عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قال: كُنَّا مع النبيِّ شَبابًا لا نجدُ شيئًا، فقال لنا رسولُ الله ﷺ: «يا معشرَ الشباب، مَن استطاع الباءةَ، فليتزوَّجْ؛ فإنه أغَضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْجِ، ومَن لم يستطِعْ، فعليه بالصَّوْمِ؛ فإنه له وِجاءٌ»
عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قال: كُنَّا مع النبيِّ شَبابًا لا نجدُ شيئًا، فقال لنا رسولُ الله ﷺ: «يا معشرَ الشباب، مَن استطاع الباءةَ، فليتزوَّجْ؛ فإنه أغَضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْجِ، ومَن لم يستطِعْ، فعليه بالصَّوْمِ؛ فإنه له وِجاءٌ»
1. لفضائل أربع: إحداها: الحكمةُ، وقِوَامُها الفكرة. والثانية: العِفَّة، وقِوامُها الشهوة، والثالثة: القوَّة، وقِوَامُها الغَضَب. والرابعة: العدل، وقِوَامُه في اعتدال قوى النفس.
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسولُ الله ﷺ:
«ثلاثة حقٌّ على الله عزَّ وجل عَوْنُهم: الْمُكاتَب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل»
[1]
3. قال تعالى:
﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ ﴾
[النور: 33]؛
"أي: ليَطلُب العِفَّة عن الحرام والزنا الذين لا يجدون ما لا يَنكِحون به للصَّدَاق والنفقة، حَتى يُغْنِيَهم اللَّهُ من فضله؛ أي: يوسِّع عليهم من رزقه" [2].
4. إن الزواج هو الطريق الطبيعيُّ لمواجهة الميول الجنسية الفِطرية، وهو الغاية النظيفة لهذه الميول، وربما حدث للإنسان عَنَتٌ ومَشقَّةٌ بدون الزواج.
5. إن الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة ولا يستقذرها؛ إنما ينظِّمها ويطهِّرها، ويرفعها ويُرقِّيها عن المستوى الشهوانيِّ الحيوانيِّ.
6. يُقيم الإسلام العلاقاتِ الجنسيةَ على أساس من المشاعر الإنسانية الراقية، التي تجعل من التقاء جسدين، التقاءَ نفسين وقلبين وروحين. وبتعبير شامل التقاء إنسانين، تربط بينهما حياة مشتركة، وآمال مشتركة، وآلام مشتركة، ومستقبل مشترك، يلتقي في الذُّرِّية المرتقَبة، ويتقابل في الجيل الجديد، الذي ينشأ في العُشِّ المشترك، الذي يقوم عليه الوالدان حارسينِ لا يفترقان.
7. يَعُدُّ الإسلام الزواجَ وسيلةً للتطهُّر والارتفاع، فيدعو الأمَّة المسلمة لتزويج رجالها ونسائها إذا قام المال عَقَبة دون تحقيق هذه الوسيلة الضرورية لتطهير الحياة ورفعها؛
قال تعالى:
﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ ﴾
[النور: ٣٢].
8. جعل الإسلام الزواج من الطاعات التي يتقرَّب بها المسلم إلى ربِّه، وحضَّ عليه، ووعد من لم يجد بالإعانة من ربِّه.
9. إن الأصل في الرابطة الزوجية هو الاستقرار والاستمرار، والإسلام يحيط هذه الرابطة بكل الضمانات التي تَكفُل استقرارها واستمرارها، وفي سبيل هذه الغاية يرفعها إلى مرتبة الطاعات.
10. إن الإسلام يراعي الميول الجنسية الفِطرية، فجعل الزواج الطريق الطبيعيَّ لهذه الميول، وحضَّ عليه، وجعله من الطاعات، وأمر الجماعة المؤمنة بإنكاح الأيامى الفقراء ومساعدتهم ليتزوَّجوا، وفرض الآداب التي تمنع التبرُّج والاختلاط والفتنة كي تستقرَّ العواطف، ولا تتلفَّت القلوب لكل داعٍ للشهوات، وفرض حدَّ الزنا وحدَّ القذف، وجعل للبيوت حُرْمَتها بالاستئذان عليها.
1. رواه الترمذيُّ (1655)، والنسائيُّ (3120)، وابن ماجه (2518)، وحسَّنه الترمذيُّ، والبغويُّ في "شرح السنَّة" (5/6)، وصحَّحه ابن العربيِّ في "عارضة الأحوذي" (3/5)، وجوَّد إسناده ابن باز في "حاشية بلوغ المرام" (765).
2. "معالم التنزيل" للبغويِّ (6/41).