين

عَنْ عُقبةَ بنِ عَامرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ [الفلق: 1]، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس: 1]»

هدايات الحديث


  1. عليك بالمعوِّذات؛ فإنها كافية من كلِّ سوء وشرٍّ.

  2. الحسد منشؤه حبُّ الدنيا.

  3. الكِبر والحسد يغطِّيان نور العقل.

  4. اعلم أن من الأمر الموضوع في النفوس الحسدَ على النِّعم، أو الغِبطة، وحبَّ الرِّفعة، فإذا رآك من يعتقدك مِثْلًا له، وقد ارتقيتَ عليه، فلا بدَّ أن يتأثَّر، وربما حَسَد؛ فإن إخوة يوسف عليهم السلام من هذا الجنس [1].

  5. أَخرَج الحسدُ قابيلَ إلى القتل، وإخوة يوسف باعوه بثَمَن بَخْسٍ، وكان أبو عامر الراهب [الفاسق] من المتعبِّدين العقلاء، وعبدُ الله بنُ أُبيٍّ من الرؤساء، أخرجهما حَسَدُ رسولِ الله ﷺ إلى النفاق، وتَرْكِ الصواب [2].

  6. ما طاب عَيْشُ أهل الجنة إلا حين نُزِع الحسدُ والغِلُّ من صدورهم، ولولا أنه نُزع، تحاسَدوا، وتنغَّص عَيْشُهم [3].

  7. الْفرق بَين المنافسة والحسد أَن المنافسة الْمُبَادرَة إِلَى الْكَمَال الَّذِي تشاهد من غَيْرك، فتنافسه فِيهِ حَتَّى تلْحقَهُ أَو تجاوزه؛ فَهِيَ من شرف النَّفس وعلوِّ الهمَّة وَكبر الْقدر، وَأَصلُهَا من الشَّيْء النفيس الَّذِي تتَعَلَّق بِهِ النُّفُوس طلبًا ورغبةً، فينافس فِيهِ كلٌّ من النَّفْسَين الْأُخْرَى، وَرُبمَا فرحت إِذا شاركتها فِيهِ؛ كَمَا كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله يتنافسون فِي الْخَيْر ويفرح بَعضهم بِبَعْض باشتراكهم فِيهِ؛ بل يحضُّ بَعضهم بَعْضًا عَلَيْهِ مَعَ تنافسهم فِيهِ [4].

  8. الحسد خُلق نفسٍ ذميمة وضيعة سَاقِطَة، لَيْسَ فِيهَا حرصٌ على الْخَيْر، فلِعَجْزِها ومهانتها؛ تَحسُد من يَكْسِب الْخَيْر والمحامد، ويفوز بهَا دونهَا، وتتمنَّى أَن لو فاته كَسْبُها حَتَّى يساويَها فِي الْعَدَم [5].

  9. يا مَنْ ألُوذُ بِهِ فيمَا أُؤمّلُهُ = وَمَنْ أعُوذُ بهِ مِمّا أُحاذِرُهُ  لا يَجْبُرُ النّاسُ عَظْمًا أنْتَ كاسِرُهُ = وَلا يَهيضُونَ عَظْمًا أنتَ جابِرُهُ

  10. أَعُوذُ بِرَبِّ العَرْشِ مِنْ فِئَةٍ بَغَتْ = عَلَيَّ فَمَا لِي عَوْضُ إِلَّاهُ نَاصِرُ

  11. أعوذُ بربِّ النَّاسِ من كلِّ طاعِنٍ = عَلينا بسوءٍ أو مُلِحٍّ بباطلِ   ومِن كاشحٍ يَسْعى لنا بمَعيبةٍ = ومِن مُلحِقٍ في الدِّين ما لم نُحاولِ

  12. أعوذ برَبّيَ من سُخْطِهِ = وتَفريطِ نَفسي وإفراطِها

  13. أعوذ برب الناس من كل ظالمٍ = وأشكو إليه كل خَصمٍ مماحِكِ

  14. أعوذ به من كلِّ سوءٍ وأحتمي = بأسمائه من كلِّ عادٍ وفاتك

  15. بدا فَلَقُ الصُّبْحِ مِن وجهِهِ = فقلتُ: أعوذُ بربِّ الفَلَقْ    وَلَمْ أَدْرِ لَمَّا رَنَا طَرْفُهُ = عَدُوٌّ رَمَى أم حَبِيبٌ رَمَقْ

  16. وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّةً = أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ

وزِنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكن = ثَرْثارَةً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ

واحفَظْ لسانك واحترِزْ من لفظه = فالمرءُ يَسلَم باللسان ويَعطَبُ

والسِّرُّ فاكْتُمْهُ ولا تَنطِق به = فهُوَ الأسيرُ لديكَ إذ لا يَنْشَبُ


المراجع

  1.  "صيد الخاطر" لابن الجوزيِّ (ص: 323).
  2. "صيد الخاطر" لابن الجوزيِّ (ص: 643). "صيد الخاطر" لابن الجوزيِّ (ص: 643).
  3.  "الروح" لابن القيم (ص: 251).
  4.  "الروح" لابن القيم (ص: 252).







مشاريع الأحاديث الكلية