عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ. وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِـهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِـهِ. وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» متفق عليه.

هدايات الحديث

1. من نوى الخير ولم يستطع تنفيذه لعُذر، كُتب له أجره.

2. بالنية الصالحة تتحوَّل العادات إلى عبادات.

3. الخير كلُّه في إصلاح النوايا.

4. إيَّاكَ والشِّرك الخفيَّ؛ فالرياءُ يُحبط الأعمال، ويحوِّل عظائم العبادات إلى مُهلِكات.

5. الإنسان قد يجتهد ويَبذُل كثيرًا من المشقَّة يَقصِد بذلك غيرَ وجه الله، فيكون عمله محبَطًا، وسببًا في هلاكه.

6. قال الفُضيل في قوله تعالى:

{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}

[الملك: 2]

قال: أَخلَصُه وأَصوَبه. وقال: إنّ العمل إذا كان خالصًا، ولم يكن صوابًا، لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا، ولم يكن خالصًا، لم يُقبَل حتّى يكون خالصًا وصوابًا. قال: والخالصُ إذا كان للّه عزَّ وجلَّ، والصَّوابُ إذا كان على السُّنَّة[1].

7. رُبَّ عملٍ صالح أُريد به ثناءُ الناس واستحسانهم لعمله، كان سببًا في هلاك صاحبه ودخوله النار؛ فأوَّلُ من تُسعَّر بهم النار رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، حيث قاتل ليقال عنه: جَرِيءٌ، ورجلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ ليُقال عنه: عَالِمٌ، ورجل يُنفِق ليُقال عنه: هو جَوَادٌ، وقد قِيلَ.

8. الله عزَّ وجلَّ لا يَقبَل من العمل إلا ما أُريد به وجهُه، فـ"قولوا لمن لم يكن صادقًا لا تَتعَب"[2].

9. قَالَ ﷺ:

«مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

يَعْنِي رِيحَهَا[3].

10. اعلم أن الإنسان يُضاعَفُ أجرُه وثوابُه على قدر نيَّاته، فمن دَخَل إلى مسجد يريد الصلاة ونَوَى بدخوله انتظارَ الصلاة واعتكافًا في المسجد، وذِكْرَ الله، وكفَّ جوارِحِه عن المعاصي، وخَلْوةً مع الله - فإنه يُثاب على هذه النيَّات كلِّها.

11. اعلم أن عون الله تعالى للعبد على قدر النيَّة، فمن تمَّت نيَّته، تمَّ عَوْنُ الله له، وإن نَقَصت نَقَص بقَدْرِه[4].

12. تَعَلَّمِ النِّيَّةَ؛ فإنها أَبْلَغُ من العمل[5].

13. انْوِ في كُلِّ شَيْءٍ تريده الْخَيْرَ، حتى في الطعام والشَّراب.

14. إن الخير كلَّه إِنَّما يَجمَعه حُسْنُ النِّيَّةِ، وكفاك بها خَيْرًا وإن لم تَتعب[6].

15. الْبِرُّ هِمَّةُ التَّقِيِّ، ولو تعَلَّقت جميعُ جوارحه بِحُبِّ الدنيا، لرَدَّته يَوْمًا نِيَّتُه إلى أصله[7].

16. تخليصُ النِّيَّةِ من فسادها أشدُّ على العاملين من طول الاجتهاد[8].

17. صَلَاحُ الْقَلْبِ بِصَلَاحِ الْعَمَلِ، وَصَلَاح العمل بصلاح النِّيَّةِ.

18. مَن سَرَّهُ أَنْ يَكْمُلَ له عَمَلُهُ، فَلْيُحسنْ نِيَّتَه؛ فإنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُرُ العبدَ إذا حَسُنَتْ نِيَّتُهُ، حتى باللُّقْمةِ[9].

19. رُبَّ عملٍ صغيرٍ تُعَظِّمُهُ النِّيَّةُ، وَرُبَّ عملٍ كبير تُصغِّرُه النِّيَّةُ[10].

20. لَا يَصْلُح العمل إلَّا بثلاث: التقوى لِلَّه، والنِّيَّةِ الحسنة، والإصابة[11].

21. إنما يريد اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ منك نِيَّتَك وإرادتَك[12].

22. أفضلُ الأعمال أَدَاءُ ما افترض اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْوَرَعُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وصِدقُ النِّيَّة فيما عند اللَّه عَزَّ وَجَلَّ[13].

23. كان السلف الصالح يتفاضلون بنيَّاتهم ومقاصدهم وما وَقَر في قلوبهم، ولم يكونوا يتفاضلون بالصوم والصلاة. 

24. يُثاب المرء بقَدْر نيَّته.

25. النية الصالحة تعظِّم من العمل الصغير، والنية الفاسدة تحقِّر من العمل الكبير.

26. إصلاح النية يحتاج إلى جهدٍ ومِران.

27. لا تُقبَل الأعمال إلا بالإخلاص، وموافقتِها للكتاب والسنَّة.

28. الوساوس والخواطر التي تَرِد على القلب لا تؤثِّر على النيَّة ما لم تتغيَّر. 

29. الحذرَ كلَّ الحذر من الدنيا، وتوجُّه قلبكَ إليها، ونسيان الآخرة.

30. إِذَا شِئْتَ أَنْ تُدْعَى كَرِيمًا مُهَذَّبًا = تَقِيًّا سَرِيًّا مَاجِدًا فَطِنًا حُرَّا

فَكُنْ مُخْلِصًا للهِ جَلَّ جَلالُهُ = وَكَنْ تَابِعًا لِلْمُصْطَفَى تُحْرِزِ الأَجْرَا

31. قلوبُ الْمُخلِصينَ لها عيونٌ = تَرى ما لا يراه الناظرونَ

وأجنحةٌ تطيرُ بغيرِ ريشٍ = إلى ملكوت ربِّ العالمين

فتسقيها شرابَ الصدق صِرْفًا = وتشرب مِن كؤوس العارفينَ

32. لَعَمْرُك إن المجدَ والفخر والعلا = ونَيْلَ الأمانِي واكتسابَ الفضائلِ

لِمَنْ يُخلِصُ الأعمال لله وحدَهُ = ويُكثِر مِن ذكرٍ له في المنازلِ

33. إذا السرُّ والإعلان في المؤمن استوى = فقد عزَّ في الدارينِ واستوجب الثَّنَـا

فإن خـالَفَ الإعلانُ سِــرًّا فما له = على سَعْيِه فضلٌ سوى الكَدِّ والعَنَا

المراجع

  1. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 72).
  2. "تلبيس إبليس" لابن الجوزيِّ (137).
  3. رواه أحمد (8457)، وأبو داود (3664)، وابن ماجه (252)، وصححه الألبانيُّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (105).
  4. "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزاليِّ (4/364).
  5. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 70).
  6. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 70).
  7. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 70).
  8. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 70).
  9. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 71).
  10. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 71).
  11. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 71).
  12. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 71).
  13. "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (1/ 71).


مشاريع الأحاديث الكلية